بهجت عباس
الـتِّـنِّـيـن
خَـلقـوا من الطِّـين تـنّـيناً للَِـهْـوهمْ.
صـلَّـوْا ودعـوْا ربَّهم أنْ يبعثَ الروح فيه، ففعل!
فلما دبَّـتِ الرّوحُ فيه، انقـضَّ عليهم فهربوا.
ولما دخل بيوتهم, هجروها وناموا في العراء.
أخذوا يُصلّون ويدعون الربَّ أنْ يسلبَ الروحَ منه، فأبى!
أخذ التـنّـينُ يقهقه وهم يولـولون!
الجـين الأنـانـي
كان يوماً لسنمّـارَ كبيراً أنْ بنى للمَـلْـكِ قصرا،
آملاً أنْ سينالُ الحُـظوةَ الكبرى وإكراماً وفـخرا.
غيرَ أنَّ الملكَ النّعمانَ قد أضمرَها شـرّاً وغـدرا.
أغـداً تـبني لغـيري مـثـلَه؟ واهـتاج ذعـرا
يا صديقي أنا بعد اليومِ لا أسطيعُ عن قتلك صبرا!
ناقل الأخـبار
أنت يا عُـقدةَ ذَنْـبِ*** هائـمٌ في كلِّ دربِ
تزرع الأشواكَ فـي *** صدرِ عَـدوٍّ ومحبِّ
أنت حقاً لستَ تجني*** غيرَ أحـقادٍ وكَـرْبِ
فاتَّعظْ إنْ كنـتَ ذا قـلـبٍ وإحساسٍ ولُـبِّ
إنْ يكنْ يومُـك لَهواً***فـغَـدٌ ليـلةُ رُعبِ

الحـالم
عندما أبصرَ أفـعى*** في حقولِ الزَّهر تسعى
خفق القلبُ اضطراباً ***أطـلقتْ عـيناهْ دمعا
وتمنّى لَـو يكـون ُ النّـسرَ تحليقاً وإقداما وقمعا
حيث ينقضّ عليها***ويصير الحقل مرعـى
وبدا يحلم حـتّـى***حطّـم الدَّنَّ وأقعـى