تقديم وترجمة عبد الرحيم حمدان الشويلي: رغم التقدم العلمي الهائل في مجال الأتصالات واتساع دائرة المعارف وأنتشارها ورغم ان هذا العالم الكبير أصبح بفضل التكنولوجيا الحديثة وشبكة الأنترنت التي مدت خيوطها على كل أرجاء العالم الذي اصبح بمثابة قرية صغيرة حسب مفهوم العولمة، الا اننا لازلنا نجهل الكثير عما ما يكتبه شعراء العالم الذين يعيشون في أعالي جبال أمريكا الجنوبية، حيث لازالت تعيش هناك أقوام وشعوب لديهم ثقافاتهم الخاصة بهم ولهم رموزهم الشعرية، وليسمح لي القارىىء العزيز ان اقدم له الآن بعضاً من قصائد شاعر غواتيمالي معاصر اسمه همبرتو أقبال، متمنياً ان يتيح هذا التعريف الموجز الفرصة للمختصين في ألقاء الضوء على التراث الأدبي لهذه الجزء من العالم.

التعريف بالشاعر
ولد الشاعر همبرتو أقبال في عام 1952، في مدينة موموستينانكو في غواتيمالا.
ترك الدراسة في سن الثانية عشر من عمره ليعمل مع والده في حياكة البطانيات الصوفية الثقيلة التي تشتتهر بصناعتها مدينة مومو ستينانكو مسقط راسه.
يعتبر همبرتو أول شاعر من من قومية الكيش مايا في غواتيمالا الذي يحصل على الكثير من الجوائز الأدبية بسبب شهرته، حيث نشرت قصائده المترجمة بعدة لغات منها الأنكليزية والفرنسية والألمانية والأيطالية والأسبانية والدانماركية والبرتغالية، كما نشرت قصائده بلغتها الأصلية لغة الكيش مايا والأسبانية.
يعتبر ديوانه الشعري ( حارس الشلال) المنشور باللغة الأنكليزية
من الدواويين الشعرية المهمة وقد حصل على جائزة كويتزل الذهبية في عام 1993 من قبل اتحاد الصحفيين في غواتيمالا واعتبر هذا الديوان كتاب العام.
تتحدث أغلب قصائده عن طموحات وآمال مواطنيه الذين لا يزالون ملتصقين بالأرض مادامت لغتهم تسمح لهم بالدخول الى عالم لايزال يدرك اهمية نبض الحياة في الطبيعة.
يكتب همبرتو قصائده بلغته الأم (الكيش مايا) وهي لغة قديمة يتكلم بها شعب كيشي مايا وهي لغة ثقافتهم التي تعود الى فترة ماقبل المسيحية.
من دواوينه الشعرية المنشورة له، ديوان طبل من الحجر والسماء الصفراء واوراق على شجرة الطيور وحائك الكلمات وقصائد أنزلتها من الجبل وحارس الحيوانات وغيرها.
في عام 2005، تم تكريم الشاعر من قبل وزارة الثقافة الفرنسية التي منحته واحدة من جوائزها الأدبية المعروفة، من الجدير بالذكر ان الشاعر همبرتو رفض في عام 1994 تسلم اكبر جائزة أدبية في غواتيمالا وهي جائزة ميكويل انجل استورياس لأن همبرتو أعتبر صاحب هذه الجائزة واحداً من الكتاب الذين يشجعون سياسة التمييز العنصري ضد شعبه شعب الكيشي مايا.

(1)
الرقصة
كلنا نرقص
على حافة الفلس
الفقراء
ولأنهم فقراء
يفقدون خطواتهم
ويسقطون
أما الأخرون
فأنهم
يسقطون
على
القمة!!!

الجد *
الليل يبدأ
عندما
ياتي القمر
(جد القرى)
يحمل في يديه
شمعة
بيضاء
مثل الكلس
ليضيء
الليل!!!


* تحمل هذه القصيدة عنوان الجدة وقد اطلق الشاعر هذا النعت على القمر لأن جنس القمر وفي أغلب اللغات يعتبر أنثوياً والشمس ذكورياً عكس لغتنا العربية، لذلك جعلناعنوانها (الجد ) لكي يستتقيم المعنى ويصبح مفهوماً باستخدام الضمائر الصحيحة.

(3)
الظلام
يختبىء في
الأخاديد
العصافير تطوي
أغانيها !!!.

والأشجار
تنام في
ظلالها!!!ا

(4) الجدة
الجدة التي
لم تنم منذ
قرون
تغرق
في عيون
الليل!!!.

(5) ساعات مبكرة

في ساعات الليل
المتأخرة
تتعرى النجوم
وتستحم في
الأنهار
البوم تتوق اليها
و ينتصب الريش
القليل
على رؤوسها!!!

(6) الصلاة

في الكنائس
يسمع فقط
صوت الصلوات
صلوات
الأشجار التي
تتحول
الى
صفوف المقاعد الخشبية
الطويلة!!!