الياس توما من براغ: إختتمت فعاليات الدورة الرابعة والأربعين لمهرجان كارلوفيفاري السينمائي الدولي بعد تسعة أيام من العروض السينمائية الماراتونية حيث شاهد العروض المئتين والأربعة والثلاثين فيلمًاالتي عرضت في 14 صالة أكثر من مئة وخمسين ألف مشاهد.
ولم تدخل بطبيعة الحال جميع هذه الأفلام مسابقة المهرجان الرئيسة، وإنما دخل منها فقط 14 فيلمًا، إضافة إلى الأفلام التي دخلت مسابقة إلى الشرق من الغرب المخصصة لأفلام أوروبا الشرقية ومسابقة الأفلام الوثائقية للأفلام التي تقل فترة عرضها عن 30 دقيقة، والمسابقة الموازية للأفلام الوثائقية التي تزيد مدة عرضها عن 30 دقيقة .
وقد منحت لجنة التحكيم في المهرجان الجائزة الرئيسة، وهي كرة كريستالية إضافة إلى مبلغ مالي قدره 30 الف دولار للفيلم البلجيكي quot;ملاك عند البحرquot; للمخرج فريدريك دومونت الذي يتحدث عن أسرة غربية تعيش منعزلة بين الصحراء المغربية والبحر.

الحضور الايراني
وقد سجلت إيران حضورًا سينمائيًا وسياسيًا ملفتًا في دورة هذا العام وذلك من خلال مشاركة الممثلةالإيرانيةالشهيرةنيكي كريمي في عضوية لجنة التحكيم، ومن خلال منح لجنة التحكيم جائزتها الخاصة هذا العام للفيلم الإيراني quot;عشرونquot; والذي تعكس بعض أحداثه الواقع الحالي لإيران وقد اعتبر مخرج الفيلم عبد الرضا كاهاني الجائزةالخاصة التي تقترن بمبلغ مادي قدره 20 الف دولار بأنها تقدير للشعب الإيراني كله، داعيًا المشاهدين في حفل اختتام المهرجان إلى التصفيق للشعب الإيراني في جهوده الاستقلالية. كما قال إن هذاالأمر يعتبر إشارة واضحة إلىالتحركات الجارية في الشارع الإيراني احتجاجًا على نتائج الانتخابات الرئاسية الإيرانية الأخيرة.
وقد حصل الفيلم الألماني quot;ويسكي مع فودكاquot; وهو من النوع الكوميدي على جائزة أفضل إخراج في دورة هذا العام وهو من إخراج اندرياس دريسن أما جائزة افصل دور تمثيلي نسائي فقد ذهبت للممثلة بابريكا ستين عن فيلم التصفيف فيما تقاسم جائزة أفضل دور تمثيلي نسائي الممثلان اوليفيير غورنيت وباول غياماتي.
وبالنظر لترافق مسابقة الأفلام الروائية بمسابقة أخرى للأفلام الوثائقية فقد منحت لجنة التحكيم أيضا جائزة أفضل فيلم وثائقي يبلغ طوله أقل من 30 دقيقة إلى سوبري سي المقترنة بمبلغ قدره 5000 دولار إضافة إلى منح جائزة مماثلة للفيلم الوثائقي الذي دخل مسابقة هذا النوع من الأفلام لكن بلغ طول عرضه أكثر من 30 دقيقة وهو فيلم المخرج ماركو شكوب في حين منحت جائزة إلى الشرق من الغرب للفيلم الروسي غرفة ونصف للمخرج اندريه خرجانوفسكي.
وقد منح مهرجان هذا العام جائزة كرة أرضية من الكريستال للممثل السينمائي والمسرحي والمخرج الأميركي جون مالكوفيش تقديرًا لمساهماته في إغناء السينما العالمية، إضافةإلى منح هذه الجائزة أيضًا للممثلة الفرنسية الشهيرة ايزابيلا أوبير quot;هوبيرتquot;. أما جائزة مدير المهرجان فقد منحت هذا العام للمخرج والممثل الأسباني الأميركي انتونيو بانديرس.
ويعتبر مهرجان كارلو فيفاري من أشهر وأعرق المهرجانات السينمائية الدولية في وسط وشرق أوروبا، إذ يعود تنظيم المهرجان الأول منه إلى عام 1946 غير انه لا يحظى بالضجة الإعلامية الكبيرة كالمهرجانات التي تقام في كان وبرلين والبندقية بسبب عدم نجاح إدارة المهرجان حتى الآن في اجتذاب وجوه سينمائية عالمية مرموقة، على الرغم من محاولاتها في كل عام دعوة نجم سينمائي غربي ما كي يتم لفت الانتباه إلى هذا المهرجان الذي يعتبر عيدًا سنويًا للسينما بالنسبة إلى عشرات الآلاف من المواطنين التشيك والسياح والزوار الأجانب لهذه المدينة كونه يمنحهم الفرصة لمشاهدة أحدث الإنتاج السينمائي العالمي ومشاهدة بعض نجوم ومبدعي هذه الأفلام.