رحل الكاتب البريطاني السير تيري براتشيت، الذي اشتهر بقصصه الخيالية، عن 66 عامًا بعد صراع مع المرض دام 8 سنوات، بعدما ألهب خيال الملايين بـ70 كتابًا.
إعداد عبد الاله مجيد: رحل السير تيري براتشيت الخميس، محاطًا بعائلته وقطته التي كانت نائمة إلى جانبه على السرير، بعدما أنهى قصته الأخيرة في 2014. وكتبت ابنته ريانا تغريدته الأخيرة على تويتر، لابلاغ العالم أن براتشيت الذي كثيرًا ما داعب الموت في رواياته لبى أخيرًا نداءَه. فقال له الموت: "أخيرًا يا سير تيري، علينا أن نمشي معًا"، تمامًا كما جاء في احدى قصصه.
كتب براتشيت (66 عامًا) في تغريدته الوداعية: "تيري أخذ ذراع الموت وتبعه عبر الأبواب إلى الصحراء السوداء تحت جنح الليل اللامتناهي. النهاية". وقالت ابنته إنها طبعت هذه الكلمات بدموع منهمرة حزنًا على والدها، الذي نشر أكثر من 70 كتابًا. وبلغت مبيعات كتب براتشيت 85 مليون نسخة في انحاء العالم.
ساخر بتألق
وكان براتشيت أُصيب في 2007 بمرض نادر شبيه بمرض الزهايمر، يؤدي إلى ضمور قشرة الدماغ الخلفية. في 2006، اعلنته مجلة "بوك" أفضل كاتب بريطاني على قيد الحياة بعد جي. كي. رولنغ، مؤلفة سلسلة روايات هاري بوتر. وكان براتشيت أخذ ملايين القراء في رحلة مثيرة إلى عالم ديسكوورلد المجنون. وقال ناشره لاري فنلاي: "تيري أغنى الكوكب كما لم يغنِه إلا قلة من قبله، وكما يعرف جميع من قرأوا أعماله فإن ديسكوورلد كان وسيلته للسخرية من العالم، وقد سخر منه بتألق ومهارة عظيمة وفكاهة هائلة وابداع دائم".
كان براتشيت اتفق مع كاتب روايات الخيال العلمي ستيفن باكستر على سلسلة روايات "الأرض الطويلة"، التي يصدر جزؤها الرابع "الطوباوية الطويلة" هذا الصيف.
ألهب الخيال
أطلق نبأ وفاته سيلاً من مشاعر الحزن في انحاء العالم. وغرد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون على تويتر: "كتبه ألهبت خيال الملايين، وقد ناضل بشجاعة من اجل التوعية بمرض الخرف".
ولد تيري براتشيت في 1948، وترك المدرسة في سن السابعة عشرة للعمل في الجريدة المحلية لمدينته. وقال لصحيفة "غارديان" في 2011: "ليس هناك أساس أفضل للكاتب من رؤية البشرية وراء أقنعتها المختلفة بعدسة الصحافي الذي يغطي كل الدعاوى القانونية في المحاكم، وما يرتكب من جرائم في المدينة ويعرف الشرطة الذين ينقلون اليه الأخبار". أضاف: "الشاب الذي يحمل بيده قلمًا يستطيع في الحقيقة أن يفعل ما يشاء".
التعليقات