أيا أحلامنا
تضحكين منّا منذ مستقبلٍ بعيدٍ
ونحن نقتفي خطاكِ منذ سالف الأزمان
فإذا كان حضنكِ مليئاً بالموت لغدنا
فلِمَ افتدينا بنا
على ضفاف أمسكِ ما بلغناه
حتى خطانا الأمس ضاحكاً
يلملم على طريق العودة تاريخنا...
ذِكرانا
ونحن لملمنا أشلائنا وأمسينا كخيالٍ شفيفٍ يختفي
كلّما طوى يومٌ رقعته
غدى كراحلٍ يجري
إلى أن أمسى نقطة في الأفق
حتى اختفى في المدى
واختفينا
ليمسي الغدُ أمسَ جيلٍ جديدِ (سيدني 2009)
لِم لا تأتين وتنبتي على أفياء روحي
سأرويك بدموعي
عمري غيمة بيضاء
ستخضرين يوماً فيعانقك نسيم الشوق والعناء

يا حورية المكر هل تذكرين
رميتِ قنبلة الشعر في فنائه وانفجرت
فهطلت أمطار القوافي
وأصابك رذاذها و رضابها
وأضفت بعد موسم الخريف موسم الشعر
مدي إليه ساعديك
وارفدي بموج الحب
أراك في الأفق وراء البحر تبتسمين (بيروت، خلدة 1997)
تأتي الأيام و تفرقنا
نتباعد كجسمين
يختفي أحدهما
ويذوب الآخر في الفناء
أراكَ تبكي من فراقنا
والدمع على وجنتيك سائلُ
يسيل في دمك المهدور
تبحث ملهوفاً عن يدٍ تمسح دمعك...
ريثما تخلد الى النوم مقلتيكَ!
وتتيه الروح في مشوار الأبد!
وأنا خاوٍ على عرش وجودي
كمملكة سقطت
دبّ فيها الخراب الأعظم
أنا الآن هنا ساكنٌ و آلامي حائرةٌ
تهوي فسحة
فتشتبك عفواً بجداول الدمع وهي تسيرُ
تكتب في القلب عمراً مهجورا
لا تسلني
فدمعي اليوم مثل دمك في الأمس مهدور
كلّما لاحت عيناي
ارتسم طيف ذكراك باسما
فتهيج فيّ آلاماً تحكمني بالحزن المؤبد
أراك في الدمع ذائباً
تبكي على أطلال عصور ولّت
فما عادت قائمة
و ما عادت آثارها
إلا رماداً بعد الدخان .. تلمظناه بأحداقنا
حتى اختفى في فناء السماء
أيا شادياً
أطرب أرواحنا و هي تائهةٌ
فما نفع الشكوى
و ما الجدوى في نعس الأيام...
أطرِب
فما عادت لأرواحنا ممالك سوى الأنغام
أيا قاصياً أخبار العز تمهل
حتى تهدأ الأرواح في هيجان الذكرى
فهي من طينة لا تستكين إلا سارحة
وهي الأطياف تتبارى ولهانة بالدمع
بالشعر
بالذكرى
ألا ترى
ألا ترى
هذا حيرانٌ متيّم
غدى في منفى الروح متيّما
هذا حيرانٌ متيّمٌ بالغد الذي عاد الى الوراء..
يبتسم خاوياً على شرفة الذكرى ! (سيدني 2009)