أبلغت مصادر من داخل لجان اختيار الفائزين بسوق عكاظ لـquot;إيلافquot; أن حجب جائزتي شاعر المهرجان التاريخي تعود إلى أسباب منها كثرة قصائد quot;الإلحادquot; وتنحية الدين الإسلامي وعدم الاعتراف بالذات الإلهية، إضافة إلى ماعدته اللجنة تجاوزاً في ربط الثورات العربية بالتحريض على بعض الأنظمة.

عبدالله آل هيضه من الرياض: كشفت مصادر وثيقة لـquot;إيلافquot; من داخل لجان اختيار جوائز سوق عكاظ التاريخي، أن حجب جائزتي الشعر الرئيسية وجائزة الشعراء الشباب في الدورة الحالية للسوق التاريخي؛ جاء نتيجة لما أسمته اللجنة داخل أوراقها السرية بانتشار قصائد quot;الإلحادquot; وعدم الاعتراف بالإله.
وأضاف المصدر المطلع أن السبب من وراء حجب جائزة شعراء quot;عكاظquot; الشباب، كان بسبب ما اعتبرته اللجنة تحريضاً ضد بعض الانظمة من خلال ربطها بالثورات العربية، وكشف المصدر أن مصدر غالبية القصائد كان من سوريا، ومصر، والعراق تبعتها عدد من الدول كالسعودية والأردن ولبنان والمغرب.
وتعد جائزة شاعر سوق عكاظ هي الأساس في تكوين ملامح السوق العريق الذي يعود تاريخه إلى أكثر من ثلاثة قرون قبل الميلاد، ولم يكن للسوق من أساس سوى القصائد والأبيات التي تقال في أثناء الاجتماع والمفاخرة بالقصائد والمديح والقبائل العربية.
وإن كان حجب جائزتي الشعر أتى بعد مواسم أربعة منذ إعادة إحيائه من قبره الذي صنعته له إيديولوجيات متنوعة، إلا أنه لا يزال الأشهر على الإطلاق في مرجعيته التاريخية؛ رغم بدايات نهوضه المتواضعة من مرقده في محاولة من المهتمين بإدارة إمارة مكة إعادته إلى موقعه السابق بقيادة أمير مكة خالد الفيصل.
وتشكل عودة السوق من قبره، إضافة بارزة في غابة محيطة من برامج ومهرجانات للشعر اتصفت بالحداثة دون أساس أو أفق يميزها عن غيرها كما يحتلها quot;سوق عكاظquot;.
كل تلك المبررات لعدم إعادة بث الروح في السوق، تجددت قبل أربعة أعوام حيث قاوم بعض المتشددين إعادة السوق لمكانته في سوق الشعر العربي، حيث رأوا أن ذلك من باب quot;إعادة إحياء الجاهليةquot; بحكم أن السوق عرف الأرض قبل نزول الإسلام، إلا أن قيادات التحديث بالمنطقة حجبت تلك الأصوات واستمرت في هدفها.
وينطلق غدا سوق عكاظ في عامه الخامس بمشاركة عدد كبير من الأدباء والمثقفين والأكاديميين من داخل السعودية وخارجها، وأكد أمير منطقة مكة المكرمة ورئيس اللجنة الإشرافية للسوق الأمير خالد الفيصل أن quot;سوق عكاظ سيواصل هذا العام أداء رسالته الإنسانية والحضارية والتنموية، والتي تنطلق للعالم برؤية مستقبلية من أرض الحرمين ومهد الحضارتين العربية والإسلامية، ترعاه قيادة حكيمة رشيدة، آمنت بأن العلم والإيمان لا يختصمان إلا في النفوس المريضة، وتعهدت بالعمل بلا كلل ولا ملل، لصناعة الغد السعودي المشرقquot;.
وشدد الأمير خالد الفيصل على أن سوق عكاظ وهو محفل للفكر ومنتدى للحوار، وحاضنة للإبداع والتميز للمثقفين والمفكرين والأدباء والشعراء، داعياً إياهم ورجال العلم والمعرفة إلى احتضان سوق عكاظ ورعايته، كما يجهد هو لاحتضانهم ورعايتهم، من خلال حرصهم على المشاركة في أنشطته وبرامجه، وإثراءه بعطاءاتهم وإبداعاتهم المتميزة.
وعن البرامج الداخلية للسوق أو أمين مهرجان quot;عكاظquot; الدكتور سعد مارق أن البرامج الثقافية لسوق عكاظ في هذا العام تشتمل على مجموعة من المحاضرات والندوات والأمسيات الثقافية والأدبية والعلمية تستمر لثلاثة أيام، بمشاركة نخبة من المثقفين والأدباء والمفكرين والشعراء العرب.
وذكر الدكتور مارق إلى أن برامج سوق عكاظ تتضمن برنامج quot;جادة سوق عكاظquot;، الذي يشتمل على مجموعة من الأنشطة المتنوعة التي تحاكي سوق عكاظ التاريخي، إلى جانب نماذج من الأنشطة الاجتماعية والثقافية التي كانت تقام في السوق قديماً.
وأفاد الدكتور مارق أن سوق عكاظ سيشهد quot;معرض الكتاب الإلكترونيquot;، وسيشارك فيه عدد من الناشرين ممن يقدمون خدمة النشر والبيع الإلكتروني، كما يستضيف عدداً من المهتمين بالنشر الإلكتروني في العالم العربي واتحاد الناشرين العرب، إلى جانب عقد ثلاث ندوات متخصصة في هذا المجال، تركز على موضوعات حقوق المؤلف والنشر الإلكتروني، وتقويم التجربة العربية في نشر الكتاب إلكترونياً، واستعراض تجارب دولية ناجحة في هذا المجال.
أما في ما يتعلق ببرنامج quot;الكتّابquot;، فأوضح أمين مهرجان سوق عكاظ أن البرنامج المقام للسنة الثانية على التوالي سيوفر الفرصة لعدد من المفكرين والكتّاب العرب لعرض تجاربهم في مجال التأليف والكتابة، وتخصيص جناح لكل مفكر أو كاتب لعرض مؤلفاته، واستقبال الزوار الراغبين في اقتنائها.