المسرحي الجزائري الراحل عبد القادر علولة |
كامل الشيرازي من الجزائر: بدأ فاعلون في المسرح في الجزائر، حراكا مكثفا لحفظ ذاكرة المسرح المحلي وكبار أعلامه على مدار قرنين، وكشف متحدث باسم مؤسسة عبد القادر علولة وهو مخرج مسرحي جزائري راحل، أنّ ثمة اتجاها لإنجاز مركز وثائقي للأرشيف المسرحي، كاشفا أنّ المشروع يحظى بدعم الاتحاد الأوروبي، وقد تتضح معالمه قبل نهاية الشهر المقبل.
ويراهن ناشطو الركح الجزائري، على تدوين أفاريز المسرح هناك وما فعله كبار معالمه، في صورة الراحلين ولد عبد الرحمن كاكي وكاتب ياسين ومصطفى كاتب وعز الدين مجوبي وعبد القادر علولة وآخرونما زالوا يحترقون في صمت، وتقول quot;رجاء علولةquot; التي تدير مؤسسة زوجها المغتال قبل خمسة عشر عاما، أنّ تأمين نوستالجيا المسرح الجزائري تمرّ عبر جمع وتصنيف الأرشيف المتبعثر هنا وهناك، والسعي لخلق بنك للمعلومات يكون مرجعا حيويا لجمهور المسرحيين والباحثين وكذا الأجيال القادمة، خصوصا مع غزارة التجربة المسرحية الجزائرية وما ابتكره عرّابوها من قوالب تراثية متفردة كمسرح الحلقة والقوّال.
لقطة من مسرحية quot;الدبquot; للمخرج الجزائري محمد شرشال |
ويؤكد الباحث الأكاديمي quot;مخلوف بوكروحquot; صحة ما قاله البريطاني quot;فيليب ساد جروفquot; المتخصص في الأدب العربي، الذي عثر على مخطوط لمسرحية تعتبر الأولى في المسرح العربي وذلك في مدرسة اللّغات الشرقية في اسكتلندا، وحملت المسرحية عنوان quot;نزهة المشتاق وغصّة العشاق في مدينة ترياق في العراقquot; لصاحبها الجزائري إبراهيم دانينوس ومن المرجح أنّها تكون قد كتبت عام 1848.
وإذا كان البعض يؤرخ لبدايات المسرح الجزائري سنتي 1835 و1843، بينما يؤخر فريق آخر نشوء الركح الجزائري أوائل القرن التاسع عشر إثر احتكاك الجزائريين بمسرح العلبة الإيطالي ومسرح خيال الظلّ، وتلك الجولة الشهيرة التي قادت فرقة quot;جورج الأبيضquot; إلى الجزائر سنة 1921، فإنّ كوكبة من الباحثين، يصرون على أنّ جذور المسرح الجزائري تعود إلى المرحلة العثمانية، حيث يتحدث باحثون عن شكل شبه درامي عرفه الجزائريون بين عامي 1614 و1830، وكان عبارة عن نمط أدائي ذاع صيته عبر الأسواق والسّاحات العامة والمقاهي والخيام، وكان ينطوي آنذاك على محاكاة تّهكمية لما كان ينتاب الأوضاع السياسية المتّسمة وقتذاك بكثرة الانقلابات.
ويقول الباحث الجزائري quot;أحمد البيوضquot; في كتابه quot;المسرح الجزائريquot;، إنّ الأخير مرّ بثماني مراحل منذ عشرينات القرن الماضي إلى غاية أواخر الثمانينات، واعتبارا لما تخلل الـ19 سنة المنقضية، يمكن إضافة مرحلتين إضافيتين، اتسمت الأولى ببروز التعاونيات أو ما يُصطلح عنه بالمسرح الخاص، والثانية أتت مباشرة بعد حقبة العنف الدموي، ويحب كثيرون نعتها بمرحلة الانبعاث، حتى وإن كان هذا الانبعاث متعثرا بعض الشيء.
التعليقات