غياب أي صالة مسرح لم يمنع السعودية من احتفال بيوم المسرح العالمي في الرياض، وسط دعوات لتحرك الجهات المعنية من أجل المساهمة في تكريس وجود هذا الفن داخل المملكة.


الرياض: يحتفل العالم في 27 آذار (مارس) من كل عام بيوم المسرح العالمي. في هذا العام، احتفلت به جمعية الثقافة والفنون في الرياض مساء الأربعاء، برعاية نائب وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالله الجاسرـ وسط حضور كبير من مختلف الأعمار والأجناس.

وكانت فكرة يوم المسرح العالمي ولدت في العام 1961، أثناء المؤتمر التاسع لمعهد المسرح الدولي، بناء على اقتراح قدمه أرفي كيفيما، نيابة عن المركز الفنلندي. وكان أول احتفال بهذا اليوم في 27 آذار (مارس) 1962، في مراكز الفنون الوطنية في جميع أنحاء العالم.

في العام 2013، كتب كلمة المسرح العالمية الأديب والمسرحي الإيطالي داريو فو، وترجمتها إلى العربية أستاذة النقد والمسرح في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة د.إيمان تونسي، ليلقيها الفنان عبدالله السدحان في مركز الملك فهد الثقافي في الرياض،ممازحًا الجمهور عندما انتهى من إلقاء الكلمة قائلا: quot;ما أصعبها! لو قبل الوزير بإلقائها بدلًا مني لأعطيته 10.000 ريالquot;.

ما أصعبها!

نعم ما أصعب معاناة المسرح في السعودية، حسبما يرى المهتمون بشؤونه. يقولون إنه يسير بغير هدى، فلا أكاديميات ولا معاهد تحتضن المواهب والكفاءات، بل حتى لا عروض مسرحية على مستوى عال، وبالتالي لا جمهور سوى دورات ومسابقة سنوية تقيمها جمعية الثقافة والفنون، يشترك فيها ما لا يقل عن 90 موهوبًا.

عندما سألت quot;إيلافquot; مشرف لجنة الفنون المسرحية في الرياض، الدكتور شادي عاشور، الذي كرمته الجمعية في يوم المسرح العالمي لجهوده في تسمين المسرح السعودي الهزيل، عن العقبات التي تقف حجر عثرة أمام تشييد معهد يحتضن المواهب السعودية في مختلف الفنون، أو افتتاح أكاديميات فنية في الجامعات السعودية، قال: quot;الإجابة لدى صناع القرار كوزير الثقافة والإعلام ووزير التربية و التعليمquot;.

التأهيل غائب

أما رجا العتيبي، مدير جمعية الثقافة والفنون في الرياض، فيرى أن وزارة التعليم العالي لا تبذل أدنى جهد حتى في ما يختص بافتتاح معاهد أهلية عليا لتعليم أساسيات المسرح.

يضيف: quot;حتى قسم المسرح في جامعة الملك سعود مغلق منذ نحو ثماني سنوات لأسباب غير معروفة، وعند غياب التأهيل الأكاديمي لا يكون للموهبة قيمة مؤثرة ،كما أن المسرح السعودي غير مستقل والفنون ولدت حرةquot;.

لكن، هل هناك حركة مسرحية سعودية أم أن الأمر لا يتجاوز عروضًا هزلية وجهودًا شخصية يتيمة؟ سؤال يتبادر إلى ذهن من يحاول الكتابة عن إنجازات المسرح السعودي. وفي ظل تنوع وسائل نشر المعرفة التي أصبحت أساس التنمية البشرية لإنسان القرن الواحد والعشرين، ما زال البعض ينظر إلى المسرح والفنون عامة نظرة شك وريبة، متجاهلين أنها تلعب دورًا محوريًا في تنمية أي مجتمع وسمو المستوى الفكري والجمالي والذوقي لأفراده. لكن عاشور يقول: quot;المسرح السعودي متواجد في جميع المهرجانات الخليجية والعربية، ولاينقصنا إلا الدعاية الإعلامية!quot;.

حكاية لعبة

كانت مسرحية quot;حكاية لعبةquot;، المقتبسة من رواية هاملت، إحدى فقرات برنامج احتفالية الرياض بيوم المسرح العالمي. في هذه المسرحية ناقش محمد مقبل وعبدالله السنوسي ويعقوب الفرحان وأحمد علامة المشاكل التي تواجه المسرح السعودي، من غياب النصوص الجيدة والدعم المادي وندرة الكادر النسائي كعنصر فعال في المسرح، وكذلك ندرة الجمهور المتذوق، بالإضافة إلى محدودية المواضيع وغياب حرية التعبير.

صفق الجمهور لهذا الإبداع المسرحي بحرارة، ما يؤكد أن السعودية لا تنقصها المواهب المسرحية بقدر ما تنقصها الإرادة الكافية للمضي قدمًا ونفض الغبار عن ستارة المسرح.