طالب المثقفون والمثقفات السعوديات النظر في فكرة إنشاء مجلس أعلى للثقافة، إضافة إلى الاعتراف الرسمي بالمسرح والسينما، ودمجهما في استراتيجيات التنمية الثقافية، كحزمة من توصيات أخرى في اختتام ملتقاهم الثاني في الرياض.


أكد الملتقى على إنشاء أكاديمية الفنون الوارد ذكرها في الخطة الخمسية السادسة

الرياض: يبدو أن كلام وزير الثقافة والإعلام السعودي عبدالعزيز خوجه لاقى آذانًا صاغية لدى كوكبة كبيرة من مثقفي ومثقفات السعودية، وصل عددهم إلى الألف، في ملتقى المثقفين السعوديين، في دورته الثانية، فاجتازوا، بالثقافة والابداع، فرديتهما، مطالبين بالمؤسسة المجتمعية، التي نادى بها خوجة، معتبرين خطابه وثيقة رسمية.

ولأن على وزارة الثقافة والإعلام إتاحة وتنفيذ الإبداع، الذي ينتج من عقول المبدعين في بحثهم عن مشكلات الثقافة وصولاً إلى خطة ثقافية، يصوغها المثقفون أنفسهم، خلال جلسات دامت ثلاثة أيام، انتهى الملتقى ببيان أوصى النظر في مقترح استقلال قطاع الثقافة في وزارة خاصة، وإعادة هيكلته، بما ينسجم ومتطلبات التنمية الثقافية ومجتمع المعرفة.
وقال البيان quot;بالنظر في فكرة إنشاء مجلس أعلى للثقافة، تمثل فيهكل الجهات المعنية بالتراث والثقافة، وعضوية عدد من أبرز المفكرين والمثقفين والأدباء والفنانين، كما طالب بإنشاء صندوق وطني للثقافة، تموّله الدولة والقطاع الخاص بصفة دائمة، لدعم الفعاليات والمبادرات ذات العلاقة بالشأن الثقافي.
لعلّ الأهم، تأكيد البيان على إنشاء أكاديمية الفنون الوارد ذكرها في الخطة الخمسية السادسة، وما يتبعها من معاهد فنية للفنون المسرحية والسينما والتصوير الضوئي والفنون التشكيلية والأدائية والشعبية والنحت والتطريز والخط العربي، والدعوة إلى إنشاء الهيئة العامة للكتاب والمكتبات العامة والاهتمام بالكوادر البشرية والفنية والاستفادة من التجارب العربية والعالمية.
لم ينس البيان الاهتمام بالنشر الورقي والالكتروني في حقول الفنون والآداب والثقافة من خلال إصدار مجلات دورية متخصصة، وسلسلات من الكتب المعرفية للفئات المختلفة.
المطالبة باتخاذ خطوات حقيقية ملموسة بدت واضحة لدى مسرحيين وسينمائيين تابعين لوزارة الثقافة والإعلام،عبر منح الاعتراف الرسمي بالمسرح والسينما، ودمجهما في استراتيجيات التنمية الثقافية، لمنح المشروعية الثقافية الكاملة للفنون الأدائية، وتهيئة كل الظروف لتوظيف ما تختزله هذه الفنون من قيم فكرية وإنسانية وثيقة الارتباط بالمجتمع والحياة، وصولاً إلى درجة الانتقاد لغياب التأهيل الأكاديمي المتخصص وضعف الإمكانات المادية الموجّهة لدعم الجمعيات ذات الصلة، منادين في الوقت نفسه بسرعة تفعيل فكرة المراكز الثقافية.
وكان وزير الثقافة والإعلام عبدالعزيز خوجةدعا خلال افتتاحه ملتقى المثقفين السعوديين في دورته الثانية quot;المهتم والمتابع والمثقف والأديب والفنان إلى أن يتأمل في معنى الثقافة والإبداع في عالم اليوم، فهذا الملتقى، في فكرته وأوراقه، لا يُعنى بمشكلات الإبداع والثقافة، ولكن ملتقانا هذا همّه الأساسي إعادة النظر في السبل، التي تفسح المكان للعمل الثقافي والبنى التي تستوعب النشاط الثقافي والإبداعي والتشريعات التي ينبغي أن تمهّد الطريق أمام الإبداع بمختلف أشكالهquot;.
يذكر أن وزير الثقافة والإعلام السعودي الدكتور عبدالعزيز محيي الدين خوجة افتتحملتقى المثقفين السعوديين الثاني في مركز الملك فهد الثقافي، تحت رعاية العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز، بحضور عدد من الأمراء والوزراء وثلة من المثقفين من خارج السعودية، إضافة إلى ألف مثقف ومثقفة من مناطق السعودية كافة،واستمرت نشاطاته أربعة أيام.