وهران (الجزائر) من هدى ابراهيم: وجدت أفلام أنتجتها أخيرا المؤسسة العامة للسينما في سوريا واجهة عرض اولى لها في الخارج، في مهرجان وهران السينمائي الذي يختتم مساء الجمعة، بعدما غابت سنوات عن مهرجانات عربية كثيرة، وهي تقدم معالجات مختلفة للنزاع السوري . ففيلم محمد عبد العزيز "الرابعة بتوقيت الفردوس" يقف عند المعاناة الانسانية ويدعو الى وقف الحرب، وفيلم "الأم" لباسل الخطيب يدعو الى الوحدة بين السوريين، فيما يحمل الفيلم القصير "ابتسم فأنت تموت" على جماعات المعارضة المسلحة. واختار محمد عبد العزيز رواية مصائر سبع شخصيات في دمشق تعيش على ايقاع الموت والالم وذكريات التعذيب في سجون النظام. ويبدو ان المخرج اختار تمثيل النظام بوالد امرأة مريضة وقف بوجه سعادة ابنته الى ان انهى حياته انتحارا واصيبت ابنته بالسرطان. وتدور في الفيلم احداث متشعبة ارتكزت جميعها على قصص من الواقع السوري، بحسب المخرج، منها قصة فتيات اوقفن في بداية الاحتجاجات لرفع لافتة تطالب بوقف القتل. واكد المخرج انه "مستقل وليس عضوا في المؤسسة العامة للسينما" التي انتجت فيلمه، وانه شارك في التظاهرات السلمية "قبل ان تتحول الى حراك مسلح محكوم بالتشدد الديني". وانطلقت الاحتجاجات في سوريا في منتصف اذار/مارس 2011 ضد نظام الرئيس بشار الاسد، وقمعت بالقوة، وما لبثت ان تطورت الى نزاع عسكري دام. اما المخرج السوري الفلسطيني باسل الخطيب الذي قدم اعمالا كثيرة للتلفزيون، فهو استوحى موضوع فيلمه السينمائي الروائي الرابع "الأم" من الاحداث الواقعية التي تشهدها سوريا خلال الحرب الراهنة. وينطلق الخطيب من هذه الوقائع ليطلق دعوة للتوحد تحت راية سوريا التي يرمز اليها مرة جديدة بالام، والتي حين ترحل، يحاول ابناؤها العودة الى القرية النائية حيث توفيت، ومنهم من هو معارض في الخارج. وتؤدي سلاف فواخرجي في الفيلم دور احدى البنات بينما تؤدي صباح جزائري دور الام التي يعود معها المشاهد الى لحظات من العمر الماضي الذي سبق موتها.
غير ان بعض النقاد من الحضور اعتبروا ان باسل الخطيب، الذي كان مشاركا مع ابطال عمله في النقاش بعد العرض، اعتمد في بعض الحالات لغة مباشرة. ومن الامثلة على ذلك ضابط الامن السوري على الحدود الذي يظهر بشخصية طيبة تسمح لمعارضة سورية بالعودة لحضور دفن والدتها دون ان يعتقلها، بينما تعلن هي نوعا من التراجع عن مواقفها السابقة. اما الفيلم القصير "ابتسم فانت تموت" للمخرج وسيم السيد، فكان اكثر ميلا الى جانب النظام، وصور نهاية مصور فوتوغرافي على يد جماعة مسلحة، وذلك بعد ان صورت افلام وثائقية وروائية كثيرة مقتل المصورين من نشطاء المعارضة على يد قوات الجيش والامن. وقدمت الافلام الثلاثة في مهرجان وهران الاربعاء، ضمن مسابقتي الفيلم الطويل التي تضم 11 فيلما، والفيلم القصير التي تضم 15 فيلما. وستقدم جوائز المهرجان في حفل يقام مساء الجمعة في ختام هذه الدورة الثامنة.