- وهل تُـقطـّع وتقتسم اجزاء كائن موجود؟!
- ولكنه مات.
- انت وانا نموت، هو وامثاله لايموتون إلا داخل الضمائر الميتة.
-ولكنك تقف حجر عثرة في طريق البقية.
- كفا ك لغوا، انا اعرف ان كل شيء يباع في هذا البلد العجيب.. هنا مزاد لكل القدسيات حتى الضمير، ولكني لا ابيع زاوية خربة تخصه.

يرن جرس الهاتف
-آلو، صباح الخير دكتور.. لحظة رجاءً.. وزا رة الاعلام معك على الخط
ldquo; العياذ بالله من هذا الصباح المشؤوم.. لابد انها دعوة للمشاركة في معرض القادسية العظمى.. rdquo;
-آلو.. صباح الخير دكتور.. هنالك ضيوف من وفد سوداني مدعو من وزارة الاعلام يسألون عنك.. إنه تاج السر الحسن ومدير الاذاعة والتلفزيون السوداني.. هم ينزلون ضيوفا في فندق بغداد

* * *

عادَ هتلر!.. عادَ هتلر!
عادَ هتلر، بلباس ٍ عربي ٍّ وبخنجرْ
وخميسٌ في المحلة ْ
رأسهُ من طرف ِ الحبل ِ تحدّ رْ
عادَ هتلر!

كان الصوت عميقا مجلجلا في القاعة الضخمة
- من هو هذا المارد الاسمر الجميل؟، سألت صاحبي بصوت خافت
-إنه تاج السر الحسن

وكانت حقا ليلة مثيرة من عام 1960 في جامعة موسكو، ليلة تاج السر، وحسب الشيخ جعفر والجيلي عبد الرحمن، ومعرض ماهود وفلاح والنعمان وسلمنصوري، ذلك المعرض الذي اغلق ساعة افتتاحه لتعارضه مع مسار الواقعية الاشتراكية الحديثة.
.. ثم جاء( زلوني دو م )، حيث القسم الداخلي للادباء لصق قسمنا الداخلي، وانتظمت فيه مجموعة فوضوية صاخية نواتها الجيلي وحسب وماهود وا نا، المجموعة ذاتها التي احترمت، رغم عبثيتهـا، خصوصية تاج السر ولم تخترق معبده الوادع، واكتفت بمحبته الصامتة في زيارات قصيرة اليه في غرفته المتواضعة في القسم الداخلي.

.. نتفق، ونلتقي، ونتآمـر، و نتسلل كاللصوص من غرفة حسب على رؤوس اصابعنا، خشية ان يحسّ الجيلي بخروجنا.. نفرح حين نعبر بوابة القسم الداخلي المعتم الى رحبة الساحة المقابلة المضيئة.. نقف في انتظارالباص التالي داعكين اكفنا تلمـّساً للدفأ.. اسمع صوت حسب اليائس ldquo; ها قد خسرنا صيدنا هذا اليوم ldquo;.. من زاوية بناية القسم، يبرز شبح بجبته العتيقة السوداء، والتي تسمى مجازا معطف غوغول، بشعر منفوش كعش لقلق.. يسرع بخطواته المتمايلة وتبان ابتسامة منتصرة على وجهه غيرالحليق، ويبان بياض الساد في عينه اليسرى كغمامة صغيرة تتأرجح كالبندول شمالا ويمينا في حدقته الدامعة على الدوام.. إنه الجيلي ولا احد غيره.
- إنكما لن تستطيعا الافلات مني.. لقد تابعت تهامسكما امس، وايقنت انكما خارجان لصيد طازج عند الصباح. . كنت اتسمع دبيبكما، وتيقنت حين ابصرتكما من نافذتي، تعبران الساحة كلصين، الى موقف الباص.. إنكما حقا نذلين صغيرين..
نسلم انا وحسب امرنا الى الله ونجلس ثلاثتنا بعد ساعة جلسة عزباء، في ركننا من مقهى الشباب بشارع غوركـي، وينظم الينا في الموعد ماهود واحمد وجرجيس..
.. نكتفي من امرنا بالنظرعن بعد، الى ما كان يمكن ان يصبح صيدا يسيرا..
.. نتبادل النظر انا وحسب،.. ldquo; قل لايصيبكم إلا ما كتب الله لكم ldquo;.. نتبادل الحسرات.
تمر الايام.
.. ياتينا الجيلي صباحا وعلى وجهه المنبهر فرح مهووس
- اخيرا، اتتني دعوة الى القاهرة من اتحاد الادباء المصري.. قاهرتي الحبيبة، تلك التي منعت عن لقياها بامـر المباحث.. لقد حجزت على اول طائرة الى هناك بعد يومين.
فرحنا لجذله.. وودعناه وعيناه مغرورقتان بهزة الشوق والفرح..
.. عدنا ساهمين الى غرفتينا.

.. اسمع طرقا على باب غرفتي..
.. الساعة تشير الى الثالثة ليلا..
.. افتح الباب.. حسب يقف صامتا منكس الرأس امام العتبه..
- شبح!.. شبح! والله لقد زارني قبل ساعة شبح.. يهمس حسب باذني
- تزعزعُ نومي القلق اصلا، بمزاحك الثقيل هذا.. والله انك لبطران!
- انا لا امزح.. لقد زارني قبل ساعتين شبح جيلي.
- وهل مات جيلي كي ترى شبحه؟
حسب ياخذ انفاسه قبل ان يواصل قصته
- ldquo;.. افيق من نومي عل طرق خفيف.. على صوت مختنق اجش يخترق العتمة من وراء الباب.. ldquo;.. حسب.. حسب!.. افتح!.. دا أنا بعرض النبي.. افتح يا حسب ldquo; مات جيلي المسكين.. وهذا صوت شبحه يهوم بممرات القسم الداخلي ldquo;.. يصمت الصوت لحظة ويعاود الهمس بذات الوتيرة..
اتجاوز خوفي واتوجه الى مصدر الصوت.. افتح الباب برعب وحذر..
.. في عتمة الممر الطويل يقف شبح جيلي كاملا، بشعره المنفوش وجبته المعطفية الغوغلية..
.. يدفعني الشبح جانيا.. يدخل ويتهالك على الكرسي ويضع رأسه المتهدل بين كفيه ldquo;
إنه الجيلي حيا بشحمه ولحمه وجبته المعطفية العريقة يتحدث الي شاكيا :
- ldquo; عملوها معاي الخـَوالات.. عملوها خَـوالات عبد الناصر.. شالوني زي الزكيبة من باب الممطا ر ورموني زي الكلب داخل الطائرة اللي وصلتُ عليها الى القاهرة.. rdquo;
.. استمر حسب يروي قصة الشبح
- صببت له قدحا من الفودكا واحضرت ما تيسر للأكل وتركته لحظة استدعيت فيها تاج السر من غرفته
المجـاو ر ة
.. بقينا انا وتاج السر نهون عليه، حتى اضحى بكائه دموعا فرادى دون شهقات..
احتضناه وقدناه الى غرفته.. ارقدناه في سريره،
.. وها قد حضرت اليك الآن بعد ان جافاني النوم تماما.

بين الضحك والالم، بقينا وحسب نعاود المشهد المتخيل مع الجيلي في مطار القاهرة حتى تباشير الفجر..
.. واتفقنا انا وحسب على برنامج للغد.
.. بعد الظهيرة طرقنا الباب عليه، كان قد صحى لتوه.. جلسنا مطرقين برأسينا في مواساة وألم لفترة.
خاطبه حسب بلهجة عطوفة :
- ياصاحبنا العزيزالغالي، لو تعلم عمق تفاعل حدثك المأساوي في نفسينا.. ارجوك حاول ان تنسى،.. ندعوك الى جلسة تطرّيها الفودكا ونعمر فيها بطوننا بالمقدد الشهي الذي تحبه.. الموعد في غرفة فلاح هذا المساء. بعد اتمام القاء خطاب الدعوة، قبـّل حسب وجنة جيلي الخشنة الملتحية.

مع حسب وغائب

حضر الى غرفتي وعلى غير عادته حليق الوجه..
بدأنا انا وحسب باعداد ترتيبات المائدة..
.. جلسنا نعيد معه تفاصيل مشهد المطار و العودة الشبحية الكئيبة..
.. سقيناه ما حسبناه كافيا لبدء الخطوة التالية من مرحلة ترحيبنا التعاطفي معه..
- ها قد عرفت الآن يا جيلي مدى تاثير قصتك المأساوية فينا.. بل ولقد كان لعمق الحدث اثره في ابيات وجدانية نظمناهـا من وحي الحدث..
- والله يا اخوانا انا عاجز عن الشكر.. والله..
صمت مطرقا في انتظار الابيات..
- الابيات يا عزيزنا استوحيناها من قصيدتك الرائعة ( عودة الغريب ).. وخصوصا تلك الصورة التي تتخيل فيها نفسك عائدا غريبا مجهولا الى بلدك بعد عقود من السنين و قد انهكتك مرارة الغربة الطويلة و استعنا بمطلع قصيدتك الرائع.. ldquo; على التلال لا تلوّحوا ldquo;..

بدأت انا بقراءة القصيدة بما يتناسب وجلال الموقف الحزين

على التلال ِ لا تلوّحوا..
هز جيلي رأسه مشاركا نغم الايقاع..
على التلال ِ لا تلوحوا
فالعائـد ُ المسكين
منهوك ُ القوى مبرّحُ
وطــيـ. ه ُ مُـقــرّحُ
وشر. ه ُ مٌـقــيــّـحُ
.. هب جيلي على قدميه صارخا ً ldquo; عملتوها يا خوالات.. يا اولا د الاحبة.. عملتوها يا..
امسـك حسب به من كتفيه ضاحكا واجلسه على الكرسي وقبله و واصلت انا قرائتي الجادة لابيا ت القصيدة التي ما تركت عو رة و عضوا فيه إلا وامتهنته بعهرفاضح.
شربنا وضحكنا بعدها حتى دمعت اعيننا.. وكان جيلي يعيد الاتهام بين الفينة والاخرى مزمجرا ldquo; مُـقيـّح ُ.. مقرّحُ.. دا كلام اطباء ملعونين.. دا مش كلامك انت يا حسب! ldquo;

انحسرت ايام العز تلك، ودخلنا بعودتنا الى اوطاننا معتركا جديدا شائكا.
تزوج حسب وترهبن ردحا في صومعته العائلية.
عاقبت نفسي بزيجة خرقاء وغرقت في محنتي.
كانت زيجة تاج السر رخية وادعة كالحلم مثله..
انقطعت عني اخبارتاج السر.
لفـّت الامراض الجيلي بشباكها وابعدته عن المشهد


التقيت حسب وغائب طعمة فرمان في السبعينات في احد مهرجانات المربد وسألت غائب عن الجيلي..

ldquo; لقد حضر معي بلهفة.. وما أن حطت بنا الطائرة في مطار بغداد، إلا وكانت سيارة الاسعاف تنقله من هناك الى مدينة الطب.. عاد بعد ايام، كعودته الشبحية السابقة المعهودة، الى موسكو وقبع هناك.


- وما اخبار تاج السر؟
- جذل بعودته لوطنه، و مستقر وسعيد في زيجته.

مرت اعوام اخرى، وغرقت انا في البصرة في مأساة حياتي، في ظل اضطهادين احدهما شخصي اقترفته يداي والاخر اقترفته يد سفاح العراق الكبيرواغرقتني والملايين من الناس في بحر دماء حرب شرسة قذرة.
.. معانات البصره كادت تضاهي معانات جريمة الانفال سيئة الفعل

* * *

كانا في انتظاري في بهو فندق بغداد
.. لقد توّج الشيب رأس العملاق الاسمر طيب الوجه والقلب.
تعانقنا وسرى دفء حنانه الى الجسد المتعب والروح المنهكة.. دمعت اعيننا.
- والله زمان يا راجل.. والله وكان احلى زمان.. كانت امنية ان اشوف العراق لاجل ان اشوف الحبيب الكبير، كنت تواقا للزيارة المقدسة هذه، ولو تعلم مدى حزني حين أ خبروني ان دجلة الخير تفتقد حاديها، وانه غادرها غضبا.. هل يعقل ان لا تضم احضان بغداد شاعرها مثلما تضم دجلتها.. عوضي في لقياك انت ايها الحبيب.. دعني اشم رائحته فيك، واحتضنني من جديد..
- اخذنا الشوق عن أن اعرفك بصديقي الاستاذ.. استطرد تاج السر.
اقترحت عليهما تقضية المساء في ركن هاديء من بغداد..
- هل يمكن لصديق قديم ان يطلب طلبا من صديق الايام العذبة.. ارجو ان لايثقل طلبي عليك.
قالها تاج بصوت يقرب الى الاستعطاف
- انت تأمر وانا اقول شبيك لبيك
- اريد زيارة بيت الجواهري.. لابد انك تعيش فيه الآن.
كانت الوحشة تهوّم في البيت.. الجواهري ارغم مرة اخرى واخيرة على مغادرته، وكانت زوجتي قد غادرته بعد ضيم مرير طويل.. ابناءي غادروا معها.
.. لم يكن في البيت من اثاث، الا المقاعد شبه البالية لغرفة الاستقبال التي كان الجواهري يجلس فيها، مع الوفرة من الصحاب في مرحلة المهادنة، واقفار المكان منهم ايام المحنة -

* * *

.. ادخل بهدوء وخشوع الى محرابه المقفر، اقبله من رأسه و اجلس على المقعد المجاور لمقعده
يضع كتابه وعويناته جانبا.. امامه قدح صغير وقنينة فودكا خفيفة التركيز.
اصمت منتشيا بوداعة قربه
- الله بالخير دكتورنا!
- الله بالخير
ينظر اليّ بابتسامة مشاكسة.. يقوم ويحضر من الخزانة الزجاجية القريبة قدحا صغيرا كقدحه..
.. يضع القدح امامي.. يعدل من طاقيته وينظر اليّ بابتسامة مشاكسة اكبر.. يهز رأسه ويقول ممازحا :
- rdquo; ومن نعمــّره ننكسه ldquo;.. هل اصب لك معي قدحا ؟..
ينظر من جديد متسائلا مازحا مترددا والقنينة بيده، وكانه يوشك ان يصب في قدحي
- صب استاذ جواهري!
.. اجيب على ابتسامته بابتسامة
- والدين الذي انت غارق فيه هذه الايام؟.. والحلال والحرام شيخنا الدكتور؟
- صب! الحرام ان يعصى احد كلمة الجواهري.. كل ما يقوله الجواهري كلام منزّل و مقدس..
- صحتك شيخنا الدكتور! يرفع كأسه.
غمرتني بعد لحظات معه سعادة قدسية.. ها قداستطعت اضفاء بسمة على المنبوذ المحاصر والمعتكف في غربته.
- تدري ابني؟.. تدري انت تحيرني مرات عديدة.. سبحان من جمع فيك كل تلك النقائض، من انطلاقة وعربدة وانفلاته غجرية، الى ديانه وغيبيات.. ما الذي جمع هذا على ذاك ؟، انت والدين كجا مرحبا؟
- انه تعلق الغريق في القشة.. اجيبه رافعا كأسي في صحته.

* * *


ترجل تاج السر وزميله من السيارة.. سارا في ممشى الحديقة ورائي.. اقتربنا من مدخليّ الدار.. استوقفني تاج السر ممسكا بذراعي برفق قبل ان ادخل :
- خبرني يا صاحبي اي الغرفتين، و عبر اي المدخلين كان الجواهري يجلس معظم الوقت؟
- عبر هذا الباب حيث كنبته الفردية، هنا! في صالة الضيوف. واشرت الى بابها.
- اي ان دخول الزائر له يكون عبر هذا الباب العتيق الحائل اللون؟
هززت راسي بالايجاب
تقدمنا الى الباب المترب..
وقف تاج السر امام الباب خاشعا بصمت، حتى اننا وقفنا ورائه دون حراك، وقد اخذتنا لحظة الخشوع الصامت المتأمل تلك..
اقترب من الباب اكثر.. مس اطاره الغليظ.. مشى بكفه برفق على حواشيه..
.. مسح بكفيه اجزاء الضلفتين المقفلتين..
.. اقترب اكثر ووسـّد خده الايمن على اوسط احداها باسطاً ذراعيه على و سعيهما ليمسـكا بالاطار الجانبي..
كان تاج السر في تلك الصورة مصلوبا على الباب..
.. اخذتني هزة وقشعرير ة..
بقي فوق صليبه فترة غير قصيرة.
.. غامت عيناي بالدمع الفياض..
تحرك ليبدل وجنته اليمنى بيسراها فوق اللوح الخشبي..
.. بقي مصلوبا على الباب فترة اخرى..
.. ابتعد بعد حين عن الباب ووقف مطأطي الرأس امامه وكأنه يتمتم في سره ادعية وآيات..
.. بقي منتظراً لحظات.
أيقنت أن قد حان وقت فتح الباب..
.. بدا جزء من الصالة نصف المعتمة امامنا..
- تفضل! قلتها وانتظرت
- اشكر ك، ولكن ارجوك، اشر على بالمكان الذي كان يعـتا د الجلوس فيه!
أشرت الى الكنـبة الاحادية التي تواجه الباب.
.. نزع حذائيه و وضعهما جانبا خارج عتبة الصالة.
دخل فدلفنا خلفه.. وقف بصمت.. وقفنا بصمت خلفه..
.. امسك بمسندي الكنبة الخشبيين، قبـّل الاول واتبعه بتقبيل المسند الاخر برقة..
أشرت عليه بالجلوس على الكنبة ذاتها.. هز راسه بصمت رافضا.. اشار اليّ بلطف للجلوس في ذلك المكان ذاته
- تحمـلُ انت معالم منه، اريد ان اتخيله فيك، هل تلبي لي هذا الطلب؟!

اثناء استماعنا بعض الاشرطة الصوتية، مع فودكا سميرنوف، و بتلك الاقداح الصغيرة ذاتها التي كان الجواهري يستعملها ويقدمها بيده لضيوفه، كانت عينا ه تزوغ لتهوّم في ارجاء المكان..
أنه يسترجع صدى صوت الجواهري الحي في الغرفة.
.. حين خرج تاج السر ونحن من خلفه، مارس الطقوس ذاتها من الداخل هذه المرة..
.. ذرع الحديقة جيئة وذهابا مرات عديدة، ذكرتني حركته تلك بالجواهري يذر ع الحديقة بخطواته الوسيعة على عجل في حركة مكوكية، حين يشغل باله شيء يقلقه.
ركبنا السيارة، وحال خروجنا من بوابة الحديقة، طلب مني تاج السر ان اقف برهة.
.. نزل من السيارة ووقف يتأمل الدار ومدخل غرفة الضيوف، ثم صعد وجلس بجواري ومال عليّ آخذا رأسي بين يديه وقبـّله..
- اشكرك ايها الحبيب.. الآن فقط ايقنت انني قد زرت بغداد.. لقد زرت بفضلك اقدس ما فيها.