هدى ابراهيم من باريس: يشارك فيلمان عربيان وثالث حول العالم العربي في الدورة الثلاثين من quot;مهرجان افلام الواقعquot; الذي يعنى بالشريط الوثائقي المرتبط بحياة الشعوب وتاريخها الاجتماعي ويركز هذا العام على آسيا.وسينظم المهرجان الذي سيعرض خلال دورته الجديدة حوالى مئة فيلم في اطار عدد من التظاهرات، من السابع الى الثامن عشر من آذار/مارس في مركز جورج بومبيدو في العاصمة الفرنسية.وفي اطار تظاهرته الرسمية الدولية، ستعرض افلام طويلة وقصيرة من المانيا وسنغافورة وسويسرا والنمسا والولايات المتحدة وليتوانيا والبرتغال والهند وروسيا ورومانيا والنمسا والصين والبرازيل والمكسيك وفرنسا.ويشارك فيلمان عربيان في هذه التظاهرة احدهما quot;غرس اللهquot; (55 دقيقة) للتونسي كمال العريضي وهو من انتاج بلجيكي والثاني quot;مجرد رائحةquot; (10 دقائق) للبناني ماهر ابي سمرا. وقد صور اثر الحرب الاسرائيلية على لبنان صيف 2006.كما سيعرض فيلم عن فلسطين للمخرج البريطاني جون سميث بعنوان quot;يوميات في فندق 1-7quot; (14 دقيقة).وستخصص كالعادة تظاهرة للافلام الفرنسية.وسيقدم في اطار هاتين التظاهرتين نحو خمسين فيلما جديدا تعرض للمرة الاولى دوليا.

اما بقية الافلام، فستعرض في اطار تظاهرات خاصة درج المهرجان على تنظيمها عاما بعد عام وعلى اختيار مواضيعها.
ومن ابرز تظاهرات هذا العام واحدة بعنوان quot;اميريكانا (1967-1972) شيء ما يحدث هناquot;. وسيعرض في اطارها افلام عن مرحلة حرب فيتنام تعكس تحول الرغبة في احياء النوع الوثائقي الى رغبة في عملية ترتيب للحكايات يمتزج فيه الواقعي بالروائي.
ويتضمن هذا البرنامج تحية لاعمال شيرلي كلارك وجيم ماكبريد الذي قدم سلسلة من اهم الاعمال الوثائقية واثرت افلامه في جيل كامل من المخرجين، مع ان هذا المخرج هو صاحب افلام روائية معروفة في فرنسا حيث يجهل الجمهور اعماله الوثائقية.
وستخصص تظاهرة ثانية لافلام منطقة جنوب آسيا التي سيعرض اعمال منها لعدد من السينمائيين الآسيويين بينهم الاندونيسي غارين نيغروهو والماليزي امير محمد والفليبيني رايا مارتان.وستوجه هذه التظاهرة تحية للفيليبيني لاف دياز شاعر السينما الكبير وصاحب مجموعة قوية من الافلام يذوب فيها الواقع والخيال في بوتقة التجربة الشعرية.
واكدت مديرة المهرجان ماري بيار دياميل مولر لوكالة فرانس برس ان دياز بارع في quot;فن اعادة صياغة الاطار وهداوة الغضب وحزن التاريخquot;، موضحة انه مخرج معروف في اوروبا لكنه يقدم للمرة الاولى في فرنسا.وحول الدورة الثلاثين للمهرجان، اوضحت مولر ان quot;الاكتشاف والذاكرة لا ينفصلان ابدا عن هذه الدورةquot;.واضافت ان quot;السينما الواقعية اليوم تريد ان تحكي آمالها وتمزقها وتريد ان تروي ذاكرتها وتحولاتها وباتت تريد العثور على الاثر والاستماع للكلمات واظهار الآليات التي تعمل عليها الذاكرةquot;.وتابعت ان quot;كثيرا من الافلام يلتفت الى الماضيquot;.
وهناك تظاهرة خاصة بالسياحة تهدف الى عرض المكان من وجهة نظر الآخر وعلاقته بالشيء الجديد المختلف المكتشف وطريقة عمل المخرجين على صور الفيديو السياحية التي اعيد انتاجها.اما quot;مسرح الواقعquot; في هذه الدورة، فيتناول فكر السفر من خلال تقديم اعمال لفيفيان بيريلموتر وفرانسوا كريستوف اللذين انطلقا في اثر كريستوف كولومبوس وانجزا اعمالا تقع في مكان بين الوثائقي والروائي.
وتخصص تظاهرة اخرى للسجون الفرنسية لتقديم صورة عنها في بلد يعتبر الاسوأ اوروبيا على هذا المستوى. والافلام المعروضة في هذه التظاهرة صنعها سجناء خلال ورشات عمل فصوروا المكان المغلق ليشاهده الآخرون في الخارج.ويشمل المهرجان ايضا عددا من العروض الخاصة والنقاشات والورش تتناول واحدة منها التقنيات الجديدة للصورة والصوت.وستمنح خلال الدورة عددا كبيرا من بينها الجائزة الكبرى لمهرجان افلام الواقع التي تبلغ قيمتها ثمانية آلاف يورو والجائزة الدولية لافضل فيلم (4600 يورو) وجائزة افضل فيلم قصير (2500 يورو) وجائزة مخصصة لعمل اول (2500 يورو).وتضم لجنة التحكيم الدولية اربعة سينمائيين، هم الفيليبيني دياز والفرنسيان فرنسواز ايتشيغاري وغوليا ميرزيوفا والمكسيكي اوجينيو بولغوفسكي الى جانب الناقد الالماني اولاف مولر.
والمهرجان الذي عقد دورته الاولى في 1978 ويتخذ من مركز بومبيدو مقرا له، كان رائدا لهذا النوع من الافلام في العالم وتحول الى موعد سنوي دولي لا غنى عنه لعرض اعمال مواهب معروفة ومؤكدة واكتشاف مواهب جديدة.وفي العالم العربي، نظمت دورة اولى من مهرجان لافلام الواقع في سوريا هذا العام.