إيلاف- إنه النمط الروائي الذي يتحدث عن علاقات جنسية فيما بين ثلاثة أشخاص، ويسمى بالفرنسية meacute;nage agrave; trios، وهو جنس أدبي خصب ونادر، كان قد انتشر في القرن التاسع عشر، ونشأ من خلال سرديات لمذكرات أو حوادث حياتية واقعية صيغت على شكل قصصي وأدبي. إن حجم هذا النمط الأدبي، الذي تم توثيقه، بالكاد، وحصل مع بعض الفنانين، والكتاب، والقادة، من القرن التاسع عشر، وحتى يومنا هذا، من دي. إتش. لورنس وجورج برنارد شو، إلى بابلو بيكاسو وجاك كرواك، مثير للاهتمام، ويستدعي السؤال التالي: هل كانت العلاقات الجنسية الثلاثية، هي الأنموذج الحياتي الأسمى للعصرنة المفرطة، رغم أنها مرفوضة على نحو علني. وهنا ما اقترحه الروائي البريطاني ايوان موريسن كأهم العناوين الكلاسيكية حول هذا الموضوع:
1- جنة عدن: من تأليف إيرنست هيمنغواي، الرواية الإيروسية التي تم حظرها خلال حياته، وبقيت غير مكتملة حتى وفاته في الكوت دا زور (الشاطئ الأزرق)، في عشرينات القرن الماضي، وهي تتكلم عن قصة حياة مؤلف وزوجته المغامرة، والألعاب النفسية والجنسية التي يقومان بها، بالتشارك مع امرأة شابة، وتعتبر هذه الرواية إلى حدٍ كبير سرد لسيرة ذاتية.
2- مذكرات جولز وجيم: من تأليف هنري بيير روشي. وتم تحويلها إلى فيلم من تمثيل جين مورو، وإخراج فرانسوا تروفو في العام 1961. وتعتمد القصة الأصلية على تجارب روشيه الخاصة، جرت مع زوجين من ألمانيا من عائلة آل هيسل في الفترة الواقعة بين الحربين العالميتين. وبقيت هذه المذكرات طي الكتمان حتى يومنا هذا، وهي تتألف من سبعة أجزاء تتحدث عن غرامياته المتعددة وعلاقاته الجنسية التي يمارس فيها الجنس مع ثلاثة أشخاص، حتى مع بعض ممن كانوا يعتبرون سورياليين ودادائيين.
3- السياسة: من تأليف ادم تيرل ويلان. وهي رواية معاصرة غريبة الأطوار، تتحدث عن علاقة مدينية ثلاثية بين رجل نصف يهودي، بنت الأب، وممثلة هندية خنثى. فيها تأملات في الحياة الجنسية لأدولف هتلر، والزعيم ماو، وتتقاطع مع سمات لندنية، وحركات جنسية مفرطة في هذه في هذا الخليط الثقافي الذي يركز على الشكل بنفس القدر على الشخص والعرق.
4- بيتٌ في نهاية العالم: من تأليف مايكل كونينغهام، إنها تصوير مؤثر وشفاف لعلاقةِ حبٍ ثلاثية مريرة، بين مثلي ومتصعلكة من الحثالات لا تخجل من الإعلان عن نفسها، وعشيقتهم الخنثى في أيامهم تلك. وتجري حوادثها في مدينة نيويورك أثناء انتشار وباء الإيدز. إنه كتابٌ مفعمٌ بالحبِ، والألم والمرح العاطفي، وهو لنفس مؤلف كُتابِ الساعات The Hours، كما تم تحويله إلى فيلم أيضاً، قام ببطولته كولن فريل وروبين رايت بين.
5- ثلاثة في غرام: يتناول التاريخ الأدبي لهذه العلاقة الأدبي العصور الوسطى حتى الحديثة، وهو من تأليف باربرا فوستر، وليثا هادادي، ومكتوب بأساليب مختلفة، لثلاثة مؤلفين يبدو أنهم يعيشون، ظاهرياً، علاقة جنسية ثلاثية فيما بينهم. وإن كان الكتاب ملتبساً بعض الشيء في حينه، ويعكس أمريكانية قصوى في إيجابيته، فهو، برغم ذلك، ليس غير ذي قيمة، كونه مصدراً لأولئك الباحثين عن هذا الجنس الأدبي. وتبدو الأسماء التاريخية فيه، التي مارست العلاقات الجنسية الثلاثية صاعقة ومدهشة.
6- قبالة الطريق: إنها قصة عشرين عاماً فيما بين كاسادي، وكرواك، وجينسبيرج. وتحكي فيها زوجة نيل وعشيقة جاك رؤيتها للقصص التي جرت مع جاك ومع زوجها، في السر على الطريق- إنها أنموذج لبطل رواية كورياك الباهرة دين مورياريتي. وتجمع ذكريات متناقضة لامرأة عالقة بين حبها الكبير لأكثر شخوص مما يعرف بجيل Beat Generation وصراعها في سبيل وعي الذات. وبينما تكشف عن ترتيبات علاقتها مع جاك ونيل، تتم الإشارة من بعيد فقط لعلاقة الغرام الجسدي بين الرجلين، التي ينبغي أن تبقى أيضاً طي الكتمان تماماً.
7- العاشق البركاني: من تأليف سوزان سونتاغ. وهو عمل حول الرواية التاريخية، يحاول إعادة تصوير العلاقة الثلاثية النابوليونية المشينة بين السير ويليام هاميلتون، وزوجته الشهيرة إيما، ونائب الأدميرال هوراشيو نيلسون. وهو كتاب سياسي فضائحي، يكشف عن تأملات غير تقليدية من داخل وخارج المخدع الزوجي، لتضفي مزيداً من الغموض على كلمات الكتاب الأخيرة الشهيرة: quot;قبلني يا هارديquot;.
8- مذكرات هنري وجوون، مأخوذ من المفكرة الكاملة لأناييس التي تستند على اعترافات صحفية متعددة الأجزاء. يوضح الكتاب علاقتها مع المتمرد الاجتماعي والمؤلف هنري ميلر، وهواجسها، وجموحها كي تصبح زوجته الجميلة جوون فيما لو دمر زواجه. كما تحولت إلى فيلم من تمثيل أوما ثورمان، وفريد وورد.
9- ديكورللعيش: من تأليف نويل كوارد جيلدا، الجمال المتفسخ، الذي يفضل امتلاك عشيقين على الاكتفاء بزوج واحد. وتستخدم هذه المسرحية بمهارة علاقات الجنس الثلاثية كسبيل للإشارة إلى المثلية الذكورية والاختلاط في ذلك الوقت أي في العام 1933، حين كانت مثل هذه الأمور محظرة على خشبة المسرح. وتتضمن هذه المسرحية واحدة من أفضل السطور التي لخصت الموضوع وهي: quot;أنا أحبك وأنت تحبني. أنت تحب أوتو، وأنا أحب أوتو. وأوتو يحبك ويحبني. إنه هناك، فهمت الآن؟quot;.
10. سفر التكوين: لم يكن في الحديقة شخصان فقط، وإنما ثلاثة. وإغواء التفاحة كان الزنا، إنه اختبار آدم أيضاً. وهكذا بعد تاريخ طويل من الاكتفاء بزوجة واحدة، يلوم الزوجان كل الآخر بسبب دخول طرف ثالث على خط العلاقة لكنه يبقى بعيداً في خلفية الصورة. واستئصال الطرف الثالث هو أصل الخطيئة.
ترجمة نضال نعيسة
التعليقات