إعداد عبدالاله مجيد: انطلقت في 16 حزيران/يونيو فعاليات مهرجان quot;بلومزدايquot; احتفاء بأعمال جيمس جويس. ففي هذا اليوم من العام يبدأ ليوبولد بلوم بطل يوليسيس تطوافه في شوارع دبلن ومن هنا اسم المهرجان الذي يعني quot;يوم بلومquot;.
وستكون فعاليات المهرجان هذا العام أوسع بكثير من سابقاتها نظرا لانتهاء حقوق الطبع الخاصة بأعمال جويس في اواخر العام الماضي، بعد 70 عاما على وفاته. وبذلك ستتاح لمحبي جويس فرصة الاستماع الى نصوص من اعماله والاستمتاع بها في جلسات عامة وتقديم اعمال فنية تستوحي نتاجه الأدبي وحتى تأويلات جديدة لأعماله دون خوف من ورثة جويس وملاحقاتهم القانونية. إذ مارس ستيفن جويس رقابة شديدة على إرث جده الأدبي حتى انه ذهب الى حد منع القراءات العامة من اعماله في مهرجان بلومزداي عام 2004 مهددا بمقاضاة الحكومة الايرلندية في المحاكم.
ونقلت صحيفة الغارديان عن مارك تراينور مدير مركز جيمس جويس في دبلن ان هناك احساسا عميقا بالارتياح بعد تحرير اعمال جويس من حقوق الطبع. ويرعى المركز قراءات عامة من يوليسيس واعمالا مسرحية تقتبس الرواية وكلف مؤلفا موسيقيا باعداد عمل استعراضي يقتبس عمل جويس الآخر quot;فينيغانز وايكquot;. وقال تراينور ان بامكان محبي جويس الآن ان يحتفوا بالكلمات نفسها ولا يقلقوا من تلقي رسالة في اليوم التالي من محامي ورثته.
وتجري فعاليات المهرجان من مونتريال الى بوينس ايريس، وتمتد من تقديم رواية يوليسيس في عمل اذاعي يتواصل خمس ساعات ونصف الساعة على المحطة الرابعة لاذاعة بي بي سي الى جلسة قراءات من جويس لمدة 10 ساعات في هونغ كونغ. وهناك حتى فطور بلومزداي الذي يقدم وجبة بلوم المفضلة quot;كلى ضأن مشوية منحت ذائقته نفحة خفيفة من البولquot;.
وقال مدير مركز جيمس جويس ان الزوار سيتوافدون إلى دبلن لاقتفاء خطى بطله الشهير. واضاف ان ما يريدونه هو ان يتهندموا ويقرأوا بصوت عال ويحتسوا الكثير من الجعة السوداء كما فعل بلوم عندما quot;رشف بشميم، الرحيق المنعش المُسكر، آمرا حنجرته بقوة ان تُسرع في شربه، واضعا قدح النبيذ الى الأسفل برقةquot;.

واحتفاء بالمناسبة اعلنت المكتبة الوطنية في ايرلندا وضع نسخ عالية الوضوح مجانا على الانترنت تضم كماً ضخما من مخطوطات جويس، بما في ذلك رسائل ودفاتر كتب فيها جويس مسودة يوليسيس كاشفة افكاره الأولى عن نهاية الرواية.
وقالت مديرة الخدمات في المكتبة كاثرين ماكشاري ان هناك اقبالا واسعا على مسودة يوليسيس نفسها التي يمكن ان نرى فيها quot;كيف تجري عمليات جويس الفكريةquot;.
وقالت ماكشاري ان بالامكان رؤية التشطيب والاختلاف بين ما سجله جويس في دفاتره على لسان مولي في نهاية الرواية وما تقوله في النسخة المنشورة من الرواية.

ورحب الكاتب جون بانفيل الفائز بجائزة بوكر وصاحب المقدمة لمجموعة جويس من القصص القصيرة quot;اهالي دبلنquot; بمبادرة المكتبة الوطنية الايرلندية الى وضع هذه المادة في متناول الجمهور على الانترنت. وقال انها quot;كمن يرمي شوالا مليئا بالبندق في غابة مليئة بالسناجبquot;.
وأكدت ماكشاري ان هدف المكتبة هو ان جويس شخصية تحظى بالاهتمام في ايرلندا واوروبا والعالم ومن الصواب ان تُتاح لأوسع دائرة ممكنة من الجمهور فرصة الاطلاع عليها.
واعرب غالبية الباحثين المختصين بدراسة اعمال جويس عن تأييدهم لنشر مخطوطاته على الانترنت. وقال غوردن باوكر كاتب سيرة جويس انه مع نشر كل ما لم يُنشر من اعمال جويس ولا يرى سببا لإبقائه بعيدا عن الجمهور بعد مرور كل هذه الفترة على رحيله. واعرب عن ثقته بأن القراء الاعتياديين غير المتخصصين سيجدون هذه المواد شيقة بما تحويه من ملاحظات ويوميات ومسودات ورسائل quot;كي يطلعوا بأنفسهم على العالم الداخلي المهموم لهذا الكاتب العظيمquot;.