(1)
في الصباح المكرر
ينهض من سريره
ويضع نظارته السميكة.
كانت آخر قطرة خمر
قد جفت للتو
على شفته الراجفة.
يفتح حقيبته السمسونايت
ليتلقف علبة السكائر
وينادي ابن أخيه
ليدس بيده الحلوى المعتادة
ويدعوه ليدلك له يده المتخشبة.
ثم يقلب أوهامه وأوراق الأمس.
كانت صورة quot;حبيبتهquot;
مندسة بينها
لا يني يتملي قسماتها
كل صباح
ويمسح برفق وجهها
بعد أن يخاطبها معاتباً بعينيه
المجروحتين،
ويقرأ لها للمرة المليون
قصيدته التي ثبتها
على ظهر الصورة،
ثم يغلق الحقيبة
ليرتدي بدلته الكحلية
وربطة العنق
متمتما مع نفسه:
-الحال quot;ماشٍيةquot;.
(2)
حين رضي أن يغير العالم
أخذوه إلى السجن
صغيراً
ليقف، في الغرفة السوداء،
مع الخمسين رجلاً
على ساق واحدة،
ويحلم بكتابة قصيدته
الأولى.
قالوا له انهض
-أيها الشبح-
القصائد للحالمين
ولمقترفي
الجنون في المدن المقفلة.

(3)
أيها الفتى
أعبر بي الطريق.
أطرافي من الشمع
وقلبي تكسر
من الإسى.
كل الأحباب
غادروا
وليس لي إلا الرسائل
تتكالب على المنضدة؛
ليس لي إلا روحي
التي تجلدهاا الذاكرة.
.....
أيها الفتى
دلني
إلى حانة النسيان
علني أعثر على
آخر الأصدقاء
نشرب نخبنا
ونسخر من حمق السياسة
ثم نبكي على ما فات
ونعود في آخرة الليل سكارى
من دون أن نسكر.