إعداد عبدالاله مجيد: شهد مهرجان بيتهوفن الذي اختُتم مؤخرا في بون 174 فعالية أُقيمت في 27 قاعة توزعت على مناطق تاريخية واثرية مختلفة من المدينة بمشاركة اكثر من 2000 فنان وحضور 74 الف شخص.
وتصدرت الفرق السيمفونية البريطانية مهرجان هذا العام حيث افتتحت فعالياته فرقة مدينة برمنغهام السيمفونية التي عزفت السيمفونية التاسعة بقيادة اندريس نلسنز واختتمت بها فعاليات المهرجان ايضا. وستعود الفرقة للاقامة في بون عام 2014. ورحب المهرجان بموسيقيي فرقة لندن السيمفونية بوصفهم مشاركين منتظمين في المهرجان.
وحضر حفلة الافتتاح 1500 شخص فيما استمع اليها 5000 آخرون على شاشة عملاقة في مكان آخر من المدينة.
وقدمت فرقة فيلهارمونيا اوركسترا البريطانية حلقة من سيمفونيات بيتهوفن الثانية والثالثة والرابعة والسادسة تخللتها أعمال حديثة بينها مقطوعات من تأليف بريت دين واونسوك تشين والموسيقار البريطاني جوزيف فيبس (38 عاما) بين آخرين.
وعُزفت السيمفونية الثانية قرب بيته الذي تحول الى متحف. ومن معروضات المتحف نُسخة من وصيته التي كتبها في 6 تشرين الأول/اكتوبر عام 1802 الذي انجز فيه بيتهوفن كتابة السيمفونية الثانية. وعُثر على الوصية بين اوراقه الخاصة بعد وفاته عام 1827. وفيها يلمح بيتهوفن الى تفكيره في الانتحار معبرا عن شعوره المرير بالوحدة تحت وطأة الصمم الذي سد عليه منافذ الاستماع الى موسيقاه واعمال الآخرين واصوات الطبيعة.
كان بيتهفون في الحادية والثلاثين، العمر الذي عاشه شوبرت، ولكن بيتهوفن كان وقتذاك في منتصف حياته الفنية التي شهدت في نصفها الثاني تأليفه ميسا سوليمنيس والرباعيات وسوناتات البيانو وأعمالا أخرى.
ولاحظ بيتهوفن في عام 1820 quot;ان للفن الحقيقي عقلا خاصا به ولا يمكن حشره في قوالب متزلفةquot;. وبوحي من هذه الموضوعة ركز مهرجان بيتهوفن بون طيلة ايامه الثلاثين هذا العام على موقف الفنان في سياق عالمي بمساهمة موسيقيين اختاروا طريقهم، كما اختاره بيتهوفن، بعيدا عن الصرعات العابرة أو الاتجاهات الزائلة.
وكان ثلثا حفلات المهرجان الموسيقية التي بلغت 68 حفلة من اعمال بيتهوفن بينها الحلقة السيمفونية التي قدمتها فرقة فيلهارمونيا اوركسترا البريطانية بقيادة المايسترو الفنلندي ايسا بيكا سالونين واستمع اليها 6000 شخص.
استمرت فعاليات المهرجان من 7 ايلول/سبتمبر الى 7 تشرين الأول/اكتوبر.