إعداد اعداد عبد الاله مجيد: quot;سأحتفظ بيوميات لأني لا يمكن ان أقبل بحقيقة إني اشعر محطماً بحيث لا استطيع الكتابة مطلقاquot;، كتب ستيفن سبندر في 3 ايلول/سبتمبر 1939. وكان يقصد بالطبع كتابة الشعر.
ولم يكن شعوره محطماً بسبب اعلان بريطانيا الحرب على المانيا في ذلك اليوم على وجه التحديد فحسب بل ولأن زوجته الأولى آينز بيرن تركه مؤخرا. وكتب سبندر quot;صادف ان العالم انهار في ذات اللحظة التي انهارت فيها حياتيquot;. وكان هذا الجمع بين العام والخاص، بين الأحداث العالمية والمصائب الشخصية، سمة طبعت حياته ونشاطه الابداعي. واختار سبندر لمجموعة مقالاته quot;الثلاثينات وما بعدهاquot; التي نشرها في كتاب عام 1978 عنوانا ثانويا هو quot;شعر، سياسة، ناسquot;. وكانت هذه الأشياء الثلاثة شغله الشاغل في اليوميات التي سجلها طيلة حياته. وفيها يحلل عمله وشخصيته وشخصيات اصدقائه الى جانب تعليقات لماحة على الأحداث الدولية.
وكتب اودن الذي اهدى مجموعته الشعرية quot;الخطباءquot; الى سبندر في عام 1932 quot;وجوه خاصة في اماكن عامة/اكثر حكمة وألطف/ من وجوه عامة في اماكن خاصةquot;. واقتبست لارا فايغل هذه الكلمات الشهيرة في تقديمها quot;مختارات جديدة من يوميات سنبدر، 1939 ـ 1995quot;.
تكتب فايغل ان من اهداف الكتاب إعادة وجه القصيدة الخاص الى سبندر العاشق والزوج والأب. ولأول مرة توضع في متناول القارئ افكار سبندر شديدة الخصوصية عن زواجه واطفاله وعلاقاته الغرامية وموته الوشيك.
وأصبحت امكانية الاطلاع على هذه الأفكار الخاصة متاحة للقارئ بعد وفاة ارملته التي كانت شديدة الغيرة على أعمال زوجها منذ رحيله رغم ان صفحة عنوان الكتاب تقول ان تحرير اليوميات أُنجز quot;مع ناتاشا سبندرquot;. وذهب معلقون الى ان الجمهور تبادلوا نظرات ذات مغزى في حفل اطلاق الكتاب عندما تحدثت فايغل عن تحمس ارملة سبندر للمشروع. ولكن دعم ماثيو نجل سبندر لنشر اعمال والده كاملة لا يرقى اليه الشك فهو خاض حملة مديدة من أجل فتح يوميات سبندر ويعكف الآن على كتابة مذكراته الخاصة عن والده.
وكانت لدى سبندر الطاقة والمهارة للتوفيق بين المتطلبات المتضاربة لكونه شاعرا وناقدا وأكاديميا ومثقفا واسع الشعبية ومشاركا في تأسيس وتحرير مجلتين ادبيتين كبريين هما quot;هورايزونquot; التي صدرت في الفترة من 1940 الى 1949 وquot;إنكاوترquot; التي صدرت في الفترة من 1953 الى 1967، وزوجا وأباً كانت له علاقات مثلية ايضا.
ويأتي الكتاب الجديد استكمالا لمختارات من يوميات سنبدر حررها بنفسه في عام 1985. ويبلغ حجم يومياته الاجمالي نحو مليون كلمة ربعها تقريبا في المختارات الجديدة.
وفي الوقت الذي تقيم المختارات الجديدة توازنا بين العام والخاص في حياة سبندر فان بيتر باركر كاتب سيرة الروائي الاميركي كريستوفر ايشروود يشير الى بعض الثغرات اللافتة متوقعا ان يُصاب القارئ بخيبة أمل لغياب أي يوميات من الفترة الواقعة بين كانون الأول/ديسمبر 1965 وحزيران/يونيو 1972 لا سيما وانها فترة تغطي واقعة الكشف عن تمويل مجلة إنكاونتر بصورة غير مباشرة من وكالة المخابرات المركزية واستقالة سبندر من المجلة في أعقاب ذلك.
ويتوقع الكاتب باركر ان تُعقد مقارنات بين يوميات سبندر ويوميات ايشروود التي نُشرت كاملة. فان من المواضيع الرئيسية في يوميات ايشروود علاقته بالرسام دون باكاردي التي يكتب عنها بتفاصيل لا نجدها في كتابة سبندر عن زواجه وحتى عن علاقاته الأخرى. وكان كلاهما شهودا على العصر الذي عاشا فيه ولكن من منظورين مختلفين.
إذ كان سبندر يُعد جزء من النظام على نحو ما كان ايشروود ليرتضيه حتى لو بقي في انكلترا، وراجت نكتة تقول ان دفتر عناوين سبندر كان منظَّماً حسب أهمية الأشخاص وليس حسب الأبجدية وإن كان في ذلك ظلم بحق سبندر، كما يرى الكاتب باركر قائلا ان سبندر ذاق متعة الحياة الباذخة مع اصدقاء مثل عائلة روتشيلد ولكنه، كما تبين اليوميات، كان يراقب ذلك كله بافتتان لا يخلو من الموقف النقدي.
صدرت المختارات الجديدة من يوميات ستيفن سبندر في 816 صفحة عن دار فيبر أند فيبر.