رام الله: اختتمت مساء يوم الاثنين فعاليات مهرجان فلسطين الدولي للرقص والموسيقى بعرض فني متميز لفرقة الفنون الشعبية الفلسطينية حمل عنوان quot;رسالة اليquot; مستلهمة من كاركاتير الفنان الفلسطيني المبدع ناجي العلي وسط حشد كبير لم يتسع له مسرح قصر رام الله الثقافي. وقال وسيم الكردي الشاعر الفلسطيني في تقديمه لحفل ليل الاثنين الذي قال القائمون عليه انه تكريم لناجي العلي الذي تصادف بعد 13 يوما الذكرى الثامنة عشر لاغتياله quot;لانني ارى ما لا يُرى او يَُرى ...فانا حنظلة.quot;
وحنظلة شخصية ابتدعها ناجي العلي لطفل في العاشرة من عمره وجهه الي الحائط ويضع يده على ظهره للتعليق على احداث حصلت او اخرى كان يستشرفها العلي في مخيلته لتبقى الى اليوم جواز سفر العلي الذي ولد في قرية الشجرة الفلسطينية في 1936 وهجر منها في 1948 واغتيل في لندن في التاسع والعشرين من يوليو تموز 1982 .
وقال الكردي في تقديمه quot;حنظلة القادم من سن العاشرة والساكن فيها لا يضيف لها الوقت وزمنه اللاهث وراء كذبة اخرى واخرى... انا هنا على رصيف ضيق مثخن بالفقد ... في مقهى مزدحم بالدخان ...امام مائدة لا يعكر صفو انخابها سواي... على شاطيء مكتظ ببارجات غريبة ... قرب منصة لثرثرة خطباء لا يلوكون سوى ترد...على ذاكرة مغطاة بأردية النسيان...انا وليد ريشة ناجي العلي.quot;
واضاف قائلا quot;بل وليد قلقه... او وليد رغبته في الخطوة الممكنة او المستحيلة... انا هنا في الابيض والاسود ...لا ارقب الاشياء بعيني ظهري فقط بل ابصرها بعيني هاتين اللتين لا يأكلهما الدود بل تأكلهما غصة على ما يري ولا يرى.quot; وفيما بدا استكمالا لوصف شخصية حنظلة قال الكردي quot;بيدي المعقودتين اشهد هذا الحطام لا رغبة في المشاهدة بل امعانا في المشاغبة ...هل قلت المشاغبة.. لا... ربما اكثر من ذلك بكثير.. اه لو تدركون ما الذي اود قوله لكم الان فهل ترون.quot; وعلى وقع هذه الاشعار كان شاب يحمل ريشة يرسم بها في الهواء لتظهر على شاشة كبيرة بيضاء مقابلة للجمهور كتاب على اسفلها حرف التاء المربوطة الى جانب كلمة الوطنية لتبدأ صورة حنظلة بالظهور رويدا رويدا والى جانب الشاشة كان مجسم لقبرين كتب على الاول انا موجود وعلى الثاني رقم 4557 ( اربعة الاف وخمسمئة وسبعة وخمسون).
وقدمت فرقة الفنون الشعبية في عرض ليل الاثنين لوحات جديدة من انتاجها جسدت عدد من لوحات العلي الشهيرة منها quot;لا لكاتم الصوتquot; وquot;أمل quot; وquot;كرامةquot; وquot;ممنوع الوقوفquot; وquot;حلمquot; وquot;خلاف انا نحنquot;. وبين تلك اللوحات المعبرة عن الواقع الفلسطيني ذلك العرض التي يحمل فيه مجموعة من الراقصين مجموعة من البنادق يوجهونها الى اعلى على خلفية صوتية لصوت اطلاق كثيف وبعد ذلك يبدأ الراقصون باستخدام هذه البنادق كمكانس لتنظيف الارض. وقالت ايمان حموري مديرة مهرجان فلسطين الدولي للرقص والموسيقى لرويترز quot;هذا هو ناجي العلي الذي كان يستشرف المستقبل وهذه اللوحة التي رسمها منذ سنوات نشاهدها اليوم على الارض وسنترك للجمهور وخياله لرمزية هذه اللوحة.quot;
وفي لوحة اخرى حملت اسم الحلم والتي يعمل الراقص جاهدا على التخلص من المكنسة على راس بندقيته لتعود بندقية يعتز بها وتؤدي رقصة جماعية وبالعودة الى القبرين على المنصة يخرج من الاول رجل بساق واحدة ويحاول عبثا ان يسير على ساق واحدة فمرة يقف واخرى يزحف او يقفز لتلقى اليه عكازين من خلف الكواليس يقف عليهما للحظة ثم يرميهما ويقرر العودة الى قبره.
كما تخرج من القبر الاخر فتاة اخرى تحمل قنديلا يضيء على وجهها فلا يكاد يرى الحضور منها سوى الوجه بسبب الظلام وتنضم اليها ثلاث فتيات اخريات يحملن قناديل تضيء على وجوههن وربما كانت صدفة ان يكون لكن فتاة لون شعر مختلف عن الاخرى فكان بالامكان ان ترى واحدة بشعر اسود والثانية اشقر والثالثة اصفر والرابعة خروبي عملن على تقديم لوحة فنية راقصة.
وقالت حموري quot;لقد تمكنا من خلال اقامة هذا المهرجان من كسر الحصار الثقافي المفروض علينا بسبب اجراءات الاحتلال وتمكنا من استضافة الفنان العربي سميح شقير دون كسر المقاطعة الثقافية لاسرائيل عبر استخدام التكنولوجيا وخلقنا تفاعلا يوميا كانت فيه حرية التعبير لجميع الفرق المشاركة المحلية والاجنبية.quot;
وقدمت فرقة براعم الفنون التابعة لفرقة الفنون الشعبية عرضا راقصا بعنوان رقصة شمس ظهرت فيه مواهب فردية وجماعية على انغام العديد من الاغاني التراثية الفلسطينية.
واوضحت حموري ان هذه البراعم هي الدماء الجديدة لفرقة الفنون الشعبية وقالت اننا نعد الجمهور بان نعمل دائما على تقديم الافضل وسيكون معنا في مهرجان العام القادم فرق جديدة وسنحرص على ان تلبي رغبات الجمهور الفلسطيني المتعطش الى الفن دائما.
وكانت فعاليات مهرجان فلسطين الدولي للرقص والموسيقى انطلقت في العاشر من يوليو تموز الجاري بمشاركة فرق محلية ودولية وانتهت يوم الاثنين في رام الله على ان تتواصل يومي الثلاثاء والاربعاء في بيت لحم والقدس.