اقامت دار سوذبي في كانون الأول/ديسمبر واحدا من اكبر مزاداتها الفنية في لندن بعرض اعمال كوكبة من "الأساتذة القدماء" من عصر النهضة واعمال فنانين بريطانيين مثل جون كونستابل وجوزيف رايت. وبدأت المزايدة بطيئة متعثرة حتى ان الموظف الذي كان يدير المزاد دمدم قائلا "كل هذا الانتظار من أجل لا شيء" حين قرر احد المشترين على الهاتف بعد طول تفكير ألا يزيد السعر الذي عرضه. وكانت اسعار غالبية الأعمال المعروضة في الحد الأدنى من نطاق السعر المخمَّن لها. &وعلى سبيل المثال ان لوحة كونستابل "القفل" بيعت بسعر 13.5 مليون دولار في حين كانت التخمينات تتوقع بيعها مقابل 17.8 مليون دولار. &

ويأتي هذه الركود في نهاية العام على النقيض مما روجته وسائل الاعلام متوقعة اشتعال سوق الفن في عام 2015. &ففي ايار/مايو حطمت لوحة بيكاسو "نساء الجزائر" الرقم القياسي لمزادادت الفن حين بيعت بسعر 179.3 مليون دولار. &وفي تشرين الثاني/نوفمبر دفع رجل اعمال صيني 170.4 مليون دولار لشراء لوحة مودلياني "عارية مستلقية" لتأتي بالمركز الثانية بعد لوحة بيكاسو. ولكن عام 2015 شهد ايضا فشل العديد من المزادات الفنية. &فان لوحة مونية "زنابق الماء" بيعت مقابل 33.8 مليون دولار وهو سعر يقل كثيرا عن الحد الأعلى من التخمينات التي قدرت ان تباع اللوحة بسعر 50 مليون دولار. &وبيعت لوحات اندي وارهول الأربعة من مجموعته عن مارلين مونرو مقابل 36 مليون دولار فيما كانت التقديرات تتوقع بيعها بسعر 40 مليون دولار. ورأى مراقبون ان العديد من اصحاب الملايين يشعرون الآن بالقلق من المستقبل ويختارون الاحتفاظ بثروتهم نقدا. &ويصح هذا بصورة خاصة على الأثرياء الصينيين الذين يشكلون الآن 20 في المئة من مقتني الفن في العالم. &فان اوضاع الصين الاقتصادية وقوانين مكافحة الفساد الشديدة اقنعت كثيرين منهم بالكف عن البذخ على الفن.&
ونقلت بي بي سي عن جين موريس رئيسة تحرير جريدة الفن في لندن قولها ان المنافسة "ما زالت شديدة في قمة السوق بين المليارديرات الذين يرغبون حقا في شراء عمل عظيم لفنان مشهور حقا مثل بيكاسو" ، ولكنها اضافت ان المشترين دون هذا المستوى حين تكون الأسعار بالملايين يشعرون بوطأة الضائقة الاقتصادية. &واشارت الى "ان الثقة تراجعت تراجعا كبيرا بالسوق المالية الصينية والروس يشعرون انهم أفقر بكثير من ذي قبل والجميع يشعرون بأنهم افقر وكان لهذا تأثيره". وكانت دار كريستي لم تحقق في خريف 2015 إلا 33.1 مليون دولار من مبيعات الأعمال الفنية لما بعد الحرب والأعمال الفنية المعاصرة بالمقارنة مع 852.8 مليون دولار حققتها خلال الفترة نفسها من عام 2014. &وبلغت مبيعات مزادها الآسيوي لفن القرن العشرين والفن المعاصر الذي أُقيم في هونغ كونغ في تشرين الثاني/نوفمبر 66 مليون دولار فقط بالمقارنة مع 82 مليون دولار كانت مبيعات المزاد في الفترة نفسها من عام 2014 و121 مليون دولار في 2013.&
&ويبدو ان مقتني الفن كاستثمار اخذوا يبتعدون الآن عن الفن المعاصر باتجاه الأساتذة القدماء والرسامين المشهورين من القرنين التاسع عشر والعشرين. &فان اعمال فنانين مثل روي ليشتنشتاين وبول غوغان وغوستاف كوربيه كلها بيعت بأسعار قياسية في مزادات 2015. ويقبل كثير من المقتنين الصينيين مثل ليو يكوين الذي اشترى لوحة مودلياني "عارية مستلقية" على شراء الفن الغربي في مزادات لندن ونيويورك وليس على شراء الفن المعاصر في هونغ كونغ. ويبدو ان المقتنين يديرون ظهورهم للفنانين الأحدث عهدا ويتوجهون الى الأسماء المعروفة مثل روي ليشتنشتاين. &ونقلت بي بي سي عن المستشار الفني بيتر يورك انه يرحب بانحسار الفن المعاصر لأنه يعتقد ان النقاد والمعلقين بالغوا في تسويق العديد من الفنانين الذي لا يستحقون مثل هذا الأطراء لأعمالهم. ولعل التحدي الأكبر في تبريد سوق الفن بعد اشتعال اسعارها هو التحدي الذي يواجه دور المزاد مثل سوذبي وكريستي وبونهامز.&
في غمرة تنافس دور المزاد على بيع اعمال الأسماء الكبيرة من الفنانين كثيرا ما تعطي البائع سعرا مضمونا لعمله وإذا لم تصل المزايدة الى هذا السعر تقدم دار المزاد نفسها على شراء العمل. &وتسبب هذا في رفع الأسعار بصورة مفتعلة. &ولكن اذا استمر تبريد سوق الفن في 2016 وتستمر دور المزاد في ضمان سعر الأعمال المعروضة للبيع فانها قد تجد مخازنها مزدحمة بالكثير من الأعمال التي لم تتمكن من بيعها.&
&