ترجمة حسن ناصر: اسمه الكامل ليسلي ألن موري . ولد عام 1938 في ريف ولاية نيوساوث ويلز في أستراليا ومازال يعيش هناك. يعد من أهم الشعراء الأستراليين الأحياء ويحظى بموقع خاص في خارطة أدب بلاده وذلك لاعتداده بريفيته ولفرادة موضوعه الشعري ورؤاه النقدية . قصيدة الأبقار في يوم الذبح هي من ديوانه ترجمات من الطبيعة وفيها يحاول موري الحلول في أجساد كائنات أخرى واصفا العالم من وجهة نظرها وهذا يبرر الاستعمال الملتبس للضمير (أنا) في هذه القصيدة. سبق للمترجم وأن قدم لس موري في قصائد أخرى على صفحات الآداب الأجنبية العدد 109 شتاء 2002 معنى الوجود حتى هذا الجسد الحماقة كلّ شىء الأبقار في يوم الذبح جميع ( أنا ) كان واقفا يمضغ العلف والسماء مشرقة يأتي الجرّار متبخترا بزمجرته ، على صهوته أنا ننتشر في كل صوب وراء العلف احدى أنا كانت ماتزال في الباحة والمكان (أنا) في الزريبة التي يرطّبها البول ، تظهر من الثور البشري عصا قصيرة جميع أنا نهرع مهاجمين . كقرص السماء الحارق لكن البقرة البشرية والكلب يطردان جميع أنا نلتفت فنرى الوريقة المؤتلقة تحز . الكلب النتن مثل جثة والذي هو عجل من إنسان وذئب التحايا الأخيرة لا تمت يا أبي كان شارد الذهن في العام الأخير استطاع دائما أن ينظر الى الموت في وجه O لاتمت يا سسيل خارجا في جولات الريف quot; أنا آسف يا أبي ولكن .. quot; لابد أني فعلت ( يكشّر ) O لم تعد الناس قادرة على التوديع غادر على عجل إبان أعياد الميلاد تبجحاته الشجاعة اليومان الأخيران في المستشفى : وداعا ً ياوديعي سسيل لكننا مازلنا نستعمل مخيلتك قبرك ، وبطريقة ما ، أخذ بالانكماش حذاء الكريكت العائد لك يوم موتك كان هناك جمع لابأس به ينحرف بنا المتحذلقون في هذه الأيام فرق النثر غنوصية بروتستانتية
كلُّ شىء عدا اللغة
يعرف معنى الوجود
الأشجار والنباتات والأنهار والزمن
كلها لاتعرف إلاه ، إنها تعبّر عنه
لحظة بلحظة وكما يفعل الكون
يعيشه في جزء منه
وله مكانته المصانة فيه
إلا الحرية الرعناء
لرأسي الناطق
جميع ( أنا ) تم حلْبه للتو
وكلّ ضروعه مازالت متهدلة
أضناها رضع أفواه باردة جافة بلا أسنان
شهيقها الصاخب متواصل ، شهيق .. شهيق .. شهيق
ولا زفير
جميع أنا كان واقفا يعلف ، يدفع العلف الى أجوافه
احدى أنا فاحت منها رائحة الحاجة الى ثور
ذلك الأنا الثقيل المتحفز
ركّاب الظهور الذي يتركنا محدودبات ، مجهدات ولكن خفيفات
ساكنات مرة أخرى بولوج سحري لدواخلنا
واقفات على صخرة رطبة ، خدّر احتلابُ ضروعنا
أحزانَ العجول فينا
والآن احدى أنا ، تلك التي تريد للأنا أن تُركب
تتقافز مستدرجة الثور
تتقافز بقرة بشرية . مع الجرّار يأتي العلف :
لفائف ضخمة من الغذاء الجاف المضغوط ،
برسيم وجت وحوذان وحشيش ،
كلُّ ما سُحِق ولم يُبلع ، لكنه قوت على أية حال.
هي ..اللفائف تتدجرج على سطح الجرّار
ثم تسقط على الأرض لفافة ً لفافة
جميع أنا يتبعهن ويأكلهن ويُسقط الزهور الناضجة
البقرة البشرية تفوح منها رائحة الحاجة الى ثور بشري
وهي غاضبة . جميع أنا ينظر إليها بتوجس
بينما كانت تطارد كلبا نحلم بقتله نطحا
أنه عدونا ذو اللسان الشاحب المتدلي ،
لو كان بمقدرنا لجندلناه بالنطحات قبل أن يفتح فمه بالنباح
مسلوخ من القوت
أنا ، تلك العجوز موجوعة العظام
التي لم يبق في ضرعها الكثير من اللبن ، تلحس
الخشب ... يأتي أكبر الثيران البشرية سنا .
تقرقع كسوط . ترتعد (أنا) وتسقط
بينما ينزف ذلك الرهيب ، دم أنا ، من وراء الأذن
أنا ، تلك الأنا الأخرى ، ساقطة تحلم في الزريبة العارية
ذلك الذي يصعب النظر اليه ، هو ما يحدث الآن وراء خشب الزريبة
الموحشة . وريقة مضيئة كأنها من شجر المطاط المر
كانت في يد البشر . بدأت تحز في رقبة أنا
انفجر الرهيب غزيرا فوّارا وأطلق جميع أنا خوارنا
البعض حاول وبأرجل متقلصة أن يرفس الرعب المهول
الذئب مهاجم العجول كان هو الثور البشري ، نطحا له من ثور
كلُّ (أنا) العجوز اليابسة مكوّم مثل تل من العلف
و(أنا) مبقورة كأن عجلا هائلا خرج من (أنا)
يتصيّد ويأكل أشياء دموية قليلة نثرها البشري
وجميع (أنا) يهرب متسلقا الراوئح باتجاه السماء
لكنهم يموتون
نزع النصل الجديد من المنشار الكهربائي
واستبدله بنصل رقّعه من بقايا قديمة
quot; لعل رأسي تتعافى ثانية
اذا اضطجعت quot;
كان كتفه الأيسر مستمرا بالإرتفاع
تحت كنزة الصوف.
وكانت العائلة تستدعيه
للنظر الى المرضى والإخبار بمصيرهم
أمّا وقد أزف وقته فقد صار عليه أن يستمع .
العقدة التي وجدوها في رأسه
كانت بحجم بيضة بطة لكنها غير مؤلمة
quot;تبقّى لك من شهرين الى ستة أشهر
ياسيد سسيل .
quot; سأكون على مايرام quot; ويصرخ
بأخته المسكينة على الهاتف
quot; أمهليني لحين الانتهاء من أمر موتي quot;
لكنهم يموتون
الأخيرة، مفاخرا بمعرفة أنواع الخشب
quot; بامكاني الاحتطاب يوما ً بأكمله
وبامكاني دائما أن أصرف
شيكا في سيدني أو في أي مكان آخر
أي متجر quot; .
مازال يتناول طعامه
على رأس المائدة
غير أن سكينه تخلو الآن
من بقايا الطعام على نصلها
أتكون غفرت لأعدائك كلهم
لأبيك والآخرين ؟ quot;
لحياة طويلة من الألم
لكني لا أفكر في ذلك
الآن quot;
إنهم يلقون التحيات الأخيرة فقط .
لذا مازال وكأنه يتعثر خارجا
من غرفته الى حيث تتدلى صوره
معلقة فوق الأثاث الآخر
لاعبا دور المضيّف في استقبال
القادمين الى مأتمه .
تصوغ من ضعفه
صوتا مدويا .
ذراعاه الطويلتان مازالتا متلتهبتي الحمرة
ويداه تقبضان على السياج الفولاذي
quot; إني أموت quot;
وفي اليوم الثاني
quot; أنت تتوق الى الكلام
ولكني مشغول بموتي quot; .
انتهى الحزن بموته
كان العجوز الأرمل مثل الجنود
الذين لايعيشون حياة فارقها رفاقهم .
لم يعد هناك المزيد من الكلب (بلوي )
ولا وقت للأبقار ولا للمزيد من القصص
التي هي أقوى من مخيلاتنا جميعا .
خلال الشهور الثلاثة
أصبح حاد التفاصيل
بعد أن جفَّ ترابه
كما لو أنه سحّاب
مقفل في معطف .
يرقد الآن في متحف الولاية
رسائل متباعدة
مازالت تصل
وإثنان ماتا بعدك
آني وستيوارت ، ستيوارت العجوز .
العائلة وأناس قدموا من بعيد
ولكن كان هناك طبعا
الكثير ممن ذهبوا الى مآتمهم أولا.
عن الدين ما استطاعوا سبيلا
تعسا لهم . أتمنى لك .. الله
قصص و جدل وتنميق
إما الشعر فكاثوليكي
الشعر هو الحضور
- آخر تحديث :
التعليقات