حي الجمالية في القاهرة،أحد أهم أحياء العاصمة القديمة عهو يقع في قلب القاهرة الفاطمية وبه من الزخائر الاسلامية ما يفوق الوصف، وهو ترجمة علي ارض الواقع لحقبات تاريحية مختلفة والعديد من الملوك والأمراء الذين تركوا آثار مازالت تروى قصصهم حتى اليوم.

يضم حي الجمالية مجموعة من النفائس المعمارية مثل الأزهر الشريف، وجامع الحاكم بأمر بالله، والجامع الأقمروغيرهم من مساجد مصر الزاهرة،ويمر بين جنباته أسوارالقاهرة العريقة وبواباتها العتيقة،ومدارسها الأيوبية والمملوكية، ووحي خان الخليلى الشهير، وأحياء الصاغة والنحاسين وغيرها.
يحد الجمالية من الشرق شارع المعز لدين الله الفاطمي، ومنطقة بين القصرين وجبل المقطم، وفى الشمال الغربي باب الفتوح والنصر وجزء من السور الفاطمى، وباب الشعرية والموسكى، ومن الجنوب شارع الأزهر وحى الدرب الأحمر،وتبلغ مساحة حى الجمالية حوالى 2.5 %من مساحةالقاهرة،وترجع تسميته بهذا الإسم للوزير بدر الدين الجمالى وزير الخليفة المستنصر.
يعتبر شارع المعز لدين الله الفاطمي أهم معالم الحىالعتيق، وهو يصنف علي أنه أعرق شوارع القاهرة،وينقسم هذا الشارع الي قسمين شرقاً وغرباً، والجزء الشرقى الأقصر طولاً.
ان التجول في هذا الشارع العتيق يعود بالمرء الي أيام ازدهار هذا الشارع، فنري فيه قصر الغورى الذي يضم )وكالة وكتّاب وسبيل(وأنشئ به مركز quot;أصالةquot; لرعاية الحرف والفنون الإسلامية والتقليدية والتدريب عليها لإنقاذها من الإندثار.
بمجرد الدخول فى حرم الشارع، يشم السائح روائح البخور التي تنتشر في كل مكان، علي أحد الجوانب نلمح محلا للطرابيش مازال يعمل حتى آلان، ننطلق بعد ذلك الي شارع الكحكيين وحارة الزيت نسبة إلى صناع الكحك وتجار الزيت.ويقع يساراً جامع الفكهانى )الأفخر سابقاً( وفى وسطالشارع سبيل محمد على مؤسس الأسرة العلوية والجامع المؤيد، أما أروع ما فى المكان فهو باب زويلة بعدتجديده، فالبوابة عادت لرونقها القديم والأبواب الحديديةالضخمة شاهدة على حادثة تاريخية ترتبط به وهى إعدام وفد جيش التتار بقرار من السلطان المظفر قطز، ويلي البوابة على مرمى البصر شارع الخيامية بألوانه المتميزةوفنانيه المهرة بقدرتهم على تزيين قطعة القماش بأناملهم فى تركيز شديد.
لا يمكن زيارة المكان دون المرور بالجامع الأزهر،الذي يمثل عدة مراحل فى تاريخ مصر، وكل مرحلة تم تسجيل ملامحها على جدرانه بدءا من المظلة الفاطمية وهي أول جزء تم بناءه مروراً بباب قايتباى، المنبر، والقبلة التى تم بناؤها فى عهد العثمانيين بالإضافة إلى اللافتات المحفورة على جدران الجامع، وهو ما يترجم مدى إهتمام أسرة محمد على فى القرنين التاسع عشر والعشرين بعمارة وتجديد الأزهر .
أما حي خان الخليلي فهو يعد من أشهر أسواق الشرق، أنشأه جهاركس الخليلىquot; الذى كان كبير التجار فى عصرالسلطان برقوق عام 1400 م ويزيد عمر الخان عن ستمائةعام ويقع وسط القاهرة القديمة، ومازال معماره الأصيل باقياًعلى حاله منذ عصر المماليك وحتى الآن.
معروف أن الخان كلمة تركية تعنى الشارع الضيق المكتظ بالمحال الصغيرة، وقد بنى فوق مقابر الخلفاء الفاطميين سابقاًوكانت تعرف بإسم quot;تربة الزعفرانquot;. وفي هذا السياق يقول المؤرخ العربى quot;المقريزىquot; أن الخان مبنى علي شكل مربع كبيريحيط بفناء ويشبه الوكالة، تشمل الطبقة السفلى منه الحوانيت، وأما الطبقات العليا فكانت للمخازن والمساكن.
في العصر القديم اعتبر خان الخليلى واحداً من ثمانية وثلاثين سوقاً كانت موزعة أيام المماليك علىمحاور القاهرة وهو الأن مزار سياحي هام يزوره تقريبا كل سياح مدينة القاهرة القديمة .