علاينة عارف من لندن: شارك 790 قارئا في استفتاء quot;ثقافاتquot; إيلاف: quot;من هي أفضل دار نشر في مجال الأدبquot;، من بين سبع دور نشر (دار الآداب، دار رياض الريّس، دار الفارابي، دار النهار، دار الساقي، المؤسسة العربية للدراسات والنشر ودار الغاوون). وقد فازت دار رياض الريّس بالمرتبة الأولى، ودار الغاوون بالثانية، ودار الآداب بالثالثة. إذ حصلت دار رياض الريس على 223 صوتا، ودار الغاوون 217 صوتا، والآداب 114 صوتا، أما دار المؤسسة العربية للدراسات والنشر فجاءت في المرتبة الرابعة 88 صوتا، ودار الساقي الخامسة 70 صوتا، والفارابي السادسة 46 صوتا، ودار النهار في المرتبة السابعة 32 صوتا. وقد تم اختيار هذه الدور من بين عشرات الدور العربية الاخرى (نعرف أن هناكأكثر من الفي دار نشر عربية)، ليسلأنها تتجاوز الصبغة الاقليمية فحسب، بل كذلكلانها تحقق بعض المعايير الاساسية، ومنها مسألة تحرير الكتاب وتدقيقه والاهتمام بلغته وإخراجه وطباعته (وليس كبعض الدور التي لا يهمها سوى تكديس العناوين ndash; على سنامها - بلا تدقيق او تصحيح كـquot;حمار محمّل بالاسفارquot;).
ونلاحظ أن أغلب القراء المصوتين قد فضلوا دارين حداثيتين هما: quot;دار رياض الريّس للكتب والنشرquot; التي تأسست في لندن عام 1987، وكانت أول دار تدشن نفسها بتأسيس جائزة للشعر وهي جائزة يوسف الخال، والكتب الصادرة عنها أنيقة المظهر، غالبا ما تثير الجدل ومحفزة للنقد والانتقاد.
وquot;دار الغاوون للنشر والتوزيعquot; التي انطلقت في العام 2009 ببيروت، مستفيدةً من الزخم الذي استحوذت عليه جريدة quot;الغاوونquot; الشهرية. نشرت الدار إلى اليوم أكثر من ستين كتاباً، لأسماء معروفة ولأدباء شباب بات بعضهم اليوم في مقدّمة المشهد. وما يميّز إصدارات الغاوون سقفها العالي في مسألة الحريات وعدم وجود أي نوع من أنواع الرقابة باستثناء تلك التي تتعلّق بتحرير الكتاب وتدقيقه لغوياً، وهذا الجانب الأخير توليه دار الغاوون اهتماماً كبيراً.
ومن بين دور النشر العريقة، فضّل قراء إيلاف quot;دار الآدابquot; على quot;دار الفارابيquot; وquot;دار النهارquot;... وهذا التفضيل يمكن أن يُفهم منه تفضيل القرّاء لدور نشر حيوية ومتنوعة ومتفتحة، وذات سياسة موضوعية على صعيد التوزيع والدعاية لكل ما تنشره حتى لو تم اختلاف بين الإدارة والمؤلف.
إن قضية الأدب في العالم العربي تكاد تشكل معضلة ثقافية كبيرة، فبالرغم من أن كل هذه الدور تحاول، كل بطريقتها الخاصة، إعطاء فرصة للكاتب العربي بإشاعة أفكاره الإبداعية والدراسية، إلا أنها تواجه مشكلة أخرى وهي مشكلة التعتيم الذي يمارسه بعض مسؤولي الصفحات الثقافية على عدد كبير من الكتب المهمة والجديدة شكلا ومضمونا، ففي هذه الصفحات لا نرى سوى عروض لكتب غالبا ما لمؤلفيها علاقات مصلحة وتبادل خدمات منزلية مع مسؤولي هذه الصفحات، أما الأسماء التي لا مجال للمقايضة معها(أو تلك التي يحس هؤلاء بانها باتت تشكل تهديدا لهم)،فيتم تجاهلها... تجاهلا غالبا ما ينطوي على تواطؤ مع منتحل ما.
فمثلا أصدر الشاعر الأردني أمجد ناصر، خلال عام 2010 ثلاثة كتب جديدة في استقصاءاتها الشعرية، لم نرَ خبرا واحدا في تلك الجريدة اللبنانية المتصدرة للمشهد الثقافي، عن أي من هذه الكتب بينما نجد عروضا لكتب ثانوية ولترجمات جد سيئة، بل حتى لكتب لا تزال قيد الطبع.
هنا في أوروبا خاصة، ناهيك بأن لكل بلد مجلة شهرية ترصد توثيقا، كل ما ينشر عن دور النشر الصغيرة والكبيرة، فإن لها قانونا مفاده: عندما يتسلم مسؤول الصفحة الثقافية في جريدة ما كتابا من دار نشر، يجب على هذا المسؤول أن يكتب على الأقل خبرا يدل على تسلمه، وإلا يمكن لدار النشر مقاضاة الجريدة بتهمة الانتفاع المادي وبالتالي بتهمة الاختلاس المستتر. خصوصا هذا المسؤول الذي يتحجج بأنه لم يستلم النسخة وهو يود أن يكتب عن الكتاب لو ترسل نسخة جديدة إليه، وهكذا دواليك!!
ملاحظة أخيرة: أتبعنا نظاما صارم الأمانة في عملية التصويت، فلا يحق لأي كمبيوتر التصويت الا مرة واحدة... ولولا ذلك لكان عدد المصوتين بالآلاف.
التعليقات