أنت.. أيها الواقف أسفلَ المساء
أسفلَ رأسك
أسفلَ فكرةِ التأمل التي لا تكفّ عن إذهالِك...
دماغك تنقصه خرافة
والخرافة ينقصها دحضها
فمك تنقصه امرأة
امرأتك ينقصها تأنيثـكَ لها
نافذتك، ينقصها بيت
وبيتك، تنقصه مدينة
ومدينتك، ينقصها صباح
وصباحك، تنقصه فيروز
ويدك اليسرى، ينقصها قلم وقصيدة
وقصيدتك، ينقصها الفرح
تحديقتك الرومانسية في المستقبل
تجعل العالم على مقاس نظارتك الطبية
تملأ ُ تفرجك بالبلاد الجديدة.. وتمحو
ولا تدري أتلاعبكَ هذه اللغة، أم تخدعك ؟
أأنت واقعي، أم حالمٌ لعين ؟
حوله الحزن طائرَ غاق
لسانًا ينهشه طعمُ الهذيان ليعوي في الأفق
هكذا سيُفتتك في المرايا صدأ العاصفة
وتغرزُ الدهشةُ أنيابَـها في لحم أنفاسك
حين تعرف
أن الرصاص الذي كان ينقصه الأعداء
اكتفى بطفولتك
حين تتأكد
أن الدموع هي من بقيت كاملة
فالرياح..
رياحٌ شديدة..
هشَّمت كلَّ ما ينقصك
وعبثت بأدواتِ التأمل
مرة ثانية !