بيروت من علاينة عارف: صدر العدد الجديد من مجلة quot;الغاوونquot; محدثاً صدمة كبيرة في الوسط الثقافي العربي حيث كشف بأن مموّل نشاطات quot;رابطة الكتاب السوريينquot; ليس سوى شريك سابق لرامي مخلوف ابن خالة الرئيس السوري بشار الأسد!!
المقال الذي فجّر الفضيحة كتبه الشاعر والمعارض السوري عمر سليمان وقد حمل عنوان quot;رابطة الكتّاب السوريين والحوت وليد الزعبيquot;، حيثقال فيه quot;إن رجل الأعمال وليد الزعبي الذي موّل نشاطات الرابطة مؤخراً من مؤتمرات وإصدار مجلة ليس سوى شريك سابق لابن خالة بشار الأسد رجل الأعمال رامي مخلوف الذي يتهمه الشعب السوري بإفقاره ونهب ثرواته الوطنية، ومن المشاريع الضخمة المشتركة بين الزعبي ومخلوف - كما قال المقال - مشروع بناء quot;مركز دمشق التجاري الدوليquot; كجزء من مشاريع quot;مجموعة تايغرquot; الشهيرة بالأعمال العقارية، وقد كانت كلفة ذلك البناء وفق إحدى تصريحاته حوالى 700 مليون دولار!!
وخصصت quot;الغاوونquot; موقفها الشهري لتناول المسألة، فكتبت تحت عنوان quot;مَن خدعَ الكتَّابَ السوريين؟quot;:
quot;ما يكشفه الشاعر السوري عمر سليمان في مقاله المنشور في هذا العدد تحت عنوان laquo;رابطة الكتّاب السوريين والحوت وليد الزعبيraquo; لهوَ أمرٌ خطير. بل وخطير جداً. إذ يضع القارئ أمام احتمالَين لا ثالث لهما، كما قال أحد النقاد: quot;إما أن مسؤولي laquo;الرابطةraquo; الذين قبلوا بتمويل السيد وليد الزعبي لنشاطات laquo;الرابطةraquo; لا يعرفون حقيقةَ أنه أحد الشركاء الكبار لحوت الفساد الأكبر رامي مخلوف وأن ما دفعه من مالٍ ليس له من غرض إلا تبييض صفحته السوداء، وإما أنهم يعرفون وقد استغلّوا نوايا الأعضاء الحسنة وحماستهم لتمرير المسألة. وفي الحالتَين لا بدَّ من تحمُّل المسؤولية. لا بدّ من توضيح كامل لملابسات هذه القضية الأخلاقية، من ثمّ الاعتذار، وإحالة القضية على الأمانة العامة لـlaquo;الرابطةraquo; للنظر في الطريقة الأنسب لحفظ شرف laquo;الرابطةraquo; وحفظ ماء وجه أعضائها الذين لا علم لهم بالمسألةquot;.ويلاحظ بأنquot;الأسماء الكبيرة التي ضمَّتها laquo;الرابطةraquo; (وعلى رأسها رئيسها الدكتور صادق جلال العظم) ليست مستعدّة لتلويث تاريخها بمثل هذه المسائل، ويجزم أيضاً quot;بأن الأمل كبير بأن يكون المسؤولون عن هذه القضية قد laquo;تورّطواraquo; بحسن نيّة ودون معرفة كاملة بحقيقة وليد الزعبي، وبأن ثمة من بين السياسيين من قد زيَّن لهم المسألة. ويوضح quot;هنا علينا التمييز بأن ما يحق لـlaquo;المجلس الوطنيraquo; وغيره من الهيئات السياسية من تعامل مع رجال أعمال منشقين عن النظام ذوي ماضٍ غير مشرّف وطلب المساعدة منهم، لا يحق لـlaquo;رابطة الكتّاب السوريينraquo;، لأنها ليست هيئة سياسية، بل هيئة ثقافية أخلاقية دورها رمزي كما أن تمثيلها رمزي، ولا يمكنها بحال من الأحوال تبرير التمويل المشبوه من حوتِ فسادٍ بذريعة عقد اجتماعات وإقامة أنشطة وما شابه ذلكquot;.
وختمت quot;الغاوونquot; موقفها بالقول: quot;الدم السوري الجاري اليوم إن استطاع أن يحمل مراكبَ كبيرة لانتهازيين سياسيين (وهذه للأسف حال جميع الثورات)، فإنه أيها الزملاء لن يستطيع حمل مركبنا الصغير، لأنه ببساطة ينظر إلينا نظرةً رسوليةً كمثقفين بعيدين عن الاستثمار فيه. كأبناء لهذه الثورة، ننتظر إجابة واضحة من مسؤولي laquo;الرابطةraquo;، وبأسرع وقت، تشرح ملابسات ما حصل مع الاعتذار عنه. وسوى ذلك، فإن مثقفاً صادقاً لن يقبل البقاء عضواً في laquo;الرابطةraquo; ليوم واحد. إن مثقفاً سورياً نزيهاً لا يمكنه أن يأتمر حول طاولة ربما يكون تحتها بقعة دمٍ أو دمعة أمٍّquot;.
استقالات وردود أفعال
وفور صدور العدد، قدَّم عدد من أعضاء الرابطة استقالاتهم عرفت quot;إيلافquot; منهم الشاعر محمد علاء الدين عبد المولى والباحث عبد الواحد علواني والشاعر جبران سعد والشاعر ماهر شرف الدين... كما عرفت quot;إيلافquot; بأن عدداً من الأعضاء ينتظرون توضيحات قيادة الرابطة حول المسألة قبل إعلان استقالاتهم.
إلى ذلك طالب الشاعر الأردني طاهر رياض الذي كان مدعواً إلى مؤتمر الرابطة الأخير في القاهرة بردّ وتوضيح من الرابطة بخصوص مسألة التمويل المشبوهة.
واشتعلت صفحات الأدباء السوريين بسجالات ساخنة حول المسألة شارك فيها عشرات الأدباء السوريين، فيما لم يزل رئيس quot;الرابطةquot; المفكر صادق جلال العظم ملتزماً الصمت.
كما شاركت الفنانة السورية فدوى سليمان - والتي تعتبر إحدى أيقونات الثورة السورية - بالسجال الدائر حيث كتبت على صفحتها في quot;فيسبوكquot; مطالبةً بـquot;رد منطقي على ما جاء في مقال عمر سليمان، لأننا نريد أن نبني ثقافة حقيقية حرمنا منها نظام القمع والاستبداد، ثقافة تجمعنا، ثقافة بناء لا ثقافة هدم وإقصاءquot;.
مواد العدد الجديد
كما ضمَّ العدد الجديد:quot;ملف العدد: كازيمير ماليفيتش: بيانات السُّوبْرِماتيّةquot; لعبد القادر الجنابي، quot;خرافة الجيل العشْريّ... العراق نموذجاًquot; لشاكر لعيبي، quot;أنا والعكس صحيحquot; لشوقي عبد الأمير، quot;شاعرات عربيات عاشقاتquot; لصلاح الشهاوي، quot;الفو: الصين ومصادر قصيدة النثرquot; لمورتن ماركوس (ترجمة: علي أبو خطاب)، quot;قصص من سورياquot; لليندا حسين، quot;اصطياد بَرْق الرأسquot; لجان عبدالله، quot;أوكسجينquot; لأسمى العطاونة، quot;الليلة الثانية بعد الألفquot; لصباح الدبي، quot;مدينة - مقبرةquot; لشوقي مسلماني، quot;ثرثرة الرمادquot; لأحمد الهيتي، quot;الوجه الآخر لأنثى وُلدتْ للتوquot; لنادية خلوف، quot;نصوص زجاجيـةquot; لمطيعة الحلاق، quot;لحظة وفاة الدكتاتورquot; (حلقة 13) لماهر شرف الدين...
لقراءة العدد
http://www.alghawoon.com/mag/
التعليقات