دعاء
اقتربت منه أكثر، شم رائحة جسدها، انصهرت قوّته في ضعف، سبّح بحمد ربه أن خلق من ضعفها قوة ومن قوته ضعف ودعا بالرحمة لأبينا آدم.

تجارة خاسرة
يصعد السلـّّـم ، يمسك بالدربز ، يسحب جسده نحو الأعلى ، العمارة درجات ، مثل السياسة في الحكم ، تنعكس الصورة ، حين يسكن صاحب الحظوة في الأسفل فلا يشقى ، يصعد هو كأنه في السماء ، يضيع حلمه كمواطن سعيد حين يعطى الهواء و ينزع منه حق الأرض.

منطق واقع
كان والده يعنـّّفه دائما كطفل لا يكبر ، يرد رأيه الحازم ، يحرجه مع إخوته الأقل منه عمرا ، كما الناس حين يجتمعون به يجعلونه بينهم الغائب ، حين يدلي برأيه وقتما تستشار العائلة يتكلم هو بمنطق ابن خلدون ، كلما أضاءت له فكرة كمصباح يبدأ في مناقشة المشروع النيـّر ، داعيا الله الصلاح و التوفيق، يقول له الوالد : أنت لا فقه لك في الأمور ، أنصت فقط ... الناس أيضا يقولون له : أنت لا علاقة لك بالواقع، أسمع فقط.. وجب عليه أن يعين نفسه و يؤكد ذاته ، حقق تقدما بإنشائه مشروعا لمقاولة سرا ، حقق لنفسه من خلالها اعتبارا ، صار كلامه هذيانا ، نسى حلقات الرأي والعلم ، أخلط بلاهته بحمق واقعه ، حين تستشار الأسرة يقول الوالد لبنيه اسمعوا كلام أخيكم الراشد ، كلما بدا لكم رأيا امشوا فيه... ولقد أضاف الناس لاسمه حرف سين وياء ، مات الطفل الذي كان ، و صار السي فلان.

ح (و) ر ي ة
قالت له : تعجبني بساطة ما تكتب .. تعاتبه حول النقطة التي لا يستعملها، قالت له: تستعمل الفواصل كثرتها تفصل بين المعنى و المعنى.. استحى منها ، يدري أنها تسعى لتجعل له حدا في الفكرة و تنهي معاناته فلا يتسع له مدى الحرية و يطوقه حصار الصورة فيبحث مثلهم بين الفخذين عن نقطة انتهاء، حتى يتنازل عن انبهاره ويرشي الذي بين فكيه لأجل الذي بين فخذيه.. طلعت عليه يومها و قالت له: اسمي حورية.

ملعون
بكى بشعره لغابة نخيل العراق، للدم العربي المراق، علـّق عليه صحفي سخيف، بسخرية صباح يوم ملعون، في صحيفته التي يعتبرها شروق شمس غد جديد ، نخلة العراق تروى ببول رجل أحمر ، لم يكن ليرد عليه لأنه رأى ذات صباح في جيبه الأيسر حيث القلب : حزمة الدولار.