خلافات في الرؤى حول غياب المرأة عن التكريم وتجنب مناقشة المسكوت عنه ثقافيا

عبدالله السمطي من الرياض: أعلن وزير الثقافة والإعلام عبد العزيز خوجة أنه سيتم افتتاح أربع قنوات جديدة تابعة للتلفزيون السعودي يوم الجمعة 18/12/2009، تشمل قناة ثقافية حوارية تهتم بالثقافة الحوارية والفكرية، وأخرى اقتصادية، وثالثة ورابعة للقرآن الكريم والسنة النبوية تبثان من مكة المكرمة والمدينة المنورة.
جاء ذلك خلال افتتاح مؤتمر الأدباء السعوديين الثالث, الإثنين 14/12/2009 في مركز الملك فهد الثقافي في الرياض، وفي كلمته للمشاركين والمشاركات في المؤتمر أشار خوجة إلى ضرورة اهتمام المؤتمر ب (الإبداع الإلكتروني)، معتبرا أن من يكتبون في هذا المجال ربما ستكون مواقفهم مخالفة لمواقف المشاركين في فعاليات المؤتمر مشيرا إلى أن الاختلاف من ضرورات الإبداع.
وعن أصداء المؤتمر المبدئية تحدث الأديب والقاص محمد المنصور الشقحاء لإيلاف موضحا أن المؤتمر يقوم بتكريم مجموعة من الأكاديميين والإعلاميين مثل: حسن بن فهد الهويمل، عبدالعلي بن يوسف آل سيف، عبدالله أبو داهش، عبدالله الغذامي، محمد بن سعد بن حسين، محمد بن عبدالرحمن الشامخ، ومنصور الحازمي على الرغم من أنه مؤتمر خاص بالأدباء، ويحمل اسم: مؤتمر الأدباء السعوديين، وهذا لم يحدث من قبل في المؤتمرين السابقين، كما أن المؤتمر يعيد تكريم الشيخ أبو عبدالرحمن ابن عقيل الذي كرم في مؤتمر الأدباء السعوديين الثاني في العام 1998م.
وأضاف الشقحاء: مما يؤسف له أن هذا المؤتمر لم يطرح اسم أي أديبة لتكريمها، وأتعجب من وزارة الثقافة والإعلام كيف لم تنتبه لهذا الأمر، وهي التي كرمت في المؤتمر الثاني الشاعرة الرائدة ثريا قابل.
وتثار في المؤتمر أسئلة حول قبول الدكتور عبدالله الغذامي للتكريم من قبل وزارة الثقافة والإعلام، وهو الذي انتقد وجودها وتشكيلها، طوال السنوات التي تلت إنشاءها في العام 2004م
وتساءل الكاتب الروائي أحمد الدويحي عما تغير خلال عقد هذه المؤتمرات الأدبية التي انعقدت على ثلاث مراحل، واقترح إنشاء مركز دراسات وطني يعيد للكلمة قدسيتها، وأن تكون هناك أمور تنظيمية تخرجنا من عصر ديناصورات الثقافة التي تكرم أكثر من مرة. وأضاف الدويحي أن هذا المؤتمر تجنب مناقشة التيارات الأدبية في السعودية، ومناقشة ما قدمته الأندية أو ما لم تقدمه من إنجازات خلال التغيير الذي طالها منذ 4 سنوات.
وعن عدم وجود اسم نسائي في قائمة المكرمين رأت الشاعرة حليمة مظفر أن هناك معيارية وشروطا للتكريم، وأنا أحبذ هذا الشيء، فلن أجامل المرأة لمجرد المرأة، بل على المرأة أن تخرج من دائرة المجاملات وتأخذ وضعها الثقافي والفكري، وهذا هو ما نحتاجه من أجل أن نخدم الثقافة بجدارة، وإذا كانت المعايير لا تنطبق على مثقفات وأديبات فهذا شيء جيد جدا، لأن الطفرة النسوية أوجدت نساء ربما لا يستحقون الوجود في المشهد الثقافي.
وتتفق الشاعرة الدكتورة ثريا العريض مع هذا الطرح، بقولها: ليس عندي اعتراض على أي شخص يكرم، فالمكرَّمون يقررون التكريم، حسب المعايير التي اتّخذت في هذا الشأن.
وعن تجنب مناقشة القضايا المسكوت عنها مثل: الرقابة، أو مشاكل النشر وتوزيع الكتاب السعودي رأت العريض أن هذه القضايا تناقش في كل المؤتمرات الأدبية والثقافية على الرغم من عدم إدراجها في برامج هذه المؤتمرات.
وردا على ما أثير حول تكرار التكريم وآليات تكريم الأدباء في هذا المؤتمر أكد الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن الحيدري عضو اللجنة التنظيمية ورئيس اللجنة الإعلامية في المؤتمر لإيلاف أن هذا المؤتمر الثالث وضع معايير محددة للتكريم لأول مرة بعد أن كانت الأسماء المكرمة سابقا توضع بشكل انتقائي غير منظم، وأن معايير الاختيار تتمثل في أن التكريم يجيء في مجال الدراسات الأدبية والنقدية التي خدمت الأدب السعودي حتى العام 1985م، ومن هنا جاء اختيار هذه الأسماء العشرة لتكريمها في المؤتمر، حيث يكرم ndash; على سبيل المثال- عبدالله بن إدريس لكتابه:quot; شعراء نجد المعاصرونquot; ومنصور الحازمي لكتابه:quot; فن القصة في الأدب السعوديquot; وعبدالله الغذامي لكتابه:quot; الخطيئة والتكفيرquot;.
وعن آلية اختيار هذه الكتب أوضح الحيدري أن هناك لجنة علمية اختارت هذه الكتب بوصفها أبرز الدراسات التي أسهمت في قراءة الأدب السعودي، وخرجت عن هذه الدراسات الكتب التي تتحدث عن أدب الخليج بوجه عام، حيث حددت الشروط في أن تكون الدراسة خاصة بالأدب السعودي.
أما عن عدم وجود نساء مكرمات بين المكرمين في المؤتمر، فقد أوضح الحيدري إلى أن الشروط لا تنطبق عليهن، فلم تصدر دراسة أدبية لامرأة خلال الفترة المحددة، وما صدر هو في مجال الإبداع فقط لا في مجال النقد والدراسات الأدبية، وكما نرى فإن المكرمين من بين الأكاديميين والنقاد والأدباء، وعن عقد جلسات نقدية متزامنة بشكل يومي ومدى تأثيرها على أعداد الحضور، أرجع الحيدري ذلك إلى كثرة البحوث، حيث يلقى في المؤتمر نحو (50) بحثا لمدة ثلاثة أيام.
من جانب آخر تشارك عدة دور نشر حكومية وخاصة في معرض الكتاب المقام على هامش المؤتمر، كما سيتم توزيع الكتب والدراسات التي طبعتها وزارة الثقافة والإعلام بمناسبة المؤتمر.