ترجمتها عن الأمريكية خالدة حامد

يوم من نوفمبر عند ساحل ماك كلور
وحيداً على الصخرة المحزّزة عند الطرف الجنوبي لساحل ماك كلور. السماء خفيضة، البحر يزداد عزلة بينما تتواصل الظهيرة، يزداد اقتراب السماء أكثر. يصطخب الماء غير الملحوظ مندفعاً نحو الأفق، خيل تعدو مسرعة في وادي جبلي ليلاً. الأمواج تتهشم فوق الصخرة، وجدت أعلاماً من طحالب ارتفعت حد القمة البالية، نمت بعلو أربعين قدماً بين ليلة وضحاها، ما يزال الماء المعزول مكوناً بُركاً هناك، مثل بطات سود تطير كئيبة ويائسة، ومرحة فوق الهضاب المضطربة، بطات quot;لا تشعر بالشفقة على انفسهنquot; مطلقاً، وquot;لا تبقى مستيقظات ينتحبن على آثامهنquot;. في خلايا دمهم تحلق النسور تحلق ورقابها الفرو ممتدة، تراقب الصحراء بحثاً عن علامات حياة لتنهيها. ليست حياتنا التي نحتاج للنحيب عليها. في داخلنا ثمة سر. نحن نتبع حافة ضيقة حول جبل، نبحر في مركب غريب شبيه بالهيكل العظمي فوق محيط مبتهج.

يُّسروع على المنضدة
رافعاً كوب قهوتي، لاحظت يّسروعاً يزحف على ورقة طوابعي البريدية فئة العشر سنتات. رأسه أسود مثل شجرة البقْس الصينية تتبعه تسع آلات اكورديون رقيقة، تتحرك مُلوِّحة، مثل جبل رخو. فُرَش هزيلة تُستعمل في تنظيف قناني المشروبات الغازية ارتفعت من كتفيه. ما إن التقطتُ ورقة الطوابع، تقدم اليسروع مقترباً من الحافة، وشاهدت أقدامه : ثلاثة أزواج تحت الرأس، أربعة أزواج إسفنجية تحت منتصف الجسد، زوجين أخيرين عند طرفه المستدق، وردية كلها مثل قوائم الجرو الخلفية. بينما يمشي، ينتصب بأزواج أقدامه الستة على الورقة، ملوحاً في الهواء أحد الأزواج الإسفنجية، وآخر زوجين ذنبيين، أقدام الاحتياط، تتواصل بلهفة. إنه الأول من أيلول، ظلال الغصن أقل ضراوة على غطاء دفتر الملاحظات. ثمة رجل يتقبل خيباته بسهولة أكبرhellip; أو ربما ولى جنون الصيف ؟ ثمة رجل يلاحظ أرضا اعتيادية، مُحتقراً في تموز، وجدانياً، بينما يستكين إلى عمله اليومي، ليستعمل الطوابع.

شجرة جوفاء
انحنيت على جذع شجرة حور قطني، ما يزال وقفاً، بارتفاع خصر، نظرت بداخله. بداية الربيع. جدران هيكله السيامي كلها بنية وعتيقة. الجدران أبلتها جدارنها المتشابكة. داخل الجدران الجوفاء ثمة خلوة وسرية، ضوء باهت. ومع ذلك ثمة مخلوق مات هناك. على أرضية الهيكل ريش، ريش رمادي، معظمه بطرف أبيض محزّز. ريش كثير. في الصمت ريش كثير.