quot;ما يأتي من هناك يكون أعمق لأنه بعيد عن ضجيج الحداثة وأوهامها..quot;
quot; أعيش على مقربة من الأرياف؛ لذلك ستجد في نصوصي ما يوجد أصلا حولي، أحب الانتباه إلى الأشياء القريبة مني؛ لا أحب الشعر الذي يعج بالمجرد والبعيد وغير الممكنquot;..
حاوره عبد العزيز الراشدي من المغرب: عبد الرحيم الخصّار شاعر مغربي ؛ لكن هل يوضح وصف كهذا الصورة كاملة؟ أم يرمي بنا في التباس يعززه التباس الأدب وهروبه، حيث تبدو سهلة جدا كلمة شاعر بفعل الألقاب السهلة وتتخبط المفاهيم ويصعب أحيانا إيجاد هذا quot; الشاعر quot;..
رجل يكتب بحاسة سادسة هي إحساسه المرهف بالعالم، حيث يمكن أن نجد في نصوصه بسهولة مكانا لفراشة أو نملة بنفس القدر الذي نجد به مكانا لديناصور..فهمُّ الشاعر أيضا، في سياق هموم كثيرة، أن يساوي بين كائنات العالم وينظر إليها بنفس المنظار، وأن يصوغ العوالم بحواسه، تماما كما يؤمن فرناندو بيسوا، الذي يجعل حواسه أصل الوجود والصور..ولأمر ما، فإن تلك الحاسة هي الشيء الوحيد الذي يجعل من الإنسان شاعرا، ويجعله يفرح لهذا الاكتشاف، وكأنه بذلك يعيد اختراع البارود..
يقضي نصف وقته في الغرفة يكتب نصوصا شعرية بعناية خاصة ويعد مقالاته بانتطام لبعض الجرائد، يقضي بقية الوقت يشرب الشاي، يصغي للأغاني القديمة، فهو مهووس كبير بنجاة الصغيرة وعبد الوهاب ومحمد الحياني، ومهووس أكثر بمحبة أصدقائه..
عبد الرحيم صاحب حس مرهف، لغة أنيقة، مترابطة مثل حبات المسبحة، سارد بامتياز وصاحب قلم يستطيع وصف الأشياء، وماكر طيب أيضا لأن وظيفة الأديب أن يكون مخادعا، يكتب في صحراء مثل برنار نويل، ويصنع عالمه ويرتاح له ولا ينظر خارجه مثل بيسوا، لكن الانضباط لهذا العالم لا يعني الانغلاق بتاتا بل هو نوع من عناق السكينة..يحيك لغته وصوره مثل الماغوط، ومثل ايتيل عدنان؛ يعيد انتاج القيم ويعطيها أسماء خاصة كأنما لم توجد من قبل.. بالمحصلة، نصوص عبد الرحيم الخصار تحاول رسم وجود مواز للعالم وكأن الشعر نزل للتو..
في قريته quot; جزولةquot;، أو في مدينة الجديدة حيث كان يُدَرّْس، وفي الطريق بينهما على الأرجح، حيث تفسح الحياة المجال أمام الصور، ويبدل صاحب الطاكسي الشريط مرتين، وتصطف الأشجار كجنود أمام الجنرال، تختمر الاختلاجات الأولى لقصائده..
صدر له ديوان quot;أخيرا وصل الشتاءquot; عن منشورات وزارة الثقافة، سنة 2004، وصدرله أيضا ديوانه الثاني quot; أنظر وأكتفي بالنظرquot; عن دار الحرف نهاية 2007، الذي ضم نصوصا جديدة بلغة وبنفس جديدين، بسبب هذا الديوان، وبسبب الشعر على الأرجح التقيناه وسألناه في البداية متى كتب أول قصيدة فأجاب:
ما سأقوله لك قد يبدو غريبا..كتبت أول قصيدة وأنا في القسم الابتدائي، كانت تحكي عن الصحراء..مقطع منها يقول: تنام على الرمال ووجهها مثل تفاحة صفراء...كنت حينها في سنتي السابعة، ومن حسن حظي ان والدي أدخلني الكتاب منذ عامي الرابع، يعني كنت قد تعلمت العربية في تلك السنوات..

لكنني أشم في نصوصك الأولى روائح الأدغال والحلزونات وأتذكر حكمة اليابان، متى ابتليت بإيقاع الهايكو؟
لا أخفي عليك ولعي بكل شعر يحتفي بالانسان، بمشاعره ومحيطه، الشعر الأسيوي عموما يدخل في هذا الحيز الشاسع، أحببت الهايكو ndash; ومشتقاته - كثيرا وحاكيته وتركت أشياء منه لنفسي لم أحبّ نشرها، أحببت الشعر الكوري أيضا والايراني والهندي وأنا أقول أن ما يأتي من هناك يكون أعمق لأنه بعيد عن ضجيج الحداثة وأوهامها..إلى حد ما ؛ أنا أعيش على مقربة من الأرياف؛ لذلك ستجد في نصوصي ما يوجد أصلا حولي، أحب الانتباه إلى الأشياء القريبة مني؛ لا أحب الشعر الذي يعج بالمجرد والبعيد وغير الممكن..أنت تعرف أن كثيرا من الشعراء يتركون أشياء عظيمة قريبة منهم ويذهبون خلف سراب يستحيل عليك أحيانا فهمه وهذه مشكلة مرتبطة أساسا بوعي الكاتب وتكوينه..
شعرك يحتفي بالبسيط والمهمش ولا تميل في نصوصك إلى الغموض الشديد إذ تكتفي بجمل بسيطة ألا تخاف من السقوط في فخ النثر؟
إنني أمجد النثر كثيرا وأحبه وأخلص لقراءته. أنا لا أخاف من السقوط في النثر؛ لأنني أصلا أوجد فيه.. أضع قدمي بعمق هناك، أحاول أن أكون في الشعر كما في الحياة ؛ واضحا، هناك دائما غموض خفيف تقتضيه جمالية الوضوح، ربما تذكر عزيزي ما قاله سيلين عن النثر، كان يغمض عينيه عن الشعر ليقول إن الأدب هو النثر، أنا أتفق مع سيلين، فالأدب فعلا هو النثر، أما الشعر فشيء آخر قد يكون أكبر من الأدب..
لقد ضللت طريقك إذن؟
إنني أشبه القاضي في رواية كويتزي quot;في انتظار البرابرةquot;الذي أحس في نهاية الرواية بعد تقلبات عديدة أنه ضل الطريق منذ زمن، لكنه لا يزال متشبثا بطريق قد لا توصله إلى أي مكان؛ أكتب نصوصا نثرية أعدها لكتاب مقبل..
بمناسبة الكتابة، ما رأيك في الوضع الثقافي بالمغرب، وهل الأدب المغربي بخير؟
الثقافة بالمغرب مريضة؛ مصابة بالزكام، والزكام معد كما تعلم، الدولة عموما لا تقدم للمثقفين وللثقافة سوى ما يقدمه غني لمتسول، أضف إلى ذلك مشاكل النشر والتوزيع وغياب نظام التفرغ إضافة إلى الفراغ الكبير في حقل الترجمة والشكل السيئ الذي تنظم به التظاهرات الثقافية داخل الوطن، المشكل الأساسي هو الطريقة التي ينظر بها الجميع إلى مفهوم الثقافة؛ مؤسسة وأفرادا..
بالنسبة للأدب المغربي، تستوقفني كثيرا تجربة الكتاب الذين يكتبون في أكثر من حقل، وأضع أمامك مثالين فقط: محمد خير الدين وعبد اللطيف اللعبي، هما كتبا الشعر والنثر وأشياء أخرى أيضا، أنت تعرف أنني أحيانا أكتب مقالات عن الكتب التي صدرت، أحب أيضا ما يشبه النقد، يعني التنويع على كتب أخرى، هذا يروق لي كثيرا لأني لا أكتب سوى عن كتاب أحببته، على ذكر خير الدين، هناك كارثة أخرى ؛ الناس في هذا الوطن لا يعرفون قيمته إنهم يا عزيزي يحتفلون بالرداءة يشعلون لها النار ويرقصون حولها تاركين الأشياء العظيمة تموت من البرد، في بلدنا العجيب هذا يقتلون الأشياء الجميلة بالصمت عنها، ترى متى سنجد أعمال هذا الرجل المغربي بين أيدي المغاربة؟
أنت تتحدث هنا فقط عن محمد خير الدين، هل نسيت العديد من الشعراء والقصاصين الآخرين؟من يذكر زفزاف اليوم؟ومن يهتم بالأحياء قبل الأموات؟ماذا يحدث بالضبط يا عبد الرحيم عندنا؟
ما يحدث هو أن الشتاء تمطر في الجنوب أكثر لكن الفواكه تنمو فقط في الشمال، ونصيب الجنوب هو الشوك.ما يحدث هو أن الأمور منذ زمن سحيق لا تمشي بالاتجاه الصحيح، وما يؤلمني هو أن عددا من مثقفينا يلهثون خلف الوهم ويصمتون عن الحيف..يجب أن ينسحب المهرجون من الساحة، إنهم يلوثون أذواقنا..إنه زمن المهيجين وعديمي الاحساس كما كان يقول فرناندو بيسوا..
هذا يعني أن ثمة حيفا يطال المثقف المغربي الهامشي، الذي يصبح مهمشا، هل ساهمت حركية الجمعيات والأندية الهامشية في كسر هذا الحصار؟أم أن كل ذلك كان زوبعة لفترة ثم سيخبو؟خصوصا وأن العديد من هذه التجارب بدأ يطاله الموت؟
أنا لا أومن بفكرة التهميش بهذا الشكل الذي طرحت، هناك أسماء كثيرة تطلع علينا في الشاشة وتخرج لنا من الجرائد وتقفز أمامنا على المواقع لكن هل نحن نحبها فعلا؟إذن مهما ظهروا فهم بالنسبة لنا مهمشون..
مهمشون؟ كيف ذلك؟
قلت لك يجب أن ينسحب المهرجون من الساحة، ونحن يا صديقي كثيرو مجاملة وصبرنا غريب، نسب في المقاهي لكننا نعانق في المهرجانات..يجب أن نعود إلى فكرة قديمة إسمها الموقف، على الكتاب أن تكون لهم مواقف، وهذا ما لم نعد نراه في عهدنا.كتابنا مع كل شيء ومع اللاشيء أيضا، سأخبرك شيئا..بالأمس قرأت ديوانا شعريا لأحد الكتاب، أحسست بالضيم، أعرف أنهم سيمجدونه بل إن حفل التمجيد قد بدأ، لكنه يا عزيز بشبه دمية ملطخة بالوحل وقد قطع رأسها، فكرت في الكتابة عن ذلك لكنني لم أجرؤ، الجرأة هي ما ينقصنا خصوصا في المغرب..
أليس تحاملا هذا يا عبد الرحيم؟ الأذواق تختلف، ونحن لا نمتلك الحق في إدانة أحد، نحن نمثل فقط أذواقنا..
على العكس إنني احب الشعراء كثيرا، وأراهم كما يراهم شيلي: واضعو شرائع العالم غير المعترف بهم، لكن علينا أن نخبر الشاعر حين يصله الخرف رحمة به وحبا له، وهي مهمة النقاد.
أذكر أنني طرحت يوما ما موضوعا للنقاش عنوانه: من هم الشعراء المغاربة، قال لي أحدهم من أنت حتى تطرح هذا السؤال؟ وحين سألت نفسي من أنا وجدت أني لا أحد، لذلك عدت لقراءة الشعر بذوقي الخاص ؛ أحب من أشاء وأغلق كتب من أشاء.مرة أعجبني ما كتبه عباس بيضون عن الحق في الرداءة..
عموما للنقاد أيضا برنامجهم الذي تحضر فيه الصداقات والزمالات؟ إنهم يكتبون عن الاصدقاء.
لا تحدثني عن النقاد، الأزمة ليست في كونهم لا يكتبون عن الشباب، الأزمة توجد في شيء آخر، لقد قلت مرة أن نقادنا يتركون التجارب المهمة في أوطانهم ويكتبون عن أسماء ميتة في قارات باهتة.أنا لا يعنيني كثيرا النقد الذي يكتب عن كتابات الاخرين، أرجو من نقادنا- الذين يتقنون اللغات في الغالب- أن ينشغلوا بالترجمة، رجاء ترجموا لنا الشعر الايراني والأوربي الشرقي والبلغاري وباقي الشعوب البعيدة، هذا أفيد..
لنعد إلى الشعر، أخيرا وصل الشتاء هو عنوان ديوانك الأول، هل كنت متفائلا جدا بوصول الشتاء؟وهل وصل فعلا أم أنه مجرد رعد؟
نعم الشتاء وصل وتحديدا قبل صدور الديوان. لكن بعد صدوره لم يجد سوى الجفاف..
هل هي خيبة امل متأخرة؟
لا، أنت تعرف أن الديوان أحبه كثيرون ووصلتني عنه أصداء طيبة وكُتب عنه داخل وخارج المغرب وكان محظوظا في أشياء أخرى حيث تم تقديمه في أربع قنوات تلفزية وإذاعية، وأنجز حوله بحثان جامعيان وترجمت منه مختارات إلى ثلاث لغات... بالعكس، أنا متفائل كبير رغم بؤس الواقع، كنت أقصد الجفاف الفردي الخاص بي، فالمشاعر التي كتبت بها quot;أخيرا وصل الشتاءquot; بدأت تفر من قلبي.
وماذا عن ديوانك الجديدquot;أنظرو أكتفي بالنظرquot;؟
إنه يختلف قليلا عن الديوان الأول حيث لا توجد المشاعر وحدها فحسب..
وما الذي يوجد؟ وما الذي أضفته على مستوى التقنية والمعنى؟
حاولت أن أعمل شيئا من العقل أيضا والمعرفة، بحيث يكاد يكون كل نص تجربة مستقلة أو لنقل كل نص يحمل عالمه الخاص به، فquot;هذا ما يفعله الحبquot; يحكي عن تجربة حب طويلة عشتها في الدار البيضاء منذ بداية التسعينييات حين كنت أدرس، ونصquot; أورتانquot; يلخص تجربة حب عشتها في بلاد الأمازيغ قبل سبع سنوات، بينما quot; الأمازيغيquot; يعالج تيمة الهوية، هويتي الفردية، يتطرق لمسألة الانفصال عن الأصل، نص quot;حسن مطلكquot; يقف عند المسألة السياسية: اغتيال كاتب معارض، أما quot; المحاربquot; فهو سيرتي الوجودية، quot;دع عصافيرك تغرد على أشجاريquot; هو نص ديني إذا جاز هذا الوصف، إنه ابتهال، نعم ابتهال، كم هي دافئة هذه الكلمة.
كيف كانت تجربتك مع النشر، هل اخترت طبع ديوانك الثاني في دار الحرف بالمغرب؟
في الحقيقة لقد أرسلته لدار شرقيات بمصر فطلبوا مني 1000 دولار، بينما دار أزمنة في الأردن طلبوا مني حوالي 600 دولار، أنت تعرف أنه من الصعب على شاعر يحب كلماته أن يدفع من جيبه من أجل نشرها، أنا لا أحب ان أعذب نفسي مرتين، اقترح علي صديق أحييه بالمناسبة أن أرسل لدار الحرف، وصاحب الدار اختار على الاقل ان يعفيني من المصاريف، ومن حسن الصدف أن وزارة الثقافة بالمغرب اختارت هي أيضا دعم الكتاب..
ما رأيك في العلاقة بين المشرق والمغرب؟ كيف ينظر المشارقة إلى الشعر المغربي؟
المشارقة لهم الحق أن ينظروا كما شاؤوا، لا أحد يفرض على الآخر شكل النظرة، ثم إن المغاربة ليسوا في حاجة لكي يأتي أحد وينصفهم، الإنصاف يجب أن ينطلق من ذواتنا، ويجب أن نطرح أسئلة كثيرة على أنفسنا؟ أولا ماذا كتبنا في هذا الصدد؟ وكيف تعاملنا مع ما كتبناه؟ أنت تعرف أن عددا من أهل الثقافة بالمغرب مستعدون دائما لقتل بعضهم والإطاحة بهم والعمل ضدهم من أجل أشياء تافهة ومتوهمة، أغلب الذين يقرؤون شعرهم في اللقاءات العربية والدولية يجعلون المتتبع المشرقي يستخف فعلا بالشعر المغربي. أسماء كبيرة بقصائد غير كبيرة على الإطلاق. لا تعتقد أنني اطلق النار على أحد حبا في النار، إنني فقط أحب أن أقول الحقيقة.
غير أني متفائل كثيرا بما يكتبه شعراء اليوم في المغرب وهو يمحو بالضرورة هاته المعضلة، معضلة شرق غرب، ولعلك قرأت ما كتبه عبده وازن قبل مدة في quot;الحياة quot;عن جمال بدومة مثلا، كلمة وازن ناقشت هذا الأمر بشكل راق لي كثيرا..
سرني كثيرا أن مسؤولي دار نشر مهمة في المشرق جاؤوا للمغرب مؤخرا من أجل البحث عن شاعر كبير متخف عن الأضواء نحبه جميعا، قصد طبع عمل جديد له، وهذا يعني ان الأمور تسير بخير
لقد كنت أسأل نفسي هاته الأيام: أين يكتب الشعر الجيد الآن؟ هل في مصر أم لبنان أم العراق أم سوريا أم المغرب؟
احترت فعلا، وهذه الحيرة جيدة لأنها تجعلني بشكل أو بآخر مرتاحا للشعر المغربي، ما كتب في السنوات العشرين الأخيرة في المغرب هو شعر جيد..
والإعلام الثقافي؟هل يقوم بدوره؟
الإعلام المغربي لا وجود له أصلا، إنه متخلف كثيرا، قد يبدو نشطا على المستوى السياسي، لكنه ميت من الناحية الثقافية، ميت فعلا، ليست لنا صفحة ثقافية واحدة في ربع مستوى الحياة او النهار او القدس أو السفير أو الأخبار... إنني أحب هذا المغرب كثيرا، لكن هذه هي الحقيقة..
نشرت مؤخرا مقالة ترد من خلالها على فحوى حوار أجري مع محمد بنيس، وكان ردك قويا رغم لغته الهادئة، هل يتعلق الأمر بصراع أفكار أم بصراع أجيال؟ أم بشيء آخر؟
إنني أحب الثقافة المغربية، أعتقد أن هذه الجملة التي تبدو بسيطة قادرة بمفردها على الإجابة على هذا السؤال وعلى أسئلة أخرى، وباسم هذه المحبة كتبت ما كتبت، وأنت تعرف أن تلك المقالة الصغيرة التي كتبتها خلفت وراءها ما خلفت، على أية حال فأنا أعيش بطريقة واضحة، طريقة رجل ليس لديه ما يخسره وهو يعيش وهو يتكلم، وردي كان بسيطا وعاديا، إنها الحقيقة، ولا بد من قولها مهما كانت درجة مرارتها، لا أريد أن أبدو مثل من يقود حملة، ما كتبته جاء ربما امتدادا لحكمة ناظم حكمت: ldquo;قل كلمتك وامضrdquo;إنها طريقتي في الحياة، الكملة هي الكلمة، كما أنطقها في المقهى أدلقها على الورق، في الحقيقة لم أكن أعتقد أن هذه الكلمة الصغيرة والبسيطة ستنتشر بهذه الطريقة.. مواقع عديدة تناقلتها وجرائد أيضا وإميلات وهواتف كثيرة. لا أحب الزوابع، أحب المطر. في المواقع والجرائد ذات المواقع الالكترونية كتبت تعليقات كثيرة وقيل كلام كثير، أصلا لم أكن أريد أن أكتب تلك المادة، انتظرت ولا أحد كتب، تعرف أننا في المغرب، للأسف، لا نملك الكثير من تقاليد الجدال والسجال المبني على قيم محددة، لقد حاولت أن أقول رأيي بطريقة هادئة بعيدا عن التجريح والقذف حاولت ما أمكن أن أكون مؤدبا حتى وأنا أعارض الأفكار والظواهر.
هل هناك من كلمة أخيرة؟
ليس لدي ما أقوله، دعني أستعير جملة من صموئيل بيكيت لا تشكل بالضرورة واقعي، ولكنها على الأقل تشير إلى حلمي:rdquo;إن حبي الوحيد هو الكلمات، وأنا لا أملك منها إلا القليلrdquo;.

نقلا عن quot;القدس العربيquot;