[1]
لِمَ أقُولُ شِعراً مِثلَهُمْ، ولِمَ الغثاءُ؟ بِلْ رَسَمَتُ ضَفائِرَ نُجومٍ كُنتُ أحمِلُها معي إلى النّوْمِ، ساذَجاً أرَدِّدُ بَعَتْمَتي أنَّ الأيمانَ بالقضيةِ وحْدَهُ يكفي لإدراكِ الحقيقةِ، ناسِياً أنّي ظاهرةٌ صوتية، وُلِدَتْ مِنْ مِلّةٍ تَتهْرَأُ، ومِنْ إِبِلٍ يلْفحُها القيْظُ فوق التّلالِ، ومُحارِبينَ يَمْسحونَ مَخارِجَهُم بالحِجارَةِ.. وُلِدتُ مِنْ نُطَفِ شعوبٍ لا تَعرِفُ العيشَ مِنْ دونِ هَزائِمَ.. شَمّرتُ عَن ذراعي وأكَلْتُ الحَنظَلَ والتُّرابَ، لَمْ أحْنِ قامتي لِلطّغاةِ، سَمّرتُ النجومَ في القفارِ، ونادَيْتُ مع صيادي الأساطيرِ: إنَّ لِلثّورِ أجنِحَةً، والحُلْمُ مُلكا للآلِهَهْ.
[2]
وَقفتُ حِداداً على أمواتٍ لا أعرِفُهُمْ،
وسَمّيْتُ القَبرَ وَطناً
والقتلةَ فاتحينَ.. فَلَمْ يأت من يُعينُني؟
[3]
ألا تريدُ قليلاً مِن حُزني
تقاسمني رؤيةَ القمَرِ البعيدِ
وحدَهُ سارِحاً معَ الأغنامِ في أقصى الغروبِ؟
ألا تريدُ أنْ تُريحَ نفسَكَ
وتترُكِ الآلِهَةَ لإشِغالاتِها وتُهمِلُ القُطبيْنْ؟
تشطبُ حَربَكَ الوَشيكَةَ مع نفسِكَ
وترتبُ مَرقَدَكَ في جَيْبِ مِعطَفِكَ القديمِ؟
قليلةٌ هذه الحياةُ بِحقِّكَ
والجَنّةُ تُبنى على عَجَلٍ للشّعراءِ المُنافقينَ،
بلا جدرانَ تحمي جلودَهُمْ مِنْ لَسْعةِ البَردِ
فلماذا ترمي أوْهامَكَ بوجهي؟
أنا المَحرومُ من الطمْأنينَةِ
أنا المُتأخِّرُ معْ هذه المَطَرَةِ التي رَحَلتْ عنها سَماؤها.
أنا المَرحومُ!
[4]
ماذا ستفعلُ بيّ النّجمَةُ لوْ نظرتُ إليها باسْتخفافٍ؟
فالعراقُ لهُ هيئَةُ الكَفَنِ
وأنا مِنْ سُلالة quot;أنكيدوquot;
وُلِدتُ منَ الطّينِ، ولكِنني أعرِفُ مَنْ هيَ أمّي.
وحينَ أبْكَيتُ الطّغاةَ هاجمَتني الدّوابُ العَرَبيّهْ!
[5]
أنا العاشقُ الذي أضاعَهُ الطّريقُ
أبْحِرُ على سريري
أساِفرُ بينَ الجُدرانِ، والمُدُنِ والمِرآةِ
بينَ المَنفى والظلِّ
تُصاحِبُني أحزانُ الوجوهِ
والقبورُ، والقاتِلُ والمَقتولُ
كي أكتُبَ على حافِلَةِ الحَياةِ مَراثيهِمْ
وأبحَثُ عن قَدَري في عُيونِ القَتَلةِ
والحُفَرِ الجَماعِيّةِ القادِمَهْ.