عبد الرحمن الماجدي من فرانكفورت: منذ سنوات قليلة بدأ زحف التقينات الجديدة نحو عالم نشر الكتب مقدماً مغريات كبيرة للقراء وبأسعار غير مرتفعة.

غزو الكتاب الالكتروني قد يذكرنا بالصحف الالكترونية وتأثيرها على الصحف الورقية التي أدركت لاحقًا خطورته اعتمادها على الورق فقط فعدمت بانشاء مواقع الكترونية لها في خطوة تمهيدية للتوقف عن الانتاج الورقي والاكتفاء بالالكتروني كما حصل مع عدد من الصحف حول العالم.

لكن للكتاب قصة أخرى فالكثير من القراء لايستطيع الاستغناء عن رائحة الكتاب وورقه وعدم استعداده للاستغناء عن ثقافة اقتناء الكتاب الورقي واوقات المطالعة. مفضلين أن يكون الكتاب الالكتروني للبحث للفائدة منه للباحثين خاصة بطريقة القص واللصق حين نقل المعلومة كاملة لغرض البحث.

الكتاب الالكتروني أو المكتبة الالكترونية باتت حاضرة في كل مناسبة ثقافية أو معرض كتاب دولي، كما في الدورة الحالية لمعرض فرانكفورت للكتاب.

ولم تعد شركتا سوني وأمازون وحيدتين في ساحة الوغى مع الورق، ففي كل دورة من معارض الكتاب الدولية خاصة في أوربا تظهر أنواع جديدة من الكتب الالكترونية ((ebook وبأسعار تنافسية لاتزيد عن مئة يورو.

إيلاف تحدث لعدد من أصحاب الشركات الجديدة المصنعة للكتاب الالكتروني الذبن لم يخف بعضهم اعتماده على تقنية شركة آبل في الكمبيوتر اللوحي ليدخل السوق بتقنية مغايرة عن السائد. وهو مايؤكده موظفو شركة بوكيت بوك الاوربية التي تتخذ من كييف مركزا لها ومن الصين مصنعا، خلال حديثهم لايلاف أثناء مشاركتهم في معرض فرانكفورت الدولي للكتاب بدورته الثالثة والستين.

لكن إيلهان كراكيلي (التركي الاصل) مسوق شركة تريكستور الالمانية الخاصة بالكتاب الالكتروني التي لم يمض على انطلاقها أقل من سنة أبدى استياءه من ذكر اسم شركة آبل وجهاز ايباد اللوحي، مؤكداً على خصوصية شركته بصناعة الكتاب الالكتروني متحدياً أي شركة أخرى أن تطرح جهاز بمواصفات اجهرته مختلفة الاحجام والاسعار.

وحول امكانية سعة الكتاب الالكتروني لملفات الصور أو الفيديو بالاضافة لملفات النصوص اكد مصنعو الكتاب الالكتروني الجدد هذه الامكانيات اضافة لامكانية الابحار ي شبكة الانترنيت لتحميل أي كتاب جديد.

ادارة معرض فرانكفورت خصصت لناشري الكتاب الالكتروني العديد من الأجنحة التي تفنن شاغلوها باظهار مزايا منتجاتهم لترغيب الزوار باقتنائها وتقريب زمن تراجع الكتاب الورقي كخير جليس والاستعاضة عن بالـ ebook.

وحول دعم الكتاب الالكتروني للغة العربية أكد مسوقو هذه الشركات هذه الامكانية. ويامل هؤلاء أن يغزون العامل العربي قريبا من خلال مشاركاتهم بمعارض الكتاب الدولية في العالم العربي.

وقد كشف مسوق في شركة ويلدسايلد الالمانية أن بعض الدول ادخل الكتاب الالكتروني في في المدارس حيث لن يحتاج الطالب لحمل مناهج الدروس كل يوم بل يكتفي بحمل لوحة خفيفة تحوي يمكنها أن تحوي مناهج كل المدرسة.

وقد وصل غزو الكتاب الالكتروني للمدارس التركية حيث أكد هذا المسوق لايلاف أنه شركته شحنت مؤخراً أربعين ألف كتاب ألكتروني لاحدى المدارس التركية، مضيفاً بأن هناك نية للتقدم نحو العامل العربي من خلال بعض دول الخليج التي طلبت عينات من أحجام مختلفة لهذه المنتجات.

وهذه الشركة تعتبر نفسها رائدة في هذا المجال اوربيا وقد صنعت حتى الان نحو مليون قطعة باحجام مختلفة متوقعة يزداد الطلب عليها قريباً.

وحول وضع الكتاب الورقي ومكانته مستقبلاً. يصر الشباب من مسوقين وزوار للمعرض على أن البقاء للالكترون. فهو يختصر الطريق والوقت والمال.

لكن إيلهان كراكيلي يقول أنه يمتلك في منزلة مكتبة تضم نحو ألفي كتاب ورقي وغير مستعد للتخلي عنها في الوقت الحاضر او المستقبل، مبينا أنه يستخدم الكتاب الالكتروني حين السفر، حيث يضم كتابه الالكتروني 300 كتاب.

لكن هذا الزحف بخطواته التقنية الواثقة لم يؤثر على مصنعي الورق أو مكائن صناعة الكتب الورقية. فشركة كبرى مثل كانون اجتمعت مع ثلاث شركات ألمانية لانتاج ماكنة طباعة كتب ورقية ضخمة وبمزايا عديدة يبلغ سعرها نحو مليوني يورو. ولم يبد مسوقو هذا الطابعة أي قلق من الكتاب الالكتروني وربما اقتنى بعضهم قطعة منه وفق ما أبلغوا إيلاف به. مضيفين أن خلال الثلاثين سنة المقبلة لن تتأثر عملية صناعة الكتاب من زحف وتقنيات الكتاب الالكتروني بأحجامه وخصائصه من حيث اللمس وتعدد خصائص الازرار فيه.

وهو ذات الأمر أكده صانع اغلفة الكتب الجلدية. حيث تشارك شركته كولونيا في المعرض جالبا معه نماذج من جلود مختلف الحيونات وكتبا يفتخر بصناعة أغلفتها مفتخراً بمهنته التي تتوارثها عائلته حتى الان، بل وتزداد منافذ بيعها المحلية، حيث تجارتهم بالجملة فقط، حسب تأكيد باستيان ريمان أحد صناعي الأغلفة الجلدية.

ولم يكترث باستيان باحاديث الكتاب الالكتروني الذي قال مهما ازداد ظهوره في عالم النشر فلن تتأثر حرفتنا فحتى الكتاب الالكتروني بحاجة لأغلفة جلدية، لكن مع فارق العدد فقد يتحول بيعهم للمفرق وليس للجملة اذا كان كل كتاب التكروني يضم اكثر من كتاب في صندوق غوايته.