بهجت عباس

أنت تشكو يا صديقي من صروف الزّمنِ
ونسيتَ اللـيلَ والعـتمـةَ في ذا البـدنِ
إنّها البـذرةُ لا تعطيـكَ إلاّ مـا بهــا
فَهْيَ روحُ الجَّـذرِ والجِّذع وأصلُ الفَـنَنِ
***
فإذا كانتْ بجيـنـاتٍ بها مـدّ ٌ وجَـزرُ
فارتقبْ منها ثمـاراً طعمُها في الفم مُـرّ ُ
فَهلِ الظُّـلمةُ نـورٌ وهـل الإسفافُ فِكرُ
نَـيِّـرٌ؟ فانـظـرْ بعـيْـنِ الفَـطِـنِ
***
عبثاً تدعو إلى الإصلاح والنَّـفسُ سـقيمة
عبثاً تـنشُد ذاتـاً هيَ في القـاع مُـقيمة
أنتَ إذ تسعى لأحـلامٍ وآمـالٍ عَـقيـمة
تحصد الرّيحَ وتجني كلَّ ما تَعـني الهزيمة
***
بعضُكمْ ينظـرُ في المرآة ليلاً ونهـارا
ويغنّـي أنا نرسيـسُ جمـالاً وبهـارا
أنا ربّ ُ الشِّعر سحراً واقتداراً وابتكارا
ثمَّ يغدو ناظماً لغواً وهذراً وسُعـارا
***
ويظنّ ُاللهَ قد ألهـمه سـرَّ الخلـيقة
حيثُ قد أكمـله عقلاً وأعطاه بريقه
فتجلّتْ لرؤاه كلّ آيـاتِ الحقـيقـة
أتُرى يعرف ضبٌّ أنَّه ضلَّ طريقَه؟
***
وهْـوَ يحيا مثلَ بومٍ يعشق الدّنيا ظلاما
وإذا ما أشرقتْ شمسُ الضحى ولّى وهاما
ليس يدري أين يمضي أ وراءً أم أماما
إنَّها الحَيْـرةُ تجتاح عروقـاً وعظاماُ