فقير،
اللهم إلا من امتنان عجيب
تشع به عيناي
من ذلك النوع الذي يزدهر في العالم الثالث
جئت ماشيا طوال الطريق
من طفولتي إلى شبابي المتأخر
تاركاً الحفاوة ورائي
و قُدر لي بعد جهد جهيد
أن أقيم في المهجر الوردي

**
أنا مؤلف أغنية العزلة
أنا ملحنها ومغنيها
فمي يصفر بانتظار المصعد
وقدمي تدقان على أرضيته فيما يشبه الرقص
أصابعي تنقر باب البيت بثلاثة ألحان مرحة
ظنا مني أن الأحباب بالداخل
في قمة الاندماج المميت
أنا فرقة كاملة تؤدي ببراعة فوق مسرح الألم
وتعزف مجاناً في الطريق .

**
بأغلال في يديّ
بأغلال في قدميّ
بأغلال في عنقي
أبدو أكثر رشاقة
تراني أتقافز من البيت إلى العمل ، ومن العمل إلى البيت
حياتي أرفضها مثل اي غريب ، حياتي أدافع عنها باستماتة
لا أذكر التاريخ الذي أعطيت فيه عهداً للألم
أن لا أتحدث عنه أمام الناس
في مقابل ..
أن لايأخذ أحد مكاني في المهجر الوردي .

**
كبر أطفالي
الذين ولدوا في المهجر الوردي
تكفيهم أيام قليلة ليمدوا جذورهم في أرض الوطن
قبل أن أضطر أن اشرح لهم وعيني تدمعان
quot;كيف هي الحياة جميلة في المهجر الورديquot;
بينما يهزون رؤسهم بالرفض
إنهم يعرفون حقيقتي أكثر مني
عندما أجرهم جراً عبر المطارات
أنا القاتل الرصين الذي بلامشاعر الذي يمشي ناظراً إلى الأمام
أنا الذي أدعي محبتهم .

**
في المهجر الوردي
أغني أغاني من بلادي
ويغني معي الغرباء
مابقى لي من قوة
تكفي كي تقتات فراشات الشجن
مابقى لي من قوة
تكفي لأعمال صيانة للمهجر الوردي

**
طلبت نافذة صغيرة تطل على أرض الوطن
جاء دهان من الهند
وحداد من باكستان
ونجار يتحدث بلغة الإشارة
قضيت ساعات أشرح لهم ما أريد
ثم قلت بيأس ـ يأس لا أظنه سينتهي ـ
حسناً ..
quot; كبر يوسف وكبرت مريم
إقسموا الغرفة إلى نصفين quot;

شاعر من مصر