الاسوار التي
اقمناها على حاضرنا
تهاوت، جثثا
بين كل امرىء منا
وماضيه؛
وبينهما سؤال يتجمهر وراءه
الدمع نفسه، والحماران - الليل
والنهار نفسهما -: من انا
يا عدوي ويا آخري، ومن انت؟
والعربات التي اقلتنا
ذات فورة مجدٍ
الى أتون الاناشيد
عادت بنا صرعى وقتلى،
وارتدت علينا غزاة،
حتى تشبه الميتُ بالحي فينا،
وحتى تكاثرت الجثث؛
فبين كل صريعٍ وصريعٍ،
صريعُ آخر
انتن واضخم.
مرتعشون
لا عن وهن في العظام،
بل عن فطرة دب في ارجائها
الدود السمين.
واما انا: الابن الذي
يعمل ساعي بريد النادمين
بين عينيه ومرآته،
فماذا بيدي المخربتين من
كثرة السكر، ان افعل ؟
فأني مثلك ايها القاريء الحائر؛
انام واصحو، لانام
وفي الصباح استيقظ
واصبح المرء الذي يتحرك
في اطارٍ معلقٍ على حائطٍ
يتبول لصقه الجندي والبائس
والميتُ العائدُ - فاقد الذاكرة
من عذاب القبر - وانتَ
والمعدمُ والكلاب الضالة
وابن السبيل.
او... الوح للطائرات مزمجرة، ومقبلة
من سماء الغرب الى
سماء الشرق
وبينهما سمائي في الاطار تتشقق.
اما قلت لك: مهزومون
ارواحنا شاخت
في ثياب خلِقَةِ
وعقائدنا زمهرير.
امالنا تضيق كصحراء تكبر،
وايامنا تتلوى
في حبال المطر الاسود المتيبس.
هل جبل اللهُ ضمائرنا من لُعاب ابليس
وحراشف جنده؟
ضوجعنا، كما ينبغي،
في مراحيض حاضرنا،
واحبتنا النساء
- كما ينبغي ان نُحب -
في مناماتنا.
وكان شخير الواقع
من حولنا
يوقظنا، كلما هم ابن ذريح فينا
بخلع بنطاله
امام انظار لبنى.
هكذا كنا نستيقظ
من غرامياتنا
في متنزه الزوراء
بين قوقأة الدجاج
على سطوح المنازل،
لا لشيء، سوى
لنلثغ باسمائنا بعد حين
عند حواجز التفتيش
عن النوايا،
او.. لنُصفع
- كالنساء اللواتي احبننا -
في سجون البلاد
(بلاد المراحيض)
جبناءَ
جنودا هاربين
من لمعان النجوم
على كتفي الرئيس.
وكانتا عينا الرئيس
كعيني رب العبيد
فهما النهار اذا غاب الليل
وهما الليل اذا غاب النهار،
او هما الحوتة المنحوتة التي
تبتلع الهاربين، من الجيش
الى عيني لبنى
في المنامات.
اما النجوم
التي على كتفي الرئيس
فمسكوكة من اضراس ملوكنا الذهبية
ملوكنا الشاخرين
في مدافن اشور وبابل.
وكنا كلما احببنا
في مناماتنا
نهق اسرافيل في بوقه:
فهل استيقظت يا صاحبي
من لقاء ليلى
- المتمنعة كالحائط -
في البار
على صوت المؤذن الشاب؟
ونضحك لطرافة القصة
التي حدثت وقائعها الشهيرة
لمؤذنين حلوين
(قمرين حلوين)
في ظهيرة بغدادية ما
فوق سطح ما
في برج الحمام.
ويضحك الله في سره منا
والله خير الضاحكين.


2009

ملاحظة: الحوتة المنحوتة اغنية فلكلورية يرددها اطفال العراق
يا حوتة يا منحوتة
ابلعي قمرنا العالي..الخخ