إعداد عبدالاله مجيد: كان تينسي وليامز مهجوسا بمسرحية quot;النورسquot; لانطون تشيخوف. ولكن قلائل كانوا يعرفون انه اعد نسخته الخاصة من مسرحية الكاتب الروسي بتصرف وعُرضت لأول مرة في فانكوفر في كندا عام 1981.
مسرحية تينسي وليامز التي سماها quot;دفتر تريغورينquot; هجين غريب تدور احداثها في عمق الجنوب الاميركي مع الإبقاء على كل الأسماء الروسية لأبطالها وشخوصها. ويلاحظ نقاد ان المسرحية مثيرة للاهتمام بما تقوله عن حالة وليامز نفسه.
كما يوحي الأسم الذي اختاره تينسي وليامز فان العمل أقرب الى مسرحية المذكرات منظورا اليها بعين روائي تشيخوف الناقم. ويلاحظ الناقد مايكل بيلنغتون في صحيفة الغارديان ان أهم تغيير اجراه وليامز على الأصل الروسي لمسرحية تشيخوف هو تحويل تريغورين الى رجل ثنائي الجنسوية، مأسور بمدام اركادينا وفي الوقت نفسه يلاحق صبيان الاسطبل في ضيعة سورين بكل نشاط.
تتمخض مماهاة تينسي وليامز مع تريغورين عن عبارة كلاسيكية يعلن فيها الروائي البطل quot;ان الكاتب مجنون سُمح له بمغادرة المصح على ان يبقى تحت المراقبةquot;.
ولكن وليامز يتلاعب بالحبكة الأصلية فيجعل تمكن تريغورين من إغواء نينا بشكل عابر أمرا مستبعدا بفظاعة. كما يستخدم وليامز مسرحية تشيخوف للانتقام من الأطباء بتحويل شخصية دورن الراقي دنيويا الى حسي سادي.
ويقول بيلنغتون ان المرء يكاد يتمنى لو ان وليامز مضى حتى نهاية الشوط باعادة كتابة الأصل التشيخوفي كاملا وتحديثه. ولكن حتى إذا كانت النتيجة بشكلها الحالي خليطا غريبا فان هناك لحظات تتناغم فيها هموم وليامز وهواجسه مع هموم وهواجس تشيخوف، لا سيما في صرخة نينا من صميم القلب quot;ان المهم أن نستمرquot; في الحياة.
نبش المخرج فيليب ويلموت المسرحية بانتاج جديد يُعرض الآن في لندن ويقوم بدور تريغورين المثقل بمشاعر الأثم ستيفن بيلنغتون وكارولين باكهاوس بدور اركادينا التي تحسب سنوات عمرها بالدقائق وروب هيبس بدور قسطنطين المهموم.
ويقول الناقد بيلنغتون انه لا يملك سوى الاحساس بأن مسرحية تينسي وليامز quot;الحيوانات الزجاجيةquot; أقرب الى روح تشيخوف من هذا الفعل الذاتي في تكريم الكاتب الروسي على ما فيه من عناصر تضعه في مصاف الأعمال المسرحية المهمة.
تُعرض quot;دفتر تريغورينquot; الآن على مسرح فينبورو في لندن ولغاية 24 نيسان/ابريل.