يا صديقي
لا تبالي
بادعاءات الأعادي
كلها زورٌ و باطل
يا صديقي
أنت أقوى
من قلاع الليلِ..
من صخرِ المعاقل
أنت أقوى..
لا الأعاصيرُ ستثنيكَ
ولا رعدُ الزلازل

قال أعداؤك: هادن
وقّع الصكَ, تنَازل
قل لهم: بل سوف أبقى
وأقاتل
لم تزل في القلبِ آمالي
و في كفي المعاول
ربما تعلو المتاريسُ أمامي
و يريقُ القحطُ أعمارَ السنابل
غير أني سأناضل
ربما تهوي رياحٌ بشراعي
و يهيل الليلُ أضواءَ المشاعل
غير أني سأواصل

إنني أصغي إلى التاريخِ
و التاريخُ قائل:
قم و حاول
سر لما تبغي
و لو قالوا:
عناءٌ دون طائل
سر ولو ردتكَ أحلافٌ
و عادتك قبائل
سر ..
و لو عبر المتاهاتِ
الأساطيرِ
الأعاصيرِ
السلاسل
ثبت القلبَ
تحامل

قم ولو لليأس ألقيتَ
و صار اليأسُ
فتّاك الأنامل
قم وحاول
جولة أخرى
تدير الحربَ
تُدني النصرَ ..
تطوي من تطاول
دفعة أخرى
لتنهارَ المصاريع
و ترتج المداخل
لحظة أخرى
تجرُ الأمن
من جوف القلاقل
خطوة أخرى
وتنساب على المرسى
ابتساماتِ الأصائل

سر على جمرِ المفازاتِ ..
على شوكِ المجاهل
سر..
و لو نادى المنادي:
كل هذا الكونِ زائل
سر وواصل,
روّض الخوفَ
تخط الحزنَ
و اغرس
ما تبقي
من فسائل