يتبجّح "الشاعر العراقي سابقاً"، وهو يعيش في لندن مُستجدياً أموال الضمان المدفوعة من الضرائب المفروضة على المواطنين البريطانيين، وهو يصرخ مادحاً ومهللاً للانتحاري التونسي، الذي تمثلت شجاعته باغتيال سياح عزل، مُعظمهم من بريطانيا على شاطئ سوسة التونسية، باعتباره شهيداً مُحرراً، ويتجرأ بصفاقة من لايعرف بما يهرف، على مقارنته بشهيد الثورة الفلسطينية خليل الوزير "أبو جهاد"، وقد نشر ذلك على موقعه الخاصّ مع صورة للإرهابي القتيل تم التلاعب بها عن طريق الفوتو شوب، طبعاً وهو مبتسم، بانتظار عطر الحور العين حين يفتحن له أبواب الجنة.
سعدي يوسف الغارق في خمر الغربة والتقدم في السن حد الهلوسة، يبتعد يومياً وبتسارع عن "تاريخه اليساري"، ليؤكد أنّ ذيليته لليسار لم تكن عن قناعة، وليست أكثر من نفعية ظنها رافعة لقصائده، وهي لم تتجاوز معاداته للدين، وهاهو يتراجع عن ذلك، مستلهماً معاني الشهادة من جريمة جبانة، اقترفها مهووس ضد أبرياء، يستعطي سعدي خبز يومه وكأس خمرته من الضرائب التي يدفعونها لدولتهم، التي أطعمته من جوع وأمنته من خوف، بعد أن انطلت عليهم كذبته بأنه مُضطهد، وأنه نابغة عصره وشاعر زمانه، الذي تعجز النساء أن يلدن مثله، رغم أن كل ذلك مرتبط بالتصاقه بتيار اليسار، الذي كرّسه بطلاً يتنقل بين أحضان نساء يغدقن عليه المال، ويعيش تابعاً للواحدة منهن حتى يعثر على أخرى تمتلك أكثر، فيهاجر إليها مرتمياً تحت سطوة مالها، متعيشا برجولة يبدو أنه يفتقدها هذه الأيام، ولا يمارسها إلا بالاستعلاء على الآخرين وذمهم وإلصاق أبشع التهم بشخصياتهم، توهماً بأن ذلك يبقيه متفرداً بالشعر والوطنية والرجولة.
سعدي يوسف بات شغوفاً بالإرهاب، لتذكيرنا بأنه مازال حياً، ومن إحدى حانات لندن تفتقت عبقريته عن مقارنة بائسة، بين الإرهابيّ الرزقي والشهيد أبو جهاد لمجرد أنهما سقطا على شاطئ في تونس، وهو بذلك يحط من قيمة الشهيد الوزير، ومن قيمة الأهداف النبيلة التي كان يسعى لتحقيقها، ويُبجّل القاتل الرزقي لأنه "لم يقتل تونسياً واحداً"، وكأنّ الضحايا الذين أرداهم ليسوا بشراً، تستحق إنسانيتهم الاحترام، حيث يتحول "شاعرنا" إلى المكان، مستنبطاً من "الشاطئ" صلة تجمع بين القاتل وشهيد الثورة الفلسطينية، ويحشر عن جهل إسم الشهيدة سناء محيدلي ظناً من أنها قضت على شاطئ يافا، وهنا يكون الظن إثماً لأن الشهيدة محيدلي قضت في موقع لابحرفيه ولا شواطئ.
يُشبّه سعدي السياح المغدورين على شاطئ تونس بالمحتلين الصهاينة، وهكذا يبرر إعجابه بالقاتل الإرهابي، الذي "تمرجل" على سواح عزل، يمضون إجازاتهم تحت شمس تونس الخضراء، التي تخلصت سريعاً من لوثة الإسلام السياسي، ولعل ذلك يُغضب الشاعر "اليساري" ويستفزه، بعد أن باتت داعش عنده بديلاً لطروحات اليسار، الذي تمسح به أعواماً، واقتات على موائده شهرة لايستحقها.
سقطة سعدي يوسف توجب على السلطات البريطانية اتخاذ موقف يلجمه، ويوقفه عند حده، بعد تجاوزه كل الحدود، بما في ذلك منع إقامته في المملكة المتحدة، ووقف الإعانة التي يعتاش منها، ولا يتورع عن رمي حجر في البئر الذي أرواه، كما يتعين على تونس منعه من دخول أراضيها وشواطئها، ومنع تدريس أي من نصوصه في مدارسها، فهو ليس أكثر من إرهابي، وإن تستر بلبوس اليسار.

&