بغداد: حملت أكف عام 2013،بشكل لافت للانتباه،جثامين عدد كبير من ادباء العراق ومثقفيه لترحل بهم بعيدا عن الحياة التي كان لها فيها حضور وتميز،وقد تعددت اسباب الموت،فهناك من مات بسبب الشيخوخة،وهناك من عصف به المرض وألقى به في غياهب الاهمال فعانى حتى لفظ انفاسه الاخيرة،وهناك من مات شهيدا بعد ان تعرض الى القتل المتعمد بفعل الارهاب، كانت حياتهم انجم زاهرة، لكن 2013 كان له رأي اخر، فأطفأها لتأفل اجسادهم لكن نتاجاتهم ستظل لامعة في افق الدنيا، وما يميز الكثيرون من هؤلاء انهم فارقوا الحياة في الغربة التي رسمت متاعبها على قلوبهم وارواحهم،فمنهم من دفن هناك ومنهم من اعيد الى بلده، ولكن عزاءهم ان كل واحد منهم ترك اثرا في المجال الثقافي الذي يشتغل فيه، لهم الرحمة والمغفرة جميعا.
مفكرون واكاديميون وكتاب
فقد شهد العام 2013 رحيل العديد من المفكرين الذين لهم مكانة في الاوساط الثقافية والاكاديمية، فقد رحل المفكر الدكتور حسام الالوسي استاذ الفلسفة بجامعة بغداد عن عمر ناهز الـ 77 عاما،بعد معاناة مع المرض،ويؤكد العارفون بفضله ان اسمه محفور في ذاكرة اليونسكو والعالمين العربي والاسلامي بنتاجاته الفلسفية الكبيرة.
كما رحل الكاتب عبد الرسول عداي الحجامي، المولود في بغداد في العام 1969، ونال شهادة الماجستير في علم النفس عن الجامعة المستنصرية بتقدير امتياز في العام 2008، ورغم عوقه الوراثي الذي اقعده على كرسي المعاقين، استطاع التفوق في دراسته فحسب بل الخوض في مضمار الكتابة في الأدب والدين والسياسة وعلم النفس والتاريخ
كما رحل الاديب والموسوعي الكركوكلي محمد عبد الرحمن زنكنة عمر ناهز الـ 78 عاما بسسب نوبة قلبية، ويعد من ابرز الموسوعيين الذين دونوا عن كركوك وتاريخها الحضاري
ونعت الأوساط الأكاديمية والثقافية العربية رحيل المؤرخ والدبلوماسي العراقي نجدة فتحي صفوةعن 91 سنة، في العاصمة الأردنية
ورحل في مدينة اربيل المفكر والاعلامي والسياسي فلك الدين كاكه يي عن عمر ناهز الـ 70 عاما،وهو مفكر وكاتب وصحافي ووزير سابق للثقافة في حكومة اقليم كردستان ورئيس تحرير لعدد من الصحف والمجلات الكردستانية ومنها جريدة (التآخي) التي تصدر في بغداد بعد عام 2003.
كما رحل الناقد الدكتور علي عباس علوان الذي فارق الحياة في إحدى مستشفيات العاصمة البريطانية لندن، بعد صراع مع المرض عن عمر ناهز الـ 75 عاما،ويعد الناقد من الشخصيات الاكاديمية المبدعة لاسيما في مجال النقد الادبي،وهو الذي ارسى تقليداً ثقافياً جديداً من خلال اقامته ملتقى السياب التأسيسي الاول عام 2006
ورحل الباحث الدكتور حسين امين، عن عمر ناهز الـ88 عاما اثر تدهور صحته بامراض الشيخوخة، ويعد واحدا من اعلام العراق، ويعد اول رئيس للجمعية التاريخية العراقية لسنة 1969، وأول أمين عام لاتحاد المؤرخين العرب سنة 1974، وأول رئيس تحرير للمجلة التاريخية التي تأسست سنة 1969، مثلما يعتبر الراحل ذاكرة حية لمدينة بغداد خاصة وللعراق عامة
وفقدت الأوساط الآثارية العراقية برهان شاكر سليمان الذي يعد واحداً من أبرز الآثاريين العراقيين،عمل منقباً للآثار لمدة قاربت الأربعة عقود في معظم مناطق العراق،وأصبح خلال فترة قياسية وعن جدارة (المنقب الأول) في الهيئة، وبمثابة موسوعة متنقلة داخلها يستشيرها الجميع من المنقبين والباحثين.
وتوفي الكاتب و المترجم والمسرحي الدكتور صالح كاظم في محل اقامته في برلين بعد انتقاله اليها من مدينة لايبزك في سبعينيات القرن الماضي،وقد اكمل هناك دراسته العليا في الادب والمسرح الالماني
وبعد مرض عضال رحل عن الدنيا الكاتب والناقد المسرحي حميد مجيد مال الله في مدينته البصرة، بعد عمر صرفه في دراسة الادب وخدمة الثقافة،وساهم في تشكيل فرق مسرحية ومشاغل نقدية ومختبرات تجريبية.
شعراء..
وشهد العام 2013 رحيل شعراء عراقيون باعمار مختلفة وبحوادث مؤسفة، فقد توفي الشاعر الكردي شيركو بيكس عن عمر يناهز 73 عاما في مستشفى في العاصمة السويدية ستوكهولم كان يتلقى فيه علاجا لمرض السرطان،أصدر بيكس أكثر من 35 ديوانا شعريا، وترجمت قصائده إلى أكثر من عشر لغات عالمية.
ورحل الشاعر عبد الله البدراني عن عمر ناهز الستين عاماً، وذلك بعد إنتكاسة صحية المت به، والبدراني، شغل منصب رئيس اتحاد الادباء والكتاب العراقيين فرع نينوى دورتين متتاليتين، ثم نائباً لرئيس الاتحاد
واستسلم الشاعر والمترجم حسن لطيف لإرادة الموت،ويعد من الشخصيات المؤثرة في مدينة الحلة
وفقدت الأوساط الأدبية والثقافية الشاعر عبد الغني جرجيس، عن عمر ناهز quot;46quot; عاماً، إثر جلطة دماغية ألمّت به، وهو عضو اتحاد الأدباء والكتاب السريان.
وفجعت الاوساط الادبية والثقافية باستشهاد الشاعروالكاتب والمربي محمد مهدي بيات في التفجير الارهابي الذي طال مجلس عزاء حسينية سيد الشهداء وسط مدينة طوز خرماتو عن عمر 59 عاما،اختير بعد سقوط النظام السابق ليكون مديرا للثقافة التركمانية في وزارة الثقافة
ورحل الشاعر جاسم محمد فرج بعد ان خطفه مسلحون ومن ثم ذبحوه ورموا جثته على جانب الطريق بين مدينة تكريت وقضاء طوز خورماتو، ويعد من الشعراء التركمان المعروفين ويترأس تحرير مجلة(الفلكة) الثقافية التي تصدر في طوز خورماتو
كما رحل بهدوء ايضا في مدينة كربلاء، الشاعر هادي الربيعي، بعد معاناة طويلة وأليمة من مرض السرطان، وهو الشاعر الذي يوصف بـ (المظلوم)، ويعد واحداً من شعراء الجيل الستيني، وقد ترك الربيعي عدة دوواين شعريّة اشتملت على الشعر العمودي والشعر الحر وقصيدة النثر
ورحل الشاعر والباحث الشاب حبيب النورس بحادث سير عن عمر يناهز (42) عاما، النورس قدم أكثر من منجز خلال حياته الأدبية القصيرة، فضلا عن كونه باحثاً أكاديمياً، وقد أنجز رسالته في الماجستير عن الرواية العراقية من خلال النقد الثقافي
فنانون تشكيليون
كما شهد العام رحيل فنانون تشكيليون ومصورون ورسامون في امكنة مختلفة من العالم، فقد رحل الباحث والفنان التشكيلي، حسين الهلالي في محافظة ذي قار، بعد صراع طويل مع المرض، عن عمر يناهز الثلاثة والسبعين عاما بعد صراع طويل مع المرض، والراحل كتب عددا من المسرحيات منها واقام عددا من المعارض الفنية في الرسم التشكيلي.
وشهد العام 2013 رحيل الفنان التشكيلي رافع الناصري في العاصمة الاردنية عمان، عن عمر ناهز الـ73 عاما، بعد صراع مع المرض، ويعد قامة من قامات الفن التشكيلي، وله الفضل الكبير في تطوير هذا الفن.
ورحل المصور والفنان العراقي ناظم رمزي في لندن، عن عمر يناهز 86 عاماً، وهو أحد أشهر الشخصيات العراقية في تطوير فن الطباعة وحروف الطبع والفوتوغراف والفن التشكيلي في خمسينيات وستينيات وسبعينيات القرن الماضي. كما عرف بروعة فنه في تصميم المطبوع العراقي وجهوده في التصوير الفوتوغرافي.
وببالغ الحزن والاسى تلقت الاوساط الثقافية والفنية العراقية خبر استشهاد الفنان التشكيلي ياسين عطية، عن عمر 50 عاما، بانفجار سيارة مفخخة ببغداد التي عاد اليها بعد غربة 15 عاما في الدنمارك.
ورحلت الفنانة والمربية الفاضلة الاستاذة ( نعمت محمود حكمت )..الذي وافاها الاجل في الصين اثر مرض لم يمهلها كثيراً
وفقد العراق فنان الكاريكاتير العراقي حسيب الجاسم عن عمر يناهز الـ 62 عاماً، بعد أن وافته المنية في مقر إقامته في السويد،والراحل من مواليد سنة 1951 في مدينة الموصل في العراق، عمل كرسّام ومصور في كثير من دول العالم، قبل أن يهاجر إلى السويد عام 1988.
كما فقدت الحركة التشكيلية الفنان حسن عبد علوان (مواليد الناصرية 1945) الذي يعد أحد الرموز الفنية المتالقة طيلة أكثر من نصف قرن من الإبداع المتواصل داخل البلاد وخارجه،
.. سرديون
واهل القصة والرواية كان لهم حظ من الرحيل ومفارقة الدنيا، فقد رحل القاص فهد الأسدي ببغداد بعد اصابته بجلطة دماغية رابعة،عن عمر 74 عاما، بعد ان عاش طوال اشهر تحت العناية الصحية وقد فقد النطق واصيب احدى يديه واحدى ساقيه بالشلل،ويعد الاسدي واحدا من اهم كتاب القصة القصيرة في العراق والوطن العربي، تُرجمت أعماله القصصية للغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية والروسية والمجرية والكرواتية
ورحل القاص والروائي هادي الجزائري بسبب مرض عضال لازمه منذ سنوات وهو من مواليد النجف عام 1939 حاصل على بكالوريوس صيدلة من جامعة بغداد سنة 1965 وكان قد بدا شاعرا ثم اتجه الى كتابة القصة والرواية
ورحل الروائي والقاص عبد الستار ناصر، بعد أن غيبه الموت في مغتربه البارد بكندا عن عمر يناهز 66 عاما، ويعد احد كتاب السرد في جيل الستينيات، وله نحو 50 كتابا في الرواية والقصة والنقد
ورحلت القاصة والكاتبة الأستاذة الجامعية أحلام منصور عن عمر ناهز 62 عاماً أثر مرض عضال ألم بها مؤخراً، حيث وافتها المنية في مدينة السليمانية، والراحلة من مواليد خانقين، وتعتبر رائدة في كتابة القصة والرواية بأنواعها في سبعينيات القرن الماضي وعلى مستوى العراق.

اخير الراحلين.. مصور تلفزيوني
ابى العام 2013 وهو يلفظ انفاسه الاخيرة الا ان يخطف مبدعا عراقيا اخر، هو احد شيوخ التصوير التلفزيوني الفنان فائز نوري ابو قصي بعد ان اهلكه المرض وظل يعاني لعدة اشهر حتى وافاه الاجل، عن عمر يناهز الـ65 عاماً، وهو الذي عمل كمدير تصوير للكثير من المسلسلات الدرامية العراقية، وعمل ايضا في كثير من المهرجانات داخل العراق وخارجه.