جمعنا على عجل
ما استطعنا
تاركينَ البقايا
للصدفةِ والغبارِ
كأنّ الزلازلَ للتوّ تنطلقُ
في مشهدٍ يُديره أعمى

ما لهذي الذاكرة
بعضُها
تشبثَ بالكنبات والكراسي
أو اندَسّ بين العناوين المهملة
- رافضا مجرد التفكير بما جرى-
أهي محضُ وهمٍ
ضربُ أخماسٍ بأسداس
وآيات مُؤجّلة؟!
ربما هذا
هو الشيء الوحيد الذي يستحق أنْ نتذكره.

أُطفئتِ الأنوارُ والنوافذُ أُغلقتْ
وُضِعَ المزلاجُ في محله
أدرنا المفتاح
ثم رَسَمْنا كفّا وسهما وعَيْنا
مسمولة
على باب الغياب.

زوجتي أو صديقتي
حملتْ أبراجَها والمتقاطعات المُستعصية
في حقيبتها الأثرية
إبني أو ابنُ صديقي
صوّبَ لعبته مبتسما
بمواجهة النور المنسلّ
خللَ الكوة الوحيدة
ثم راح يُقهقه عاليا
مخاطبا أباه- أنا ndash; أو هو:
أخيرا سأركب الطائرة
هاتوا المنظارَ
سأصف الغيومَ لكم
وأقدح بالبراءة الشُّهُبا
ومن الجناحين
سأجمع الثلجَ
لقيظكم وأحلامكم الرملية.
هاتوا المنظار كي أتبعَ النسرَ في تحليقه
وأرى السماء من ظهر قوس قزح.

طالما يرُجّكَ الرحيلُ
التيهُ اصطفانا
ثمة ارتجاج بين الروح والجسدْ
شِقٌّ بين الأرض والسماء
طقمُ أسنانٍ عتيقٌ في وليمة.

ليس غير وقع العجلات يَخِزُ القلبَ
تشرئبُّ أعرافُ الخيول وتصهلُ الوديانُ
صَدًى لقعقعةٍ مُبهمة
أما السياراتُ فتأخذ بالاصطفاق والصرير
الطائرات كأنها صُنعت في عصور
المنجنيقات والانزياحات الكونية
الحقائب تأخذ بالترهّلِ
من كثرة التفتيش
انغلاق وانفتاح ألكترونيّ
أشعّةٌ تُمَغْنطُ الروحَ
في عصر العولمة.

كابيةً تبدو السماءُ
والمسافاتُ ملتبسة
مثل شبكة صياد عجوز.

رفساتُ سمكةٍ في شبكة
رقصةُ أعمى
على حوافي الشرفات.

لا أحد يتذكر النهاية
أهناك منْ يعرف البداية؟
الحاضرُ مكنسةُ الذكرى.

ما اختفى أو تلاشى
قد يكون الشيء الوحيد الذي يستحقُّ أنْ نتذكره.