ترجمة محمد مسعاد: بمناسبة صدور الترجمة الألمانية لرحلة استثنائية للصحفي الايطالي فابريسيو غاتي الذي هاجر بطريقة لا شرعية من السنيغال عبر الصحراء إلى إيطاليا، أجرت مجلة دير الشبيغل حوار معه للتعرف على هذه المغامرة ومخاطرها والمعاملة اللاإنسانية للسلطات الايطالية مع المهاجرين غير الشرعيين.
في كتابكم quot;بلالquot; قمتم كلاجئ يحمل اسم بلال ابراهيم الحبيب برحلة من السينغال عبر الصحراء إلى إيطاليا. ماهي أصعب مرحلة في هذه الرحلة؟
-الساحل الذي يوجد على امتداد الصحراء هو ليس ملكا لك. قد تتعرض لمكيدة من طرف عصابات تهريب البشر، أو تنقلب بك الشاحنة، أو ينقضي لك الماء الذي كان في حوزتك، أو تتعرض للضرب حتى الموت من طرف العسكر. هناك حقيقية واحدة: هنا لا أحد بمقدوره مساعدتك. كان الجزء الممتد بين النيجر وليبيا الأسوأ.

رغم ذلك هل تستوعبون لماذا يغامر العديد من الناس بحياتهم؟
-أجل، ماذا يمكن القيام به وأنت ترى كيف يبكي أطفالك يوما عن يوم وهم يتضورون جوعا. كان في الرحلة قاصرون، أمهات يافعات مع أطفالهن الصغار. أي خيار لمؤرخ مصري، سافرت معه لفترة طويلة حيث دخله الشهري في بلاده أقل من 40 دولار؟ ومن جهة أخرى يعيش ربع الاقتصاد الايطالي تقريبا من هؤلاء المهاجرون غير الشرعيين. لأن لا حماية قانونية لهم، ولأنهم عمال بأجر زهيد. منحتهم لقب بلال لاعطائهم اسما. وفي حالة غرق القارب الذي يقلهم، هم مجرد رقم.

بعد شهر من الأوديسة كيف استقبلتكم أوروبا؟
-كنت لساعات في البحر وقد أخذ مني البرد والعطش مأخذا. وأول شيء قاموا به هو الزج بي في ملجأ في مدينة لامبيدوسا. هناك منحت لي الاسعافات الأولية. وبعدها تم سجننا في مخفر ضخم. والخطوة المقبلة التي أتذكرها هي ارغامي على الجلوس في بحيرة من البراز. إنه الجحيم. والذين امتنعوا على الجلوس تلقوا ضربات على الرؤوس من طرف الحراس.

هل كنتم تتوقعون هذا المصير؟
-أعرف أن حياة اللاجئين في أوروبا صعبة للغاية. لكن أن يكون هذا ممكنا في بلادي التي تعتبر نفسها ديموقراطية. هذا ما لم يكن في الحسبان.

كيف الرجوع بعد هذه التجربة للحياة السابقة؟
-صعب! بلال لا يفارقني، أنا الآن هنا أرتدي سترة شتوية، ولدي مسكن يحتوي على مدفأة وما يكفي من الأكل. غير أنه ليس بامكاني نسيان الوجه القبيح لأوروبا