إلى: د . ي

أيامٌ أربعة
على قمة جبل العمر
أربعة، كإخوان الصفا
أربعة كالعناصر
أربعة كالفصول
أربعة كالجهات
كأضلاع المربع.
الجليد الذي يذوب بين يدي
نهراً، إلى حيث نأتي فرادى
عيناي وهما تذوبان في عينيك
كأسطورتين في عصر البلازما
رؤوس أصابعك على راحتيّ
كغرف القلب الأربع.
فماذا بعد العقد الرابع إلا الطيران إلى السفح،
فوق قمم الأعمار، والقيم، والمسميات،
فوق كل شيء، ..عداهُ..
الهبوط بات مستحيلاً
متابعة التحليق لم تعد خياراً، بل قدَراً
فعندما تسقط الأعمار، والقيم، والمسميات، والهويات المؤقتة
نبدأ القفز في الفراغ
الفراغ الذي هو البداية
بل الفراغ الذي بعد الاختناق،
ماذا بعد الاختناق إلا الانعتاق منهُ ..
اختنقت مرّاتٍ، حتى لم أعد آبه لإحصائها
مثل إشارات المرور التي نعبرها من البيت إلى العمل
ونتساءل: هل توقفنا حقاً عند كل تلك الإشارات؟
كم من إشارة إذاً نعمى عن رؤيتها؟
أو نراها ولا نحترمها؟
أو أننا نراها، ولا ندرك معناها، لأننا نراها للمرة الأولى
حتى إشارات التوقف نسميها إشارات مرور
فلم التوقف إذاً؟

7 كانون الثاني 2009