الروائي الجزائري quot;كمال قرورquot; في مقابلة خاصة بـquot;إيلافquot;
أكافح لأجل مشروع ثقافي جدي ينهي العدمية
أدعو لتحالف الثقافة الإسلامية مع الثقافة الكونفوشية
أدعو لتحالف الثقافة الإسلامية مع الثقافة الكونفوشية
حاوره في الجزائر كامل الشيرازي:يكشف الروائي الجزائري الشاب quot;كمال قرورquot; تفاصيل مشروعه الثقافي الشامل لجزائر الألفية الثالثة، ويتبنى قرور في هذه المقابلة الخاصة بـquot;إيلافquot;، دعوة المفكر الجزائري الراحل quot;مالك بن نبيquot; لعقد تحالف بين الثقافة الإسلامية مع الثقافة الكونفوشية، ويرى صاحب روايةquot; الترّاسquot; ذلك ضرورة لتحقيق السلم العالمي. تابعوا نص المقابلة:
* طرحتم قبل فترة مشروعا ثقافيا هادفا لجزائر الألفية الثالثة، وقمتم بتوصيفه كـquot;رؤية للخطاب الثقافي المتسامحquot;، إلى أين وصل المشروع، وهل تتوقعون تفاعل النخب والسلطات والشارع معه؟
* طرحتم قبل فترة مشروعا ثقافيا هادفا لجزائر الألفية الثالثة، وقمتم بتوصيفه كـquot;رؤية للخطاب الثقافي المتسامحquot;، إلى أين وصل المشروع، وهل تتوقعون تفاعل النخب والسلطات والشارع معه؟
- المشروع نشر بالصحف الجزائرية وكذا على شبكة الأنترنيت، كما أرسل إلى حوالي خمسين مثقفا جزائريا، لكنه للأسف لم يجد التجاوب من قبل الفئة التي يفترض أن تتلقفه وتتبنى بعض ما جاء فيه من أفكار وتصورات، وتجعله أرضية لفتح نقاش جاد، هناك من قال لي بالحرف الواحد من أنت حتى تقدم هذا المشروع للنقاش، هذا من اختصاص الدولة.. أنا مؤمن بهذا المشروع وسأبقى أدافع عنه وأذكّر الجميع به، لكن هذا المشروع يحتاج إلى إرادة سياسية، لأنّ المثقف عندنا أصبح يفضل أن يكون مجرورا ومطبّلا ومهرولا في مؤخرة القاطرة ولا يريد أن يكون في المقدمة للاستطلاع والاستشراف، كتبت يوما مقالا في الصحافة الجزائرية قلت فيه أنّ المثقف شريك للسلطة وليس مجرد أجير أو كلب حراسة، وطبعا جنيت الشوك.
* بشأن إشكالية إيصال الثقافة الجزائرية إلى العالمين العربي والغربي وشروط التبادل معهما، هل هناك حواجز تعترض تبادل الجزائر ثقافيا إقليميا ودوليا، ما الكيفية لإيصال الثقافة الجزائرية بتنوعها واختلافها إلى الآخر؟
- لا توجد إرادة سياسية تعمل وفق إستراتيجية محددة، في ظل تغييب المثقفين الجادين الذين يحملون الهم الثقافي، ويغارون على ثقافة وطنهم، ولا يتاجرون بالثقافة، منذ الاستقلال نعيش في حصار قاتل ونستنشق ما أسميه ثاني أكسيد كاربون الثقافة.. في غياب المجلات الثقافية والكتب العلمية نحن نجتر الكتب الصفراء التي لا تغني ولاتسمن، حن لا نملك مؤسسات ثقافية جادة ربما كانت تجربة الروائي الطاهر وطار في جمعية الجاحظية ثم تجربة الدكتور أمين الزاوي في المكتبة الوطنية، لكن التجربتان حاصرتهما قوى الرداءة والمنفعة.
بعد حوالي نصف قرن من الاستقلال مازال العالم لا يعرف عنا شيئا، سوى أننا شعب قدم مليونا ونصف من الشهداء لإفتكاك الحرية، هذا التوصيف صار مزعجا، إذا كان الأموات مازالوا يصنعون مجد جزائر الاستقلال ماذا يفعل الأحياء؟ للأسف أصبحنا في زمن الاستقلال بلدا مشهورا بتصدير العنف والإرهاب، يا للمفارقة! هناك من يعمل في الخفاء على عزل الجزائر وبترها عن محيطها الإقليمي العربي والإفريقي والعالمي، ولهذا لا يمكن للجزائر أن تقدم صورتها الثقافية المشرقة للآخرين وهي مكبلة بأوهام المتآمرين، عندما يقصى المثقفون الحقيقيون من الندوات العلمية والأسابيع الثقافية، وتعطى الفرص للمتثاقفين الرديئين وللإداريين والبوّابين ليمثلوا البلد في المناسبات الثقافية داخل وخارج الوطن، وتصبح سفاراتنا في الخارج دورا للعجزة تهدر العملة الصعبة ولاتقدم شيئا للبلاد، تلك هي الكارثة التي ما بعدها كارثة.
* الإيصال الثقافي العربي فيه من المعيارية والمحيطية، خلافا للثقافة الغربية، فبما تفسرون هذه المحيطية، هل هي صحية أم مؤشرا سلبيا على مستقبل الثقافة العربية؟
- نحن في زمن العولمة، زمن القرية الواحدة والغرفة الواحدة، الثقافة العربية التي كانت معزولة في صحرائها المترامية الرمال والكسل أصبحت مهددة في عقر دارها، ثقافتنا ذات نزعة أخلاقية وإتباعية، اليوم بعد تمازج الثقافات وتلاقحها ماذا نقدم للعالم من قيمنا؟ كان مالك بن نبي رحمه الله يدعو إلى تحالف الثقافة الاسلامية والثقافة الصينية الكونفوشية للحفاظ على السلم العالمي والمطلب مازال قائما، للأسف نحن لا نساهم في الحضارة المعاصرة إلاّ كمستهلكين ومجترين ومقلدين للموضة، ثقافة بدون إبداع وبدون تفاعل وفعالية ثقافة جامدة ومحنطة.
* ما تأثير الراهن في الجزائر بتجلياته السياسية والاجتماعية والاقتصادية على المنظومة الإبداعية هناك؟
- كيف يتجاوب المبدع الجزائري مع الراهن؟ التجاوب سطحي وضحل، أحيانا تشعر كأنّ المبدع الجزائري أصبح لا يفهم ما يدور حوله، ودليلي على ذلك التراكم الإبداعي الذي كتب في العشرية الأخيرة، لم يكن في مستوى الأحداث الأليمة التي عرفتها الجزائر، وهذا ليس غريبا، فثورة التحرير رغم ما كتب عنها، لم تجد كاتبا يصنع من أحداثها ملحمة فنية كبيرة تستمتع بها البشرية، كذلك أحداث الحرب الأهلية بقيت كما هي وكل المحاولات باءت بالفشل، في انتظار من يحقق المفاجأة.
* بعد فوزكم بجائزة مالك حداد للرواية العام 2007، عددتم كثيرا من المآخذ والمحاذير التي انتابتها، هل ذاك متصل بأزمة تأطير ثقافي أم ضمور رؤيا؟
- - حاولت انطلاقا من تصوري النبيل للثقافة والمثقف الفعال أن أضيف لبنة لهذه الجائزة التي أقدرها وأقدر المشرفين عليها، كونها شمعة تضيء للثقافة الجزائرية، لكن حدثت أشياء غريبة تمس بسمعة هذه الجائزة، وكان من واجبي أن أدلي بدلوي لإعطاء التصور الحقيقي لمؤسسة الجائزة سواء قبل أهل الاختلاف أم لم يقبلوا، موقفي واضح وصريح قصدت به البناء وليس الهدم كما تصور البعض، وبالمناسبة أرفع ندائي إلى الأديبة الجزائرية الكبيرة أحلام مستغانمي إلى مراجعة موقفها الذي اتخذته في لحظة غضب، وأقول لها:quot;الجائزة مازالت في حاجة إلى رعايتك ومؤازرتك أيتها الأديبة المحترمةquot;.
* ما هي أهم مرجعياتك أو متكآتك الفكرية؟
- - أنا مدين للمفكر الجزائري الراحل مالك بن نبي الذي أنقذني في ثمانينات القرن الماضي من التيه الفكري، ومدين للفكر الشرقي الهندي والصيني الذي وسع أفقي وخيالي، وهناك فلاسفة ومفكرون وأدباء ساهموا في بناء قناعاتي وأفكاري وخيالي أمثال:روسو، نيتشه،ديوي،لوك، ديستوفيسكي،الخيام، الفارابي،ابن طفيل، المعري، طاغور، بودلير، ماركيز، كازانتزاكي، وطار،واسيني، بوجدرة، الجابري، حنفي، الغيطاني وغيرهم.
* ما الذي لمستموه في الفعل الثقافي الجزائري منذ الاحتفاء بالثقافة العربية قبل سنتين؟ وهل يمكن للعواصم الثقافية أن تثير الوعي القومي عند المجتمعات؟
- يمكن لفكرة العواصم العربية أن تثير الوعي القومي عند مجتمعاتها إذا تجاوزت quot;البرستيجquot; الثقافي والمهرجانية الكرنفالية الارتجالية، المطلوب من هذه العواصم أن ترتقي إلى الهم الإنساني لترتقي بالمواطن العربي المغبون، في الجزائر كانت الثمرة طبع ألف كتاب، رغم أنّ النشر في بلاد عربية كثيرة لم يصبح مشكلة، طبعت الكتب ووضعت على رفوف المكتبات، ولكن من يقرأ هذه الكتب؟ الله أعلم.
* ماذا حول الإصدارات التي تشهدها الجزائر دوريا، وهل استطاعت أن تصنع قارئا جزائريا، وترسم أفقا ثقافيا؟
- القراءة في الجزائر تواجهها مشاكل كبيرة، القارئ الجزائري مُجبر وليس مخيرا، معظم المكتبات أصبحت تروج لتيار معين من خلال عرض كتب ذات توجه واحد كما تعرض على نفس الرفوف السواك وعسل النحل والزنجبيل وكل الأعشاب التي لها علاقة بالرغبة الجنسية، لست أدري ما نوع السجل التجاري الذي تمتلكه هذه المكتبات المشبوهة في غياب الرقابة وتواطؤ مصالح وزارة التجارة؟ الكتاب الأدبي والثقافي والعلمي مُحاصر ولا يجد من يحفل به، ولذلك يصبح مشكل التوزيع من واجبات الدولة لإيصال المادة الثقافية الجادة إلى مستهلكها الحقيقي، وحتى لا أكون سوداويا أشيد بمبادرة وزارة الثقافة في دعم دور النشر وخاصة الصغيرة منها لنشر الكتاب الأدبي والثقافي، ويمكن للتجربة أن تنجح مستقبلا وتصنع القارئ المطلوب المتفتح على المعارف والثقافات، وحتى لا أكون مجحفا، أشيد بتجربة رابطة كتّاب الاختلاف في مجال النشر المشترك مع الدار العربية للعلوم وذلك بمساهمتها في طبع الكتاب الثقافي والفكري التنويري وهي تجربة رائدة نتمنى لها التوفيق والاستمرارية.
أما المسألة الثقافية، فهي أعم من قراءة الكتاب الجاد وإن كان هذا جزء منها، المسألة الثقافية تشمل المسرح والسينما والفنون التشكيلية والأدب وبقية العلوم الإنسانية، وهي في حاجة الى مشروع ثقافي جاد يناقشه المثقفون بالتعاون مع وزارة الثقافة وتتبناه جهة ثقافية مثل اتحاد الكتاب إذا أراد المساهمة في الحياة الثقافية بجد للاحتفاء بالثقافة والمثقف والتخلص من ثقافة المؤامرات والصراعات.
* ما المسافة الفاصلة الآن بين الثقافة والشارع الجزائري، ما الذي يمكن للقصيدة أن تقوله، وما الذي يمكن للرواية أن تقوله؟ وهل هناك عودة أكيدة للشعر أم هناك تبني مطلق ونهائي للرواية؟
- المسافة تتسع بين الشارع والثقافة في ظروف اجتماعية واقتصادية متدهورة، إنه الانحدار نحو الهاوية، هناك سياسة التجهيل والتتفيه والتواكل واللامسؤولية واللاوعي، في غياب المسارح وقاعات السينما والندوات الجادة والبرامج التلفزيونية التثقيفية وقاعات المطالعة المحترمة والمكتبات الجادة، هناك الكرنفالات والتطبيل والتزمير، كل الفنون قادرة على التعبير إذا وجد الفنان الحقيقي، لكن حين يقتحم الدخلاء الدجالون المجال الثقافي ويحاربون الفنانين الحقيقيين هنا تكمن الكارثة، هناك شعراء لا يحصون والقصيدة غائبة، وهناك روائيون والرواية قليلة، وهناك مسرحيون والمسرح يحتضر، وهناك سينمائيون والسينما في خبر كان.. وهكذا دواليك.
* بماذا تقاربون القضايا ذات الصلة بالقومية الثقافية العربية، وهل ترون في معالجة التراث الثقافي العربي، كيفية ناجعة للمحافظة عليه من التهويد والزوال من تأثير العولمة؟
- لا يوجد بديل لقومية quot;روتاناquot; وأخواتها في السماء العربية الغائبة بحروب داحس والغبراء وصراع الزعامات على الخلود في الحكم وتوريث الأبناء في غياب ثقافة الديمقراطية والمواطنة، واعتبار الشعب مجرد قطيع لا يستحق إلاّ العصا والسجون، وزراء الثقافة العرب مفعول بهم ولا وزن لهم مثل وزراء الداخلية ووزراء الدفاع، إذا كانت وزارات الدفاع العربية تلتهم الميزانيات الضخمة لشراء أسلحة منتهية الصلاحية أو فاسدة للتباهي في الاستعراضات الوهمية، فإنّ وزارات الثقافة المسكينة هي وزارات سيادة في العصر الجديد إنها وزارات الهجوم الثقافي بالمعنى الايجابي، أو الوجود الثقافي بمعنى أقل عنفا، واذا كان حالها على ما هي عليه فالأحسن أن تشطب من قاموس الحكام أفضل من إلحاقها بالسياحة والاتصال والبيئة والـ..
* ما موقفك من السياسة الثقافية المنتهجة في الجزائر؟
- لا توجد سياسة ثقافية واضحة المعالم في الجزائر، كل ما هنالك محاولات واجتهادات من طرف أشخاص، السياسة الثقافية برنامج مسطر يشمل كل الفضاء الثقافي له أبعاده الجمالية والأخلاقية وله نتائجه القريبة والمتوسطة والبعيدة، ولهذا لا يتعدى الاجتهاد الجزائري الارتجال، وأنا من المطالبين بإيجاد سياسة ثقافية واضحة المعالم في المشروع الثقافي الذي أدافع عنه، لأنّّ هذه السياسة الثقافية هي التي تبني الانسان المواطن الذي نحتاجه اليوم وغدا لتطوير وانجاز اقتصاد المعرفة، نحن لسنا في حاجة الى مناضلين اليوم، أو قطيع من التبّع، نحن في حاجة إلى مواطنين يأخذون حقوقهم بكرامة ويؤدون واجباتهم بتفان وإخلاص، نحن في حاجة إلى خبرات في مجالات جديدة هي بنت عصرنا.
في زمن الحزب الواحد بالجزائر، نوقشت السياسة الثقافية في تلك الفترة وانخرط المثقفون في بلورتها لكن أحداث أكتوبر 1988، رمت كل شيء إلى مزبلة التاريخ، منذ ذلك ونحن نخبط خبط عشواء، ليوم نحن في حاجة الى سياسة ثقافية ترسم بعناية لمواطن فعال يعيش واقع وهموم وأحلام الألفية الثالثة.
* كيف تقارب مسألة الهوية في الجزائر التي لا تزال مثار جدل؟
- الشعب الذي لا يحدد هويته، ولا يعرف من هو، طبعا سيضيع في هذا الزمن، ولن يستطيع أن يشارك في بناء الحضارة المعاصرة لأنه مثل الريشة في مهب الريح، مشغول بأناه وبوجوده، ولم يعانق الأفكار.
* هناك رأي قائل بأن الثقافة العربية منكفئة على ذاتها، ما جعلها تفوتت فرصة االتموقع عالميا، هل الفرصة المتاحة حاليا للاستدراك؟
- نحن خارج التاريخ يا صديقي، منذ سقوط الأندلس ونحن نتدحرج، أما نهضتنا المزعومة فهي من صنع الغرب نحن منومون مغناطيسيا والغرب يتحكم في حركاتنا وضحكاتنا وحزننا ومعاركنا للأسف وهذا ما أسميه quot;تاريخنا الافتراضيquot; وهو مبني على رد الفعل وليس الفعل الحر الايجابي، ثقافتنا رفضت الفكر التنويري للفيلسوف ابن رشد وأحرقت كتبه ونكلت بعقل عربي كبير وفضلت فكر الكرامات والخوارق والمرابطين والمتصوفة، وها نحن نجني اليوم الثمار المرة في صراع الطوائف والفرق، نحن متشبعون بثقافة الأتباع والعنعنة ولا نستطيع الاجتهاد والإبداع والتحليل والتركيب، نحن سجناء ماضينا ولا نفهم واقعنا وبالتالي لا نعرف مستقبلنا، محكوم علينا بالزوال والاندثار إذا لم نتدارك الامر بانتهاء آخر قطرة نفط، سندفن في الرمال ولن يسمع بموتنا أحد.
* أي ثمن تدفعه الكلمة العربية.. الحركات المتطرفة، أم الأنظمة المستبدة؟
* بشأن إشكالية إيصال الثقافة الجزائرية إلى العالمين العربي والغربي وشروط التبادل معهما، هل هناك حواجز تعترض تبادل الجزائر ثقافيا إقليميا ودوليا، ما الكيفية لإيصال الثقافة الجزائرية بتنوعها واختلافها إلى الآخر؟
- لا توجد إرادة سياسية تعمل وفق إستراتيجية محددة، في ظل تغييب المثقفين الجادين الذين يحملون الهم الثقافي، ويغارون على ثقافة وطنهم، ولا يتاجرون بالثقافة، منذ الاستقلال نعيش في حصار قاتل ونستنشق ما أسميه ثاني أكسيد كاربون الثقافة.. في غياب المجلات الثقافية والكتب العلمية نحن نجتر الكتب الصفراء التي لا تغني ولاتسمن، حن لا نملك مؤسسات ثقافية جادة ربما كانت تجربة الروائي الطاهر وطار في جمعية الجاحظية ثم تجربة الدكتور أمين الزاوي في المكتبة الوطنية، لكن التجربتان حاصرتهما قوى الرداءة والمنفعة.
بعد حوالي نصف قرن من الاستقلال مازال العالم لا يعرف عنا شيئا، سوى أننا شعب قدم مليونا ونصف من الشهداء لإفتكاك الحرية، هذا التوصيف صار مزعجا، إذا كان الأموات مازالوا يصنعون مجد جزائر الاستقلال ماذا يفعل الأحياء؟ للأسف أصبحنا في زمن الاستقلال بلدا مشهورا بتصدير العنف والإرهاب، يا للمفارقة! هناك من يعمل في الخفاء على عزل الجزائر وبترها عن محيطها الإقليمي العربي والإفريقي والعالمي، ولهذا لا يمكن للجزائر أن تقدم صورتها الثقافية المشرقة للآخرين وهي مكبلة بأوهام المتآمرين، عندما يقصى المثقفون الحقيقيون من الندوات العلمية والأسابيع الثقافية، وتعطى الفرص للمتثاقفين الرديئين وللإداريين والبوّابين ليمثلوا البلد في المناسبات الثقافية داخل وخارج الوطن، وتصبح سفاراتنا في الخارج دورا للعجزة تهدر العملة الصعبة ولاتقدم شيئا للبلاد، تلك هي الكارثة التي ما بعدها كارثة.
* الإيصال الثقافي العربي فيه من المعيارية والمحيطية، خلافا للثقافة الغربية، فبما تفسرون هذه المحيطية، هل هي صحية أم مؤشرا سلبيا على مستقبل الثقافة العربية؟
- نحن في زمن العولمة، زمن القرية الواحدة والغرفة الواحدة، الثقافة العربية التي كانت معزولة في صحرائها المترامية الرمال والكسل أصبحت مهددة في عقر دارها، ثقافتنا ذات نزعة أخلاقية وإتباعية، اليوم بعد تمازج الثقافات وتلاقحها ماذا نقدم للعالم من قيمنا؟ كان مالك بن نبي رحمه الله يدعو إلى تحالف الثقافة الاسلامية والثقافة الصينية الكونفوشية للحفاظ على السلم العالمي والمطلب مازال قائما، للأسف نحن لا نساهم في الحضارة المعاصرة إلاّ كمستهلكين ومجترين ومقلدين للموضة، ثقافة بدون إبداع وبدون تفاعل وفعالية ثقافة جامدة ومحنطة.
* ما تأثير الراهن في الجزائر بتجلياته السياسية والاجتماعية والاقتصادية على المنظومة الإبداعية هناك؟
- كيف يتجاوب المبدع الجزائري مع الراهن؟ التجاوب سطحي وضحل، أحيانا تشعر كأنّ المبدع الجزائري أصبح لا يفهم ما يدور حوله، ودليلي على ذلك التراكم الإبداعي الذي كتب في العشرية الأخيرة، لم يكن في مستوى الأحداث الأليمة التي عرفتها الجزائر، وهذا ليس غريبا، فثورة التحرير رغم ما كتب عنها، لم تجد كاتبا يصنع من أحداثها ملحمة فنية كبيرة تستمتع بها البشرية، كذلك أحداث الحرب الأهلية بقيت كما هي وكل المحاولات باءت بالفشل، في انتظار من يحقق المفاجأة.
* بعد فوزكم بجائزة مالك حداد للرواية العام 2007، عددتم كثيرا من المآخذ والمحاذير التي انتابتها، هل ذاك متصل بأزمة تأطير ثقافي أم ضمور رؤيا؟
- - حاولت انطلاقا من تصوري النبيل للثقافة والمثقف الفعال أن أضيف لبنة لهذه الجائزة التي أقدرها وأقدر المشرفين عليها، كونها شمعة تضيء للثقافة الجزائرية، لكن حدثت أشياء غريبة تمس بسمعة هذه الجائزة، وكان من واجبي أن أدلي بدلوي لإعطاء التصور الحقيقي لمؤسسة الجائزة سواء قبل أهل الاختلاف أم لم يقبلوا، موقفي واضح وصريح قصدت به البناء وليس الهدم كما تصور البعض، وبالمناسبة أرفع ندائي إلى الأديبة الجزائرية الكبيرة أحلام مستغانمي إلى مراجعة موقفها الذي اتخذته في لحظة غضب، وأقول لها:quot;الجائزة مازالت في حاجة إلى رعايتك ومؤازرتك أيتها الأديبة المحترمةquot;.
* ما هي أهم مرجعياتك أو متكآتك الفكرية؟
- - أنا مدين للمفكر الجزائري الراحل مالك بن نبي الذي أنقذني في ثمانينات القرن الماضي من التيه الفكري، ومدين للفكر الشرقي الهندي والصيني الذي وسع أفقي وخيالي، وهناك فلاسفة ومفكرون وأدباء ساهموا في بناء قناعاتي وأفكاري وخيالي أمثال:روسو، نيتشه،ديوي،لوك، ديستوفيسكي،الخيام، الفارابي،ابن طفيل، المعري، طاغور، بودلير، ماركيز، كازانتزاكي، وطار،واسيني، بوجدرة، الجابري، حنفي، الغيطاني وغيرهم.
* ما الذي لمستموه في الفعل الثقافي الجزائري منذ الاحتفاء بالثقافة العربية قبل سنتين؟ وهل يمكن للعواصم الثقافية أن تثير الوعي القومي عند المجتمعات؟
- يمكن لفكرة العواصم العربية أن تثير الوعي القومي عند مجتمعاتها إذا تجاوزت quot;البرستيجquot; الثقافي والمهرجانية الكرنفالية الارتجالية، المطلوب من هذه العواصم أن ترتقي إلى الهم الإنساني لترتقي بالمواطن العربي المغبون، في الجزائر كانت الثمرة طبع ألف كتاب، رغم أنّ النشر في بلاد عربية كثيرة لم يصبح مشكلة، طبعت الكتب ووضعت على رفوف المكتبات، ولكن من يقرأ هذه الكتب؟ الله أعلم.
* ماذا حول الإصدارات التي تشهدها الجزائر دوريا، وهل استطاعت أن تصنع قارئا جزائريا، وترسم أفقا ثقافيا؟
- القراءة في الجزائر تواجهها مشاكل كبيرة، القارئ الجزائري مُجبر وليس مخيرا، معظم المكتبات أصبحت تروج لتيار معين من خلال عرض كتب ذات توجه واحد كما تعرض على نفس الرفوف السواك وعسل النحل والزنجبيل وكل الأعشاب التي لها علاقة بالرغبة الجنسية، لست أدري ما نوع السجل التجاري الذي تمتلكه هذه المكتبات المشبوهة في غياب الرقابة وتواطؤ مصالح وزارة التجارة؟ الكتاب الأدبي والثقافي والعلمي مُحاصر ولا يجد من يحفل به، ولذلك يصبح مشكل التوزيع من واجبات الدولة لإيصال المادة الثقافية الجادة إلى مستهلكها الحقيقي، وحتى لا أكون سوداويا أشيد بمبادرة وزارة الثقافة في دعم دور النشر وخاصة الصغيرة منها لنشر الكتاب الأدبي والثقافي، ويمكن للتجربة أن تنجح مستقبلا وتصنع القارئ المطلوب المتفتح على المعارف والثقافات، وحتى لا أكون مجحفا، أشيد بتجربة رابطة كتّاب الاختلاف في مجال النشر المشترك مع الدار العربية للعلوم وذلك بمساهمتها في طبع الكتاب الثقافي والفكري التنويري وهي تجربة رائدة نتمنى لها التوفيق والاستمرارية.
أما المسألة الثقافية، فهي أعم من قراءة الكتاب الجاد وإن كان هذا جزء منها، المسألة الثقافية تشمل المسرح والسينما والفنون التشكيلية والأدب وبقية العلوم الإنسانية، وهي في حاجة الى مشروع ثقافي جاد يناقشه المثقفون بالتعاون مع وزارة الثقافة وتتبناه جهة ثقافية مثل اتحاد الكتاب إذا أراد المساهمة في الحياة الثقافية بجد للاحتفاء بالثقافة والمثقف والتخلص من ثقافة المؤامرات والصراعات.
* ما المسافة الفاصلة الآن بين الثقافة والشارع الجزائري، ما الذي يمكن للقصيدة أن تقوله، وما الذي يمكن للرواية أن تقوله؟ وهل هناك عودة أكيدة للشعر أم هناك تبني مطلق ونهائي للرواية؟
- المسافة تتسع بين الشارع والثقافة في ظروف اجتماعية واقتصادية متدهورة، إنه الانحدار نحو الهاوية، هناك سياسة التجهيل والتتفيه والتواكل واللامسؤولية واللاوعي، في غياب المسارح وقاعات السينما والندوات الجادة والبرامج التلفزيونية التثقيفية وقاعات المطالعة المحترمة والمكتبات الجادة، هناك الكرنفالات والتطبيل والتزمير، كل الفنون قادرة على التعبير إذا وجد الفنان الحقيقي، لكن حين يقتحم الدخلاء الدجالون المجال الثقافي ويحاربون الفنانين الحقيقيين هنا تكمن الكارثة، هناك شعراء لا يحصون والقصيدة غائبة، وهناك روائيون والرواية قليلة، وهناك مسرحيون والمسرح يحتضر، وهناك سينمائيون والسينما في خبر كان.. وهكذا دواليك.
* بماذا تقاربون القضايا ذات الصلة بالقومية الثقافية العربية، وهل ترون في معالجة التراث الثقافي العربي، كيفية ناجعة للمحافظة عليه من التهويد والزوال من تأثير العولمة؟
- لا يوجد بديل لقومية quot;روتاناquot; وأخواتها في السماء العربية الغائبة بحروب داحس والغبراء وصراع الزعامات على الخلود في الحكم وتوريث الأبناء في غياب ثقافة الديمقراطية والمواطنة، واعتبار الشعب مجرد قطيع لا يستحق إلاّ العصا والسجون، وزراء الثقافة العرب مفعول بهم ولا وزن لهم مثل وزراء الداخلية ووزراء الدفاع، إذا كانت وزارات الدفاع العربية تلتهم الميزانيات الضخمة لشراء أسلحة منتهية الصلاحية أو فاسدة للتباهي في الاستعراضات الوهمية، فإنّ وزارات الثقافة المسكينة هي وزارات سيادة في العصر الجديد إنها وزارات الهجوم الثقافي بالمعنى الايجابي، أو الوجود الثقافي بمعنى أقل عنفا، واذا كان حالها على ما هي عليه فالأحسن أن تشطب من قاموس الحكام أفضل من إلحاقها بالسياحة والاتصال والبيئة والـ..
* ما موقفك من السياسة الثقافية المنتهجة في الجزائر؟
- لا توجد سياسة ثقافية واضحة المعالم في الجزائر، كل ما هنالك محاولات واجتهادات من طرف أشخاص، السياسة الثقافية برنامج مسطر يشمل كل الفضاء الثقافي له أبعاده الجمالية والأخلاقية وله نتائجه القريبة والمتوسطة والبعيدة، ولهذا لا يتعدى الاجتهاد الجزائري الارتجال، وأنا من المطالبين بإيجاد سياسة ثقافية واضحة المعالم في المشروع الثقافي الذي أدافع عنه، لأنّّ هذه السياسة الثقافية هي التي تبني الانسان المواطن الذي نحتاجه اليوم وغدا لتطوير وانجاز اقتصاد المعرفة، نحن لسنا في حاجة الى مناضلين اليوم، أو قطيع من التبّع، نحن في حاجة إلى مواطنين يأخذون حقوقهم بكرامة ويؤدون واجباتهم بتفان وإخلاص، نحن في حاجة إلى خبرات في مجالات جديدة هي بنت عصرنا.
في زمن الحزب الواحد بالجزائر، نوقشت السياسة الثقافية في تلك الفترة وانخرط المثقفون في بلورتها لكن أحداث أكتوبر 1988، رمت كل شيء إلى مزبلة التاريخ، منذ ذلك ونحن نخبط خبط عشواء، ليوم نحن في حاجة الى سياسة ثقافية ترسم بعناية لمواطن فعال يعيش واقع وهموم وأحلام الألفية الثالثة.
* كيف تقارب مسألة الهوية في الجزائر التي لا تزال مثار جدل؟
- الشعب الذي لا يحدد هويته، ولا يعرف من هو، طبعا سيضيع في هذا الزمن، ولن يستطيع أن يشارك في بناء الحضارة المعاصرة لأنه مثل الريشة في مهب الريح، مشغول بأناه وبوجوده، ولم يعانق الأفكار.
* هناك رأي قائل بأن الثقافة العربية منكفئة على ذاتها، ما جعلها تفوتت فرصة االتموقع عالميا، هل الفرصة المتاحة حاليا للاستدراك؟
- نحن خارج التاريخ يا صديقي، منذ سقوط الأندلس ونحن نتدحرج، أما نهضتنا المزعومة فهي من صنع الغرب نحن منومون مغناطيسيا والغرب يتحكم في حركاتنا وضحكاتنا وحزننا ومعاركنا للأسف وهذا ما أسميه quot;تاريخنا الافتراضيquot; وهو مبني على رد الفعل وليس الفعل الحر الايجابي، ثقافتنا رفضت الفكر التنويري للفيلسوف ابن رشد وأحرقت كتبه ونكلت بعقل عربي كبير وفضلت فكر الكرامات والخوارق والمرابطين والمتصوفة، وها نحن نجني اليوم الثمار المرة في صراع الطوائف والفرق، نحن متشبعون بثقافة الأتباع والعنعنة ولا نستطيع الاجتهاد والإبداع والتحليل والتركيب، نحن سجناء ماضينا ولا نفهم واقعنا وبالتالي لا نعرف مستقبلنا، محكوم علينا بالزوال والاندثار إذا لم نتدارك الامر بانتهاء آخر قطرة نفط، سندفن في الرمال ولن يسمع بموتنا أحد.
* أي ثمن تدفعه الكلمة العربية.. الحركات المتطرفة، أم الأنظمة المستبدة؟
- نحن سجناء اليوم ومرهونون، نعاني بين مطرقة الإرهاب وسندان الأنظمة القمعية المتوارثة للبطش والتجهيل والفساد والبؤس، والحركات المتطرفة التي صنعتها المخابر الغربية أطالت عمر الأنظمة الاستبدادية، وهاهي تؤدي في كل مرحلة دورها بامتياز، هدمت المشروع التنموي، وهدمت الانسان والعمران في البلاد العربية، لم يبق للكلمة العربية سوى البكاء على الأطلال مثلما كان يفعل الأسلاف في الجاهلية.
* ما موقفك من القضايا المحيطة بالثقافة العربية، طالما إنّ الثقافة العربية مرتبطة باللغة فلا ثقافة دون لغة، كيف السبيل أن نرقي لغتنا لأنها مفتاح ترقية ثقافتنا؟
- اللغة التي لا تستوعب عصرها محكوم عليها بالفناء، اللغة العربية تنهار اليوم أمام اللهجات، الأفلام الهابطة والأغاني الساقطة والأدب المنحط، هناك جهود أكاديمية لكنها لا تخرج إلى الناس تبقى حبيسة الادراج والمدرجات والحلقات الضيقة لأصحاب الاختصاص، ليست لدينا قواميس جديدة تستوعب روح العصر، والترجمة تغني اللغة، والأمة العربية من محيطها إلى خليجها لا تترجم ما تترجمه ايطاليا أو اسبانيا أو البرتغال، نحن نستعمل اليوم منتجات الحضارة ولا نعرف كيف نسميها وهذا خطر كبير، وهذا من سمات الشعوب التي تعيش خارج التاريخ والحضارة، والحقيقة أنّ اللغة إذا لم يطورها ويرقيها الشعراء والكتاب والمفكرون والصحفيون تموت.
* ترقية اللغة العربية بفرنسا بين مشاريع ساركوزي، حماية اللغة العربية وترقيتها؟، أم استيعابها بعقل غربي؟
- فرنسا تعمل على استيعاب الجالية الجزائرية والمسلمة لتتأقلم مع علمانيتها، ومثلما تعمل على احتواء الإسلام، تعمل على احتواء اللغة المعبّرة عن هذا الدين، من حقها أن تعمل ما تراه يخدم مصالحها، لكن العيب فينا لأننا قصرنا في حق جاليتنا ولا نسأل عنها إلاّ في المواعيد الانتخابية.
* ما هي خططك القادمة وهل تنوي الكتابة للمسرح والتليفزيون والإذاعة، وهل لنا بمعرفة مولودكم الأدبي المقبل؟
- إذا كنت ديمقراطيا ومتسامحا، رجاء لا أريد الاجابة، وأعدكم برواية quot;سيد الخرابquot; التي أريدها متجاوزة لرواية quot;التراسquot; التي فازت بجائزة مالك حداد وأنوي نشرها في دار الآداب او الدار العربية للعلوم.
* ما موقفك من القضايا المحيطة بالثقافة العربية، طالما إنّ الثقافة العربية مرتبطة باللغة فلا ثقافة دون لغة، كيف السبيل أن نرقي لغتنا لأنها مفتاح ترقية ثقافتنا؟
- اللغة التي لا تستوعب عصرها محكوم عليها بالفناء، اللغة العربية تنهار اليوم أمام اللهجات، الأفلام الهابطة والأغاني الساقطة والأدب المنحط، هناك جهود أكاديمية لكنها لا تخرج إلى الناس تبقى حبيسة الادراج والمدرجات والحلقات الضيقة لأصحاب الاختصاص، ليست لدينا قواميس جديدة تستوعب روح العصر، والترجمة تغني اللغة، والأمة العربية من محيطها إلى خليجها لا تترجم ما تترجمه ايطاليا أو اسبانيا أو البرتغال، نحن نستعمل اليوم منتجات الحضارة ولا نعرف كيف نسميها وهذا خطر كبير، وهذا من سمات الشعوب التي تعيش خارج التاريخ والحضارة، والحقيقة أنّ اللغة إذا لم يطورها ويرقيها الشعراء والكتاب والمفكرون والصحفيون تموت.
* ترقية اللغة العربية بفرنسا بين مشاريع ساركوزي، حماية اللغة العربية وترقيتها؟، أم استيعابها بعقل غربي؟
- فرنسا تعمل على استيعاب الجالية الجزائرية والمسلمة لتتأقلم مع علمانيتها، ومثلما تعمل على احتواء الإسلام، تعمل على احتواء اللغة المعبّرة عن هذا الدين، من حقها أن تعمل ما تراه يخدم مصالحها، لكن العيب فينا لأننا قصرنا في حق جاليتنا ولا نسأل عنها إلاّ في المواعيد الانتخابية.
* ما هي خططك القادمة وهل تنوي الكتابة للمسرح والتليفزيون والإذاعة، وهل لنا بمعرفة مولودكم الأدبي المقبل؟
- إذا كنت ديمقراطيا ومتسامحا، رجاء لا أريد الاجابة، وأعدكم برواية quot;سيد الخرابquot; التي أريدها متجاوزة لرواية quot;التراسquot; التي فازت بجائزة مالك حداد وأنوي نشرها في دار الآداب او الدار العربية للعلوم.
التعليقات