ترجمة واعداد عدنان أحمد من لندن: الممثل الراحل باتريك سويزيغيّب الموت النجم السينمائي الأميركي باتريك سويزي عن عمر يناهز السابعة والخمسين عامًا بعد صراع طويلمع سرطان البنكرياس. ومعروف عن الفنان سويزي أنه ممثل وراقص ومغنٍ وكاتب أغانٍ، غير أن أدواره الرومانسية الرئيسة هي التي جلبت له شهرة واسعة، ناهيك عن وسامته التي أغرت آلاف المعجبات وجاذبيته التي منحته قبولا مستحبًا لدى المعجبين. هذا اضافة الى كونه الرجل الأكثر اثارة في العالم بحسب التوصيف الذي أغدقته عليه مجلة quot;ناسquot; عام 1991.
يتفق النقاد والصحفيون المتابعون لتجربته الفنية بأن بدايات شهرة سويزي تعود الى مشاركته في فيلم quot;الرقص الفاحشquot; اخراج أميلي آردولينو، وبطولة جينيفر غري، سويزي وسانثيا روديس. ثم تعززت شهرته حينما اشترك في فيلم quot; شبحquot; اخراج جيري زوكر، تمثيل سويزي وديمي مور. كانت اختياراته الفنية دقيقة جدًا، ولذلك نراه غالبًا ينتقي أعمالا فنية رصينة من طراز quot;شمال وجنوبquot; المستوحاة أصلا من ثلاثية جون جيك الروائية، ذائعة الصيت التي اشترك في تمثيلها جيمس ريد، سويزب، ليسلي آن داون ونجوم أميركيين آخرين.

حياته الشخصية
وُلِد باتريك سويزي في 18 آغسطس 1952 في هيوستن، تكساس. وهو الطفل الأكبر لباتسي يوفان هيلينquot;المولودة عام 1927quot; وهي مصممة رقصات، ومعلمة رقص، وراقصة. أما والده جيسي وينسويزي فهو مهندس.
عاش سويزي حتى سن العشرين في quot;أوك فوريستquot; القريبة من هيوستن حيث التحق بمدرسة quot;سانت روز أوف ليماquot; الكاثوليكية، ثم واصل دراسته في quot;بلاك ميدلquot;و quot;والترب هاي سكولquot;. وفي أثناء تلك السنوات اكتسب سويزي العديد من المهارات الفنية والبدنية مثل التزلج على الجليد، والباليه، والتمثيل في بعض المسرحيات والفعاليات الفنية المدرسية. كما درس الجمناستك لمدة سنتين. ثم انتقل عام 1972 الى نيويورك لإكمال دراسته وتدريبه على فن الرقص الذي كان يمحضه حبًا كبيرًا في مدرستي quot;هاركنز باليهquot; و quot;جيفري باليهquot;. وقد أفاد سويزي من خبرته التي اكتسبها في مجال الرقص في فيلم quot;الرقص الفاحشquot; حيث جسّد دور معلم رقص quot;جوني كاسلquot; الى جانب ريد دون quot;جنيفر غريquot; التي تألقت هي الأخرى في دورها. وقد تجاوز نجاح الفيلم الطموحات التي كانت مرسومة في مخيلة أبطال الفيلم وعلى رأسهم سويزي الذي لم يكن يتوقع عرض هذا الفيلم أكثر من أسبوع لا غير، لكنه فوجئ بالنجاح المذهل لهذا الفيلم حيث بلغت مبيعات أشرطة الفيديو التي احتوت هذا الفيلم مليون نسخة. فاز فيلم quot;الرقص الفاحشquot; بعدد من الجوائز أبرزها جائزة الأكاديمية لأفضل أغنية أصلية عنوانها quot;أنها تُشبه الريحquot;، كما رُشح لجوائز أخرى من بينها جائزة أفضل أداء لممثل وممثلة في الفيلم.

زواجه
سويزي مع كيلي لينشعلى الرغم من العدد الكبير من المعجبات واللاهثات خلف وسامته وشخصيته الكارزمية إلا أن سويزي ظل محافظًا على حياته الزوجية التي بدأت مع ليزا نيمي منذ 12 حزيران 1975 حتى وفاته المروّعة وهو في ذروة تألقه الفني. تعرّف سويزي إلى ليزا حينما كانت تأتي الى والدته كي تتلقى دروس الرقص وكانت هي في الرابعة عشرة من عمرها، بينما هو في الثامنة عشرة. لم تسفر هذه العلاقة الزوجية عن انجاب ذرية لهما. حينما توفي والده اثر اصابته بأزمة قلبية عام 1984 بدا سويزي يتناول كميات كبيرة من الكحول وصلت به الى درجة الادمان. ثم انتحرت أخته فيكي عام 1994 حيث تناولت جرعة كبيرة من الأدوية الأمر الذي فاقم أزمته النفسية. قرر سويزي أن يتعالج من الادمان فانسحب من الوسط الفني لبعض الوقت وانقطع لتربية الخيول العربية. وكان أشهر جياده quot;تامِنquot;، وهو حصان عربي كستنائي اللون. لم يكتف سويزي بهواياته وخبراته المتعددة فتعلم قيادة الطائرات وحصل على رخصة قيادة غير أن ظروفه النفسية المُشار اليها سلفًا سببت له بعض المشكلات حيث ضرب ذات مرة سارية عالية، لكنه لم يُصب بأذى، وتبين لاحقًا أنه كان ثملا جدًا، ولم تنفع محاولاته للتهرب من البوليس.

أفلامه
اشترك باتريك وين سويزي بنحو أربعين فيلمًا ومسلسلا تلفازيًا نذكر منها quot;مدينة التزلّج، الدخلاء، شفق أحمر، شمال وجنوب، الرقص الفاحش، الفجر الحديدي، نمر وارشو، نسيب، طريق البيت، شبح، مدينة البهجة، أبوّة، الجنة والجحيم: شمال وجنوب الكتاب الثالث، رسائل من قاتل، الى الأبد يا لولو، التنّين الأخضر، الرقص الخليع: ليالي هافانا، جورج والتنّين، أيقونة، كريسمس في بلاد العجائب، والوحشquot;, وقد صادفت سويزي بعض المواقف الصعبة، اذ تعرّض الى اصابات خطرة في أثناء التصوير. ففي العام 1996 وبينما كان يصور فيلم quot;رسائل من قاتلquot; قرب لون، كاليفورنيا سقط من ظهر الجواد وارتطم بشجرة حيث كُسرت ساقاه وحصلت له تشجنات شديدة في أعصاب كتفه وأنسجته الداخلية. وقد توقف التصوير لمدة شهرين غير أن الفيلم بُث عام 1999. وقد شفي من اصاباته الخطرة، لكنه ظل يعاني بعض المشكلات الجانبية، غير أنه استأنف عمله عام 2000.

مرضه
سويزي مع ليزا نيميفي أواخر يناير 2008 شُخِّص سويزي بأنه مُصاب بسرطان البنكرياس حيث خضع للعلاج الكيمياوي غير أن المرض تطور لاحقًا وشمل جزءا من معدته. وقالت بعض التقارير إن كبده قد تضرر أيضًا غير أن سويزي كان يتكتم ويدعي بأنه قد قهر هذا المرض المخيف، لكنه في حقيقة الأمر لم يصمد طويلا أمام مرض السرطان الفتّاك. وقد نقل موقع quot;إي أون لاينquot; الأميركي تعازي أبرز نجوم هوليوود إلى عائلة الفقيد، وعبروا عن حزنهم وأسفهم لفقدانه. وسنكتفي باقتباس أقوال وتعازي بعض الشخصيات التي عملت مع سويزي أو التقته، حيث قالت النجمة ديمي مور، التي شاركت سويزي بطولة فيلم quot;الشبحquot;، quot;باتريك، الكثيرون يحبونك، وسيشع نورك في حياتنا إلى الأبدquot;.. من جهتها، تذكرت الممثلة جنيفر غراي أيام الصبا مع سويزي وكيف كانا يتدربان على الرقص استعداداً لفليم quot;الرقص المغريquot;. كما قالت الاعلامية والكاتبة باربرا وولترز التي أجرت لقاًء مؤثرًا مع سويزي في كانون الأول/ديسمبر الماضي، إنه quot;خاض أشجع المعارك، ولكنه للأسف خسر في النهايةquot;. وهكذا انطوت حياة هذا النجم السينمائي المتألق الذي فارقت روحه جسده، لكن أعماله الفنية سوف تظل في ذاكرة معجبيه ومشاهديه.

*احالة:
http://en.wikipedia.org/wiki/Patrick_Swayze
http://webview.upi.com/view/upi_ar/20090915-084729-3214/view/