وسط منافسة قوية بين 1300 فيلم قادمة من جميع القارات، فاز الفيلم السعودي quot;أبيquot; بجائزة مهرجان الجزيرة الدولي للأفلام الوثائقية القصيرة، وكانت الصين أكثر الدول مشاركة من حيث عدد الأفلام.


حقق الفيلم السعودي quot;أبيquot; مركزًا متقدمًا في مهرجان الجزيرة الدولي للأفلام الوثائقية القصيرة، الذي بدأت فعالياته مساء الخميس 18 نيسان (أبريل) الجاري، وهو من بطولة سلطان المزيد وإنتاج حسين الشريف، ومن إخراج محمد السلولي.

ويناقش فيلم quot;أبيquot; في 14 دقيقة قضية الأطفال السعوديين المشردين في أندونيسيا، سواء أولئك الذين قدموا للحياة نتيجة علاقات محرمة أو شرعية موقتة تنتهي بمجرد عودة الزوج إلى السعودية، لتبقى الزوجة الأندونيسية في بلادها تحمل في أحشائها طفلًا سعوديًا موعودًا بالفاقة والضياع.

عرفي أو مسيار

عاش سلطان المزيد، بطل الفيلم، في أندونيسيا قرابة عشرة أعوام، وتعرف على الكثير من الأطفال الذين يعيش عدد كبير منهم في الملاجئ، ويعانون الفقر والحاجة، بينما آباؤهم ينتمون إلى أسر سعودية غنية. فلا يزال الخليجيون حتى يومنا هذا يتزوجون بأندونيسيات أثناء قضاء إجازاتهم في أندونيسيا، ثم يعودون إلى بلدانهم تاركين خلفهم عروسًا وطفلًا تنتظرهما حياة بائسة.

تم تصوير الفيلم في أندونيسيا خلال أسبوعين، وقد استغرق التحضير له ستة أشهر. يقول الشريف، صاحب فكرة الفيلم ومنتجه: quot;يكون هذا النوع من الزواج عرفيًا أو مسيارًا من أجل المتعة العابرة، أو ما يعرف بالزواج السياحي، كما تثمر العلاقات المحرمة أيضًا بين الخادمة الأندونيسية ورب العمل الخليجي لقطاء يتركهم آباؤهم للفقر واليتم، بعد هروبهم إلى أوطانهمquot;. وطالب الشريف بوضع حلول جذرية للقضية، كما تمنى أن يكون الفيلم بمثابة إشارة إنذار موجهة إلى المعنيين بالأمر، والمسؤولين في دول الخليج.

سيناريوهات مجتمعية

في كل عام، تستقطب الدوحة الكثير من المنتجين من خلال مهرجان الجزيرة للأفلام الوثائقية، الذي يحمل اسم quot;نوافذquot;. وحضر المهرجان هذا العام 50 منتجًا من جميع أنحاء العالم، كما تميّزت الأفلام الفائزة بالتنوع وقوة التعبير.

وأضيفت فقرة جديدة في هذه السنة، حيت تم تكريم شخصية لها دورها الكبير في السينما المصرية والعربية، وهو المخرج علي بدر خان.

وتعتبر الأفلام الوثائقية مرآة تعكس ظواهر المجتمع، لكي نتعلم ونستفيد من تجارب الآخرين. ويأتي الوثائقي ليعرض سيناريوهات المجتمع المختلفة، بما تحمله من أفراح وأتراح. كما يسلط الضوء على القضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والدينية، وغالبًا ما يكون مخرج الفيلم الوثائقي هو كاتب السيناريو، لكن الوثائقي يعاني من مشاكل عدة، منها عدم اهتمام المجتمعات بهذا النوع من الأفلام وقلة الإيمان به.