أن يتحول المقدس إلى ميدان بحث بين نظميات فكرية ثلاث، القومية و مابعد الحداثية والأصولية التقليدية، النظيمات التي يُفترض أن كلاً منها تناقض الأخرى، فهذا سؤال إشكالي لايمكن مقاربته إلا بتفكيك الأبنية الفكرية لها. وهذا بالفعل، ما درسه الكتاب رغم اتخاذه في مجملة منحى تقديمياً.
بحثاً عن المقدس: عنوان ثيولوجي عنيف حاول الكتاب إثبات أن أركانه نقف بمثابة البارادايم الواسع الذي يجمع بين الأصولي والقومي وما بعد الحداثي في تخيّل وجود إنتولوجي لمقدس ما، ومحاولة بعثه في الزمن المعاصر بكون "الأصل" الطاهر. وهذا يناقض هوية الحداثة في ريضنة وعلمنة العالم. يؤكد الكتاب أن جوهر ما بعد الحداثة انقلاب على الحداثة، نكوص إلى ماقبل الحداثة. وقد كانت الأصولية الثيولوجية والفكرية لنيتشة من أهم الأصوات الأولى لما بعد الحداثة، التي نكصت وراء في "البحث والبعث". لكن أيضاً، إذا كانت الأصولية لا تستطيع أن تنوجد من غير الاستناد على أصل متخيّل، فكذلك الأمر مع القومي العربي الذي يتخيل أصول "مقدس أمة" له. يتشارك بها وقسماتها الركينة مع شقيقه الأصولي، وهذا ما حاول الكتاب درسه ..
&