أحمد عايض من جدة: منذ فترة والشباب السعودي بدأ يطرق مجال التصوير، والإنتاج، والإخراج، من خلال تنمية مواهبهم في هذا المجال، وهو المجال الذي لم يكن يروق كثيرا لأفراد المجتمع السعودي قبل أكثر من عقد من الزمن، فالنظرة الاجتماعية كانت تنظر إلى تلك الأعمال من باب عدم موافقتها للعادات والتقاليد القبلية، بل حتى أن بعضهم ادخل الدين فيها.
ولكن مع العلم وتنوير العقول ووعي المجتمع وضرورة التوثيق وحفظ التاريخ بدأ ناس كثر يقتنعون بذلك وبات الشبان والشابات يبدعون في تلك المجالات، التي بدأت تتوسع، وبات طلاب المدارس والمعاهد والجامعات محبو تلك المجالات يثقفون أنفسهم من خلال وسائل عدة، وبدأت لمساتهم تخرج للعيان وان كانت بخطى بطيئة لكنها تسير وفق الطريق الصحيح في ظل التنفيذ الصحيح.
وهناك شبان سعوديون دخلوا هذا المجال بسرعة البرق واشتغلوا على أنفسهم وتطوير إمكانات مواهبهم في هذا المجال، رغم أن مجال دراستهم أو وظيفتهم مجال آخر بعيد إلى حد ما عن التصوير والإنتاج والإخراج وتقنية الصوت.
بندر عبدربه موظف في إدارة التربية والتعليم، بدأ العزف على آلة الاورغ إبان دراسته التربية الفنية في كلية المعلمين في جدة، ثم بدأ يطرق باب التصوير من خلال كاميراته الصغيرة، وسرعان ما تحول إلى الإنتاج وهندسة الصوت، وبدأ ينفذ ما يصوره من أعمال للكلية أو لأسرته أو لأصدقائه، وذات مساء قرر أن يدخل سوق الإنتاج، وبدأ خطوة بخطوة وهو ينظر إلى النجاح والشهرة ولكن دون تسرع وتعاملت معه كثير من مكاتب الدعاية والإعلان، فهي تستقطب العميل والعمل، بينما في الكواليس من يقوم بالمونتاج أشخاص خارج دائرة مكتب الدعاية والإعلان أو مكتب الأفلام الوثائقية، وكان بندر أحد ابرز شبان جدة ممن عكف على انجاز تلك الأفلام.
وعندما أدرك انه بات أكثر تمكناً ودراية بمجاله دخل سوق الأفلام الوثائقية بكل ثقة فنجح بدليل حصوله على ثقة تصوير وإنتاج كثير من المناسبات الملكية، وكبار الشخصيات في البلد، إلى جانب تعاقداته مع كبار الشركات العقارية وغيرها في السعودية لتنفيذ أفلام وثائقية، وباتت له بصمات واضحة في هذا المجال.
ويؤكد بندر: quot;بدأت هذا المجال من خلال تنمية موهبتي وبدأت أطور إمكاناتي من خلال الاطلاع خصوصا وان الانترنت بات مجالا رحبا لجميع استفساراتي، خصوصا وان لغتي الانكليزية جيدة، فكانت موهبتي معلمي الأول، والنت معلمي الثاني، ثم بنيت غرفة صغيرة داخل سور العمارة التي استأجرت فيها سكني مع زوجتي و أولادي، وبدأت معداتي تكبر شيئا فشيئا، وكلما دخل مبلغ صغير اشتريت به شيئا من التقنية، وبعد عدة سنوات قررت أن استأجر مكتبا في احد المراكز التجارية الكبيرة في جدة، وفي موقع جيد، وبدأ العمل ينساب بفضل الله، رغم الضغط في الوقت خصوصا وإنني أعمل موظفا quot;معلماquot; في إحدى المدارس التابعة لإدارة التربية والتعليم في محافظة جدة، وكنت مكافحا في ظل تقدير زوجتي وتفهمها لعملي فكانت السند الحقيقي لكي أنجح، وأدركت حقا أن وراء كل رجل عظيم امرأة، وما هي إلا سنة إلاّ وأستاجرت المكتب الموالي لمكتبي، وقمت بإعادة تأهيل لهما وفتحتهما على بعض في ظل تزايد الشغل، وأطلقت عليها أسم: DG LAINS، وبدأت الشهرة، والأموال تهطل علي بفضل الله وبات اسمي من أقوى الأسماء في مجال الأفلام الوثائقيةquot;.
وأضافquot; أيضا كانت لي إسهامات في مجالات الدعاية والإعلان من خلال عمل الإعلانات التجارية لكبار محطات التلفزة الفضائية، إلى جانب برامج التوعية والإرشاد لتثقيف الأطفال وأفراد المجتمع من خلال سلسلة من البرامج الممتعة.
واستطرد: quot;بت أتطلع إلى المنافسة الجادة على الألقاب الذهبية من خلال المهرجانات الدولية، مثل مهرجان دبي السينمائي، ومهرجان كان، وغيرهما، لأنني بت افخر بأنني سعودي وبات لي اسمي وعملي الذي يتحدث عن نفسه والثقة الكبيرة التي استمددتها من كبار الشخصيات والمثقفين والمخرجين والمنتجين والمهتمين بهذا المجال إلى جانب أراء المجتمع، تلك العوامل منحتني مزيدا من الثقة والنجاح، وفي تلك المهرجانات سأتعرف إلى ثقافات بلدان الصين وكوريا واليابان وأميركا وفرنسا واليونان وغيرها من البلدان وهذا هو المحك الحقيقيquot;.
وأشاد بندر عبدربه بفكرة مهرجان جدة للأفلام الوثائقية التي ستنطلق في جدة خلال الفترة المقبلة مؤكدا أنها تدعم الشبان، خصوصا وأن المتنافسين عليه أغلبهم شباب طموح، بدأ يضع قدمه على الطريق، ولابد من تشجيعها.
وأردف: quot;بعض الأفلام السينمائية التي يدخل بها الشباب المسابقة للأسف لا تحكي عن واقع مجتمعنا السعودي أو الخليجي، بل كانت متأثرة بالأفلام الأميركية، فالأفلام ليست مجرد عمل، وإنما الفكرة التي تعكس الانطباع، وأياً كان المسمى مسابقة الأفلام السينمائية أو مسابقة مهرجان الأفلام السينمائية فالهدف الأسمى هو الأخذ بأيدي المبدعين من الشبانquot;.
واستطرد quot;في اعتقادي الشخصي أن الأستاذ ممدوح سالم يقوم بعمل جد جبار إلى جانب بقية زملائه في المهرجان وأتمنى لهم التوفيق في ذلكquot;.
محمد سلطان شاب سعودي يعده نقاد كثيرون في فن الصوتيات الأمير على مستوى المملكة في هذا المجال quot;بفضل الله لدي حس مرهف وتذوق جيد، واحمد الله أنه وهبني موهبة الحس الصوتي، ونميت هذه الموهبة بالدراسة والتطبيق، وما أن بت أكثر نجاحا في موهبتي من خلال تنفيذ الصوت على كثير من البرامج والإعلانات والأفلام الوثائقية والسينمائية، حتى أعلنت استقالتي من وظيفتي الحكومية، وتفرغت لعملي الخاص كمهندس للصوت، ولدي طموح كبير بأن أتوسع في هذا المجال وأحقق الانجازات التي أفخر بها ويفخر بي بلديquot;.
وأكد سلطان أنه كان يتمنى أن تنتشر ثقافة تنمية مواهب الشبان والشابات في شكل أكبر خصوصا وهم على مقاعد الدراسة وتوفير الامكانات والمعامل لهم مجانا أو برسوم مخفضة وتكثيف ثقافة الوعي بضرورة تنمية هذه الموهبة، وفي اعتقادي أن مهرجان جدة السينمائي خطوة جيدة لتحفيز الشبان من خلال تقدير أعمالهم ومنحهم مجالا أرحب واطلاعا على أنواع المشاركات والاستفادة من خبراء لجان التحكيم والدورات المصاحبة.
وكانت شركة روتانا ستديوز، وإدارة مهرجان جدة للأفلام ممثلة في رواد ميديا أعلنت في وقت سابق عن إطلاق مهرجان جدة السينمائي بشعار: (نحو صناعة سينما سعودية) والذي ستنطلق فعالياته في 18 من شهر تموز (يوليو) الجاري.
وأكد مدير مهرجان جدة للأفلام ممدوح سالم أن المسابقة ستقدم 71 فيلماً مقسمة على خمس فئات هي الروائية القصيرة والطويلة والوثائقية والدعائية والكرتونية بينها 45 فيلماً سعودياً بينما تأتي بقية الأفلام المتنافسة من اليمن والكويت والإمارات، كما سيعرض على هامش المهرجان 35 فيلماً أجنبياً، أبرزهم الفيلم الياباني quot;المدرسة في الغابةquot;.
وبيّن ممدوح سالم أن الدورة الرابعة استحدثت استضافة منتجي الأفلام ومخرجيها، خلال فترة إقامة المهرجان، كما تميزت بتوزيع جوائز مالية لـ 13 جائزة في مسابقة الأفلام، وأربع جوائز في مسابقة السيناريو، كما أشار إلى إقامة ورشة عمل بعنوان: quot;صناعة الأفلامquot; بالتعاون مع المجلس الثقافي البريطاني وشركة quot;بريميدياquot;، إضافة إلى إقامة ندوتين، الأولى يقدمها عبده خال بعنوان: laquo;جدلية المتلقي بين الرواية والسينماraquo;، والثانية يقدمها حسن عسيري بعنوان: laquo;عناصر الإنتاجraquo;. وسيكرّم المهرجان الفنانين الخليجيين: سعد الفرج وسعد خضر وفايز المالكي.
و أشار ممدوح سالم إلى أن المسابقة في دورتها الرابعة، فتحت المجال لدخول الأفلام الخليجية، ويشارك في بعض الأفلام نجوم خليجيون منهم: جاسم النبهان، عبدالمحسن النمر، جمعان الرويعي، أحمد ايراج، فاطمة عبدالرحيم، هيا الشعيبي، لمياء طارق، مشاعل الزنكوي، ومن مصر: خالد صالح وعلاء مرسي.
وكان المدير العام لـquot;روتانا ستوديوزquot; أيمن حلواني أوضح أن روتانا استديوز كراع رسمي للمهرجان ستوزع جوائز يبلغ مجموعها 200 ألف ريال مقسمة بين مسابقة السيناريو والمسابقات الأخرى المختلفة في المهرجان.
كما أعلن عن عزم روتانا إطلاق ناد للسينمائيين السعوديين، يجمع كل المهتمين السعوديين في شؤون السينما بمظلة واحدة، بدعم من مجموعة شركات روتانا وعلى رأسها laquo;روتانا ستوديوزraquo; التي ستسعى إلى إنتاج فيلم سنوياً بإشراف النادي، ودعم وتطوير المواهب السعودية، عبر آليات يضعها أعضاء مجلس إدارة النادي، والذين سيعلن عنهم في ختام مهرجان جدة للأفلام.
[email protected]
- آخر تحديث :
التعليقات