محمد الحمامصي من القاهرة: صدرت منذ أيام الطبعة الثالثة لرواية quot;لحن الصباح quot; للأديب محمد ناجى في طبعة مزدوجة عربية/ إسبانية عن quot;دار سنابلquot; بالقاهرة وquot;دار كوماريسquot; في غرناطة (إسبانيا) كنتيجة لبروتوكول التعاون الذي جرى الاتفاق عليه بين الناشرين بمدينة غرناطة الإسبانية في الصيف الماضي، وقد أنجز الترجمة الإسبانية للرواية المستشرق رفائيل أورتيجا.
وتدور أحداث الرواية في يوم واحد، وإن كان السرد الروائي يلامس تفاصيل العقود الأخيرة في تاريخ مصر بتعقيداتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وتمثل أحداثها صراعا بين عباس الذي فقد أطرافه في حرب أكتوبر ويعيش عيشة بائسة بعد أن حقق النصر لبلاده، وبين نوفل الخطاط الذي أصيبت يده بالرعشة وفقد قدرته على كتابة اللافتات والشعارات.
وأثارت الرواية عند صدور طبعتها الأولى عام 2004 اهتماما نقديا كبيرا، ورأى الأديب والناقد إدوار الخراط أنها quot;quot;أسطورة حديثةquot;quot; تجمع بين لغة شعرية ذات نبض كهربائي وبناء روائي متين، وقال الخراط quot;إن لحن الصباح بعالمها ذي الأبعاد الثلاثة: الشعبي والأسطوري والواقعي هي خير تعبير عن الواقعية الحقة التي تضم تحت جناحيها الحلم والفانتازيا والأسطورة وشطح الخيال ومراودات وذبذبات دخيلة النفوس وصبوات الأرواحquot;.
أما الناقد الراحل د.على الراعي فكتب يقول إن الرواية quot;خير مثل على الفن المركب: الصورة فوق الصورة فوق الصورة، وهذا كله يمنحنا فنا جميلا حقا يجمع بين تركيز الشعر وعذوبته، وحلاوة الأساطير، وبلاغة الدرس المقصود والمقدم بلا فجاجةquot;.
وقد قال د. صبري حافظ أستاذ الأدب بجامعة quot;لندنquot;، أن quot;لحن الصباحquot; رواية ذات لغة متميزة، وعالم قصصي فريد، وأسلوب سردي جديد، تتعدد فيها مستويات الدلالات لا نتيجة للافتعال التأملي، أو التفلسف الذي يتخلل السرد، أو الاستطرادات الفكرية التي تعترضه كما هو الحال في نصوص تجديدية عديدة، وإنما بسبب طريقة قصها الفريدة التي يمتزج فيها الواقعي بالحلمي، والأسطوري بالمتخيل، والقص الشعبي ذو الطبيعة الشفاهية بالسرد المكتوب الذي ينتمي إلى الأدبيات الروائية المألوفة.
وكانت قد صدرت الترجمة الأسبانية للرواية في طبعة أولى بمدريد عام 2005، كما ترجمها إلى الفرنسية عام 2007 المستشرق جين باتريك غويوم وهو نفس المترجم الذي نقل رواية نجيب محفوظ quot; أولاد حارتنا quot;.
وجدير بالذكر أنه صدرت لمحمد ناجى قبل أيام رواية جديدة بعنوان quot; ليلة سفر quot; في سلسلة روايات الهلال، والرواية الجديدة هي السابعة للمؤلف بعد quot;خافية قمرquot; وquot;لحن الصباحquot; وquot;مقامات عربيةquot; وquot;العايقة بنت الزينquot; وquot;رجل أبله.. امرأة تافهةquot; وquot;الأفنديquot;.
تدور أحداث الرواية في ليلة واحدة يحزم فيها الحفيد نصر حقائبه للسفر إلى المجهول، تاركا جده عبد القوى وحيدا في مواجهة شيخوخة مضجرة وبيت مهدد بالانهيار.
في الشقة المجاورة للجد تسكن كوكب quot; العانس العجوز تتنفس وحدتها ومخاوفها وهى تترنم بتسبيحة لعذراء الحمل المقدس quot;التي لم يفلحها فلاح، ووجد فيها عنقود الحياةquot;.
تلامس الرواية قضية العلاقة بين المسلم والمسيحي من خلال ذكريات العجوزين اللذين حكمهما لفترة طويلة تاريخ من الجفاء، لكنهما يدركان في النهاية أنهما يواجهان نفس المصير فى البيت المهدد بالانهيار، وتتحول الشروخ التي تتسع بين الشقتين المتجاورتين إلى نوافذ تصل بين الجارين.