سيف الدين الدوري: صدر عن دار الحكمة بلندن رواية للكاتب العراقي المقيم في لندن فهمي محمود شكري. وتتحدث الرواية التي تحتوي على 340 صفحة من الحجم المتوسط ثلاثة وثلاثين حلقة تتناول الاحداث التي عاشها المجتمع العراقي في النصف الثاني من القرن العشرين حيث الانقلابات والانقلابات العسكرية المضادة مما أسفر عنها من خلق سلوكيات غير طبيعية وغريبة عن المجتمع العراقي خاصة والعربي والاسلامي عامة وذلك بالانجرار وراء المصالح الخاصة الضيقة فاصبح الناس شيعاً وأحزاب متناحرة تناصب كل منها الاخرى العداء.
والرواية هذه تتحدث عن إحدى العلائلات البغدادية المقيمة في حي المنصور بجانب الكرخ ببغداد. عائلة الحاج نوفل عبد الصمد الذي يعمل في التجارة وهو رب أسرة تتكون من الزوجة زكية وهي إمراة صالحة رزقوا بثلاثة أولاد جمال الذي اخذ يدير تجارة والده ونضال( مهندس) والذي لقي مصرعه وزوجته في حادث سير وكان قد رزق بفتاة إسمها عبير تولى عمها جمال رعايتها والاخ الثالث رياض الذي شذّ عن إخوته وسلك سلوكاً خاطئاً جلب المشاكل لاهله واقاربه اذ أخذ يسعى وراء اطماعه الشخصية المؤذية للمجتمع بل وحتى لعائلته. بالرغم من الجهود التي بذلها الوالد من أجل تربيتهم تربية حسنة الا ان رياض ظل الطريق واخذ ينتهز الفرص للايقاع باصدقائه وأقاربه.
ويتحجث المؤلف في روايته عن وفاة الاب الحاج نوفل وزوجته اللذين لقيا مصرعهما حينما تعرض منزلهم الى صاروخ ايراني وذلك اثناء تبادل الصواريخ بين العراق وايران خلال الحرب التي استمرت ثماني سنوات.
ثم يتناول الكاتب في روايته الاحداث والتطورات التي شهدها العراق من غزو الكويت ومن ثم القرارات الدولية بفرض الحصار عليه واخير الاحتلال الامريكي للعراق ونهاية سلطة صدام حسين وانتشار اعمال الفوضى من قتل وسلب ونهب.
ويركز الكاتب معظم الرواية عن عبير وما تواجهه من مشاكل وازمات اجتماعية حيث تتعرض الى عمليات نصب من احد الاشخاص الذي يبدي لها وجها غير الوجه الحقيقي المليء بالكذب والاحتيال ويعرض عليها الزواج في محاولة للاستيلاء على ثروتها.