إعداد عبدالاله مجيد: اكتشفت دراسة جديدة ان الموسيقيين لا يستطيعون ان يعرفوا من الصوت وحده إن كانوا يعزفون على آلة كلاسيكية قديمة أو آلة صنعت حديثا. وقد تكون الآلة القديمة كمان ستراديفاريوس لا يتردد مقتنون في دفع ملايين الدولارات مقابل مثل هذه الآلة.
ولكن يبدو ان عازفي الكمان لا يميزون بين ستراديفاريوس صُنع قبل 300 سنة أو كمان صُنع منذ اسبوع بالاعتماد على الصوت وحده. وأظهرت الدراسة ان عازف الكمان البارع يفضل آلة كمان حديثة حرصا على مستوى العزف.
تتضح هذه النتائج الناشزة من تجارب اجرتها كلوديا فريتز الباحثة في جامعة باريس خلال مسابقة للعزف على الكمان نُظمت في انديانابولس بالولايات المتحدة عام 2010. وطلبت فريتز من 21 موسيقيا ان يعزفوا على ست آلات كمان مختلفة 3 منها آلات حديثة و3 آلات ايطالية قديمة صنع احداها غارنيري ديل غيزو في حوالي عام 1740 وآلتان من انتاج ورشة انطونيو ستراديفاري في حوالي عام 1700.
وفي قاعة ذات انارة خافتة تعمدت فريتز توزيع آلات الكمان عشوائيا على الموسيقيين الذين تعين عليهم ان يضعوا نظارات من النوع الذي يستخدمه عامل اللحامة لحماية عينيه وان يقفوا على الجانب الآخر من ستارة عازلة. وأُتيح لكل موسيقي ان يعزف على آلات الكمان الست وان يعطيها درجات حسب نوعيتها وقدرتها على انتاج الموسقى المطلوبة.
ونقلت صحيفة الغارديان عن الباحثة فريتز ان التجربة لم تلجأ الى استخدام العصَّابات لغلق اعين الموسيقيين كي لا يتدخل ذلك في قدرتهم على التمييز الى حد الغائها تماما. وبنظارات اللحام كان بمقدور الموسيقيين ان يروا الشكل العام لآلة الكمان دون تمييز علاماتها الفارقة أو نقوشها التجميلية. ولتمويه أي رائحة تتميز بها آلات الكمان القديمة رُش مسند الحنك على كل كمان بالعطر.
وبعد انتهاء التجربة كتبت فريتز وفريق الباحثين الذين عملوا معها ان النتائج تمثل تحديا للاعتقاد الشائع. فان الموسيقيين كانوا في الغالب يفضلون آلات الكمان الجديدة وعموما اعرضوا عن واحدة من آلتي ستراديفاري. وحين اختار كل منهم الآلة المفضلة عنده لم يتمكنوا من القول ما إذا كانت قديمة أو جديدة.
ولم يجد الباحثون علاقة بين عمر آلات الكمان وقيمتها وطريقة الموسيقيين في تقييمها. إذ بلغ اجمالي قيمة آلات الكمان الثلاث القديمة التي استُخدمت في التجربة 10 ملايين دولار أو ما يزيد 100 مرة على سعر آلات الكمان الحديثة. وقالت فريتز انها آلات جميلة ولكن اسعارها جنونية. واضافت ان quot;قضية القديم في مواجهة الجديد قضية ليس لها اي معنىquot;.
وأكدت فريتز ان قِدَم الكمان أو جدته لا يعنيان شيئا بل المهم هو ما إذا كان الكمان جيدا أو سيئا.