عبد الجبار العتابي من بغداد: على منصة ملتقى القصة العراقية الرابع، تلألأت اسماء اربعة من خيرة قصاصي العراق: محمد خضير، محمود عبد الوهاب، لطفية الدليمي و فهد الاسدي، تم الاحتفاء بهم تصفيقا وتقديرا، في القاعة المكتظة بالادباء، كان اثنان منهم حاضرين، فيما كان الاثنان الاخران غائبين لانهما بعيدين عن بغداد، لكن البهجة كانت واحدة لدى الحضور، ارتسمت على الملامح وفي الكلمات الجانبية التي رسمت احترامها للمكرمين، وقد منحهم الملتقى جائزة (القلم الذهبي)، مثلما منح (31) قاصا من اجيال مختلفة جوائز تقديرية، جاء هذا في ختام فعاليات الملتقى الذي حمل اسم الناقد الدكتور علي جواد الطاهر، والذي جرت وقائعه يوم الاثنين التاسع عشر من كانون الثاني / يناير، حيث اعلن الكاتب احمد خلف رئيس الهيئة التحضيرية عن منح هذه الجوائز، وقال: ان جائزة القلم الذهبي منحت الى المبدعين الكبار لاسهاماتهم الجادة والمخلصة لفن كتابة القصة القصيرة العراقية، وكذلك لانجازهم الفني والتقني المميز الذي سجل خطوة متقدمة في هذا الفن، اما الجوائز التقديرية فقد منحت لعدد من الادباء والقصاصين والنقاد والاعلاميين، تشجيعا لهم وتثمينا لاسهاماتهم وجهودهم في الملتقى الذي استمر ثلاثة ايام وتضمن عددا من البحوث والدراسات التي اختصت في كتابة ادب القصة والرواية ايضا.
وقرأ القاص جهاد مجيد عضو الهيئة التحضيرية البيان الختامي للملتقى الرابع، وجاء فيه: انعقد الملتقى القصصي الرابع للمدة من 17 ndash; 19 /1/ 2009 في بغداد وشارك في فعالياته عدد تجاوز المئة قاص وناقد جلهم من المحافظات، وكان ملقى ادبيا واكاديميا علميا من خلال البحوث في الواقع القصصي الراهن وقد خرج الملتقى بالتوصيات التالية:
اولا: اصدار كتاب يضم مجموعة البحوث والتعقيبات والشهادات عن التجارب الابداعية التي القيت في جلسات الملتقى.
ثانيا: اصدار كتاب كل عام عن احد رواد القصة في العراق.
ثالثا: قرر الملتقى ان يكون الكتاب الاول عن القاص الرائد محمود عبد الوهاب بالتعاون بين نادي القصة واتحاد ادباء البصرة.
رابعا: اختيار افضل ثلاثة اعمال في القصة والرواية والنقد القصصي.
خامسا: الاهتمام والرعاية بنتاجات القصاصين الجدد من خلال اشراكهم في انشطة نادي القصة.
سادسا: الاستمرار في منح جائزة القلم الذهبي في الابداع القصصي.
سابعا: لقد اجتمعت عناصر متعددة في انجاح هذا الملتقى القصصي الرابع وكان في مقدمتها برهم صالح نائب رئيس الوزراء لتفضله مشكورا في دعم الملتقى ماديا، كذلك الزملاء الذين اسهموا في انجاحه من ادباء وكتاب واعلاميين وصحفيين.
وبعد انتهاء حفل توزيع الجوائز، تحدث لنا القاص محمود عبد الوهاب قائلا: انا سعيد جدا بجائزة القلم الذهبي التي قدمها لي نادي القصة في دورة استاذنا الراحل الدكتور علي جواد الطاهر، وهي تمثل عندي علامة من علامات الاعتزاز والفخر باستجابة زملائي في نادي القصة وتكريمهم لي، وهي اي الجائزة لا تخصني وحدي وانما هي جائزة للمبدع العراقي والمثقف العراقي الذي له موقعه المرموق في تطوير الثقافة العراقية والابداع العراقي عبر المنجز الفني، وانا اشكر نادي القصة واشكر زملائي على التفاتتهم الكريمة هذه.
اما القاص فهد الاسدي فقال: جائزة القلم الذهبي هي وقفة بارزة في مسألة التقييم الادبي لمسيرة القصة العراقية خاصة، وانا فخور بأن انال شرف حمل هذا القلم الذهبي لانه تقدير لمنجزي المتواضع، وان اتحادنا العتيد اذ يكرم المبدعين، يكون لي الشرف الكبير ان اكون ضمنهم، وآمل ان تتكلل مسيرة الابداع القصصي العراقي بالنجاح وان تحقق المنجز الذي يعبر عن كل المعاناة والمكابدة التي قطع مسيرتها في هذه المفازات المبدع العراقي الاصيل، مرة اخرى اككر شكري وامتناني الكبير وتمنياتي ان تحقق الديمقراطية الحقيقية وان ينعم انساننا المتعب كل هذه الحقب بعاقبة منتصرة لامعة تمسح كل الدموع والالام، وانا واثق ان الايام القابلات حبلى بالعطاء ذلك لان جرحا عميقا جرحنا، هو لا اقول اشرف بل اعمق من جرح الحسين، وصبرنا اطول من صبر ايوب ومعناتنا اشد من معاناة الحلاج، ترى.. ألا يثمر هذا العذاب زهزرا وردية تمنح الادب العراقي عموما ومنه القصة مركزا لريادة الابداع في العالم؟، وهل كان اولئك المبدعون اكبر منا في هذه المعاناة؟ أشك في هذا!!.