أحيانا يأتي الليلُ برفقةِ نجمتهِ
مزهوّا بالضوءِ، ومتّقدا بالضّحِكاتِ إلى آخرهِ..
أحيانا يأتي منطفئا، ووحيدا
لا يعرفُ من أين أتى وإلى أينْ
تتقاسمه الفكرةُ نصفينْ
الليلُ المسكينُ صباحا يجهدُ أن يتجمّعَ ثانيةً
ويحاولُ أن يبدوَ مسرورا
يمسح عن جبهته الحزنَ ويضحكُ
لكن ضحكته تصبحُ حزنين..
أحيانا لا يأتي الليلُ إلى ليلته
يبقى في الوقتِ الهائمِ ملتبسا في المضمونْ
الليلُ المجنونْ
يكسرُ في السرّ كمنجتهُ
وإذا حان أوانُ العزفِ يفتش عنها
ويلمّ شظاياها مثل الطفلِ ويبكي
ضاعتْ منهُ النغمةُ، لا بيّاتٌ يسعفهُ، لا نهوندْ
لا سيكاهُ لديهِ ولا كردْ
أحيانا حين يباغتهُ النوم ـ على غير العادةِ ـ
يحلم أن نهارين يمرانِ عليه ولا يفصلُ بينهما
أن قطارا مرّ ولم يأخذْهُ
وأن النائمَ في هذي اللحظةِ ميْتٌ
كيف إذن يبلغ أهليهِ
وكيف سينهضُ كي يتجمعَ ثانيةً
ويعود إلى ليلتهِ.....